عادي

«جامعة خليفة» تكشف أسباب انخفاض انبعاثات الكربون خلال إغلاقات «كورونا»

12:59 مساء
قراءة 3 دقائق
أبوظبي:
عماد الدين خليل
كشفت «جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا»، أسباب الانخفاض الشديد في نسب الغازات المسببة للاحتباس الحراري، خلال الإغلاقات التي سببتها جائحة «كورونا»، الذي يؤثر بشكل كبير في إنتاجية المحيطات العالمية، في ورقة بحثية لأعضاء من الهيئة الأكاديمية، وهي الأولى من نوعها عالمياً.
وشملت الدراسة التي حملت اسم «أثر جائحة كورونا في المحيطات» مرحلة ما قبل الجائحة وخلالها، حيث اعتمدت على صور الأقمار الصناعية، لتكشف الانخفاض الملحوظ في نسب «الكلوروفيل-أ» في المحيطات العالمية، لا سيما في المناطق الساحلية. ويُستخدم «الكلوروفيل-أ» والكربون العضوي الجسيمي، والكربون غير العضوي، ودرجة حرارة سطح البحر، في قياس إنتاجية المحيطات. وتعرّف مادة «الكلوروفيل» بأنها الصبغة التي تُكسب النباتات لونها الأخضر ولها دور رئيس في غذاء النباتات، عبر البناء الضوئي.
وشارك في الدراسة الدكتورة مريم الشحي، الأستاذة المساعدة في الهندسة البيئية والبنية التحتية المدنية، والدكتور يارجان عبد الصمد، عالم فضاء ومشارك بحثي أول وعضو في التدريس في مركز كامبردج للغرافين، وقسم الهندسة في جامعة كامبردج.
ويشير البحث إلى تراجع كبير في نسبة «الكلوروفيل-أ» في منطقة شمال أوروبا وقبالة سواحل ألاسكا وجنوب الصين وجنوب شرق الولايات المتحدة، حيث يرجع سبب انخفاضه في جنوب الصين التي وصلت إلى %5 إلى انخفاض معدل انبعاثات غاز الكربون، خلال الجائحة، بمقدار 123 طناً. كما انخفضت نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الصين بنسبة %20.2 من يناير إلى مايو 2020، مقارنة بعام 2019، وهو ما قد يؤثرفي «الكلوروفيل-أ». وقد لوحظ وجود انخفاض كبير بنسب الكلوروفيل-أ تزيد على 10% في منطقة الخليج العربي خلال الجائحة، مقارنة بالمرحلة التي سبقتها.
وقال الدكتور عارف الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي في جامعة خليفة «يسعى الباحثون في الجامعة إلى توسيع نطاق التحليلات المتعلقة بالآثار المباشرة للجائحة بدراسة أثرها في البيئة، فضلاً عن جهودهم المتواصلة في البحث عن الحلول المبتكرة في التصدي للوباء. يؤكد هذا البحث الدور البارز للباحثين في الجامعة، لإنتاج بحوث شاملة تسهم في إيجاد حلول لمختلف القضايا العالمية، ما يعززه توفير الجامعة لبرامج أكاديمية متعددة التخصصات ومرافق بحثية متطورة ليستفيد منها الباحثون».
وقالت الدكتورة مريم «تقترح دراستنا أن الاستمرار في ممارسة الأنشطة بالشكل المستدام عالمياً، كما هي الحال في مرحلة الجائحة، قد يسهم في علاج مشكلات المحيطات الذي يحدّ من أثر تغير المناخ فيها».
ويشمل البحث دراسة المحيطات العالمية، حيث اختاروا 11 منطقة وفقاً لتوافر الأنشطة الصناعية، وزيادة نسبة التعداد السكاني، وتضم المناطق شمال شرق الولايات المتحدة وجنوب شرقها والمحيط الهادي وجنوب شرق أمريكا الشمالية والصين وكوريا الجنوبية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أوروبا وشمال غرب إفريقيا وجنوب غرب إفريقيا وجنوب شرق أستراليا وألاسكا، حيث تصل نسبة التدني في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون فيها إلى %4، نظراً لانخفاض معدلات الأنشطة الصناعية واليومية خلال الجائحة.
وكشفت الدراسة أيضاً عن انخفاض في معدل درجات الحرارة فوق سطح البحر في معظم المناطق الساحلية وصلت إلى 0.5 درجة سلسيوسية، خاصة في شمال المحيط الهندي والسواحل الشرقية للمحيط الهادي وسواحل ألاسكا. وتُعزى أسباب انخفاض نسبة الانبعاثات في شمال المحيط الهندي بنسبة %30 إلى انخفاض متوسط درجة الحرارة فوق سطح البحر بنسبة %5 أي من 29.95 إلى 28.46 درجة سلسيوسية.
وأكدت الدكتورة مريم، أنه وبناءً على نتائج البحث القيمة سيضع المعنيون السياسات التي تحدّ من الغازات المسببة للاحتباس الحراري على المدى البعيد، وبمستوى مقبول، دون الحاجة إلى تعطيل الحياة العامة ووقف عجلة الاقتصاد، للحدّ من مشاكل تغير المناخ.
وأضافت: «ستعود الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى المستويات التي كانت عليها، في حال تخفيف الإغلاقات والقيود، ما يعني مواصلة التأثير في مشكلة الاحتباس الحراري العالمي والمحيطات بزيادة نسبة حامضية المحيطات التي تسهم في ارتفاع درجات الحرارة والـتأثير في إنتاجيتها، لذلك يُعدّ الانخفاض الحالي الذي ركزت عليه الدراسة أمراً مؤقتاً».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"