عادي
يطبق اليوم ويستمر حتى نهاية يونيو الجاري

«دعم المهارات».. برنامج يلامس احتياجات الطلبة

00:04 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: محمد إبراهيم
دعم المهارات برنامج متميز، استحدثته مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، مؤخراً لثقل مهارات الطلبة في الصفوف من 4- 12، وتعزيز قدراتهم وتمكينهم من بعض النواتج التعليمية الضرورية لمراحلهم التعليمية التالية، وتعزيز مهاراتهم الأساسية المكتسبة في أربع مواد دراسية مهمة، على مدار العام الدراسي.

ولكن على الرغم من أهمية البرنامج، وثراء مضمونه وأهدافه، إلا أن هناك بعض التحفظات في الميدان على توقيت تطبيقه، إذ من المقرر أن يبدأ اليوم ويستمر حتى نهاية الشهر ذاته.

يرى خبراء أن المهارات وتنميتها أمران غاية في الأهمية للعملية التعليمية وإعداد الأجيال، وأوصوا بالتعاطي مع هذا الملف وفق خطة مدروسة، تطبق منذ بداية العام وتستمر مع الطلبة لنهايته على أن تسبق فترة الامتحانات.

معلمون وتربويون أكدوا أن طاقات الطلبة تستنفد خلال رحلة الامتحانات التي قد تمتد لأكثر من شهر، الأمر الذي يؤثر في التزامهم بالدراسة عقب الاختبارات النهائية، فضلاً عن الانخفاض الحاد في مستوى استيعابهم وعدم دافعيتهم للدراسة من الأساس عقب الامتحانات، وأيضاً طاقة المعلم ذاتها التي تستنفد فعلياً في الفصل الثالث بسبب ضغوط الانتهاء من المناهج والاستعداد للدخول بالطلبة لامتحانات النهاية.

أولياء الأمور أكدوا أن امتحانات نهاية العام محطة مهمة، وتكفي لنختتم من خلالها العام الدراسي.

«الخليج» تناقش مع الخبراء والميدان التربوي بمختلف فئاته، إشكالية استمرار الدراسة عقب الامتحانات النهائية، وأهمية برامج المهارات واستفادة الطلبة منها خلال تلك الفترة، فضلاً عن وجهات نظر المعلمين وأولياء الأمور والمتعلمين، وأفضل المقترحات لتحقيق أفضل النتائج من برامج تنمية مهارات الطلبة.

قرار الاستمرار

البداية كانت مع إعلان مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي مؤخراً، عن تطبيق برنامج دعم المهارات، ‏«عن بعد»، لطلبة الصفوف من الرابع حتى الثاني عشر خلال الفترة من 20 إلى 30 يونيو، وتزامناً مع الامتحانات التعويضية التي تبدأ اليوم وتستمر إلى يوم 24 منه.

تأتي خطة المؤسسة لتطبيق هذا البرنامج، انسجاماً مع قرار ‏مجلس الوزارة للتنمية بخصوص التقويم المدرسي وعدد أيام التمدرس، ووفاءً بما تبقى من أيام للعام الدراسي الجاري 2020-2021، والبرنامج في مجمله يركز على أهداف مهمة تلامس احتياجات الطلبة المهارية، إذ يهدف إلى تعزيز المهارات الأساسية المكتسبة في هذا العام الدراسي لدى الطلبة، والتأكد من أن جميع الطلبة لديهم نواتج تعلم قوية للمرحلة التعليمية المقبلة.

وأكدت أن الطلبة مستمرون في الدراسة بعد انتهاء الاختبارات النهائية «عن بُعد»، على أن تكون مدة اليوم الدراسي لهذه الفترة 4 ساعات، بإدارة مجموعة من الأنشطة اللامنهجية، التي من شأنها تكريس بعض المهارات المهمة للطلبة وبإمكانهم الاستفادة منها في مراحلهم الدراسية اللاحقة، وتحاكي بمضامينها مفاهيم تربوية متنوعة كالتعليم العلاجي، وصقل المهارات في مجالات البرمجة واللغات والرياضيات، بالمزج بين التعليم النظري والعملي.

توظيف البرامج

وأكدت أن برنامج دعم المهارات، ثري في المحتوى والمضمون ومن المفضل أن يكون قبل الامتحانات، ففرصة استفادة الطلبة منه «متواضعة» في هذا التوقيت، موضحة أنه من الأفضل توظيف برامج المهارات التي تهدف لتنمية مستويات الطلبة المهارية والمعرفية أثناء الدراسة وخلال الأيام الفعلية التي تسبق موسم الامتحانات، للاستفادة من طاقات المعلمين قبل النفاد، والاستثمار في طاقات الطلبة قبل الانخراط في جولات الامتحانات النهائية.

وأفادت بأن معالجات المهارات التي تتم من خلال تلك البرامج المتخصصة، تنعكس على مستويات الطلبة المعرفية والمهارية إيجابياً، إذ تم اختيار التوقيت الصحيح لها، وتم تطبيقها وفق خطة طويلة المدى على مدار العام الدراسي، وبعيداً عن الامتحانات، لاسيما أنها تعين الطلبة على الجاهزية والقدرة على التعامل مع الامتحانات والاختبارات، وتحقق لهم التراكم المعرفي والمهاري في الوقت ذاته.

توقيت التطبيق

استوقفتنا آراء عدد من التربويين والمعلمين، إذ أكد كل من وليد فؤاد لافي، وإبراهيم القباني وخلود فهمي، وعبد المنعم محمد، وعاطف.ح، وإبراهيم بكري وآلاء.م، أن الإشكالية ليست في البرنامج ومضمونه وأهدافه، بل تكمن في التوقيت الذي تم تحديده للتطبيق، لاسيما أنه يأتي عقب امتحانات النهاية للوفاء باستكمال أيام التمدرس، بما ينسجم مع قرار ‏مجلس الوزارة للتنمية بخصوص التقويم المدرسي وعدد أيام الدراسة العام الجاري، ما أفقد البرنامج شيئاً من قيمته الحقيقية.

وأفادوا بأن مسيرة الامتحانات طويلة يستنفد فيها الجميع طاقاته، فالمعلمون يسابقون الزمن للانتهاء من المناهج خلال الفترة التي تسبق الامتحانات، وخلال الامتحانات مراجعات ومهام للمراقبة ومن قبل التصحيح، وعقب الامتحانات رصد ومراجعة الدرجات، فكيف يستكملون الدراسة مع الطلبة بعد كل هذه المهام والجهود، هذا بالإضافة إلى أنه لا توجد ضمانة لالتزام الطلبة أنفسهم واستيعابهم لما يحمله البرنامج من مهارات ومعالجات لمواد تشكل أهمية كبيرة للمتعلمين.

فاصل ونعود

أولياء الأمور: الدكتورة ريم الغول، وزاهية عبد الله، ومحسن حسين، وإيهاب زيادة، ومحمد طه، وعلي محمود، أكدوا أنه لا اعتراض على الدراسة وأيام التمدرس المعتمدة، مفضلين ألا تأتي الامتحانات كفاصل بين أيام التمدرس، كونها تعد المحطة الحاسمة في مستقبل طلبة الثاني عشر، ومن الأفضل أن تكون أيام الدراسة للدراسة، وتبقى الامتحانات المحطة النهائية لكل عام دراسي، كما جرت العادة، موضحين أن قرار تقديم الامتحانات عن موعدها المعتمد منذ انطلاقة العام الدراسي يعد السبب الرئيسي في الخلل الذي حدث في أيام التمدرس. الطلبة: سلمى إيهاب، خلود محمد، وليلى وائل، ومحمد إيهاب، وحبيبة علي محمود، أكدوا أن الامتحانات النهائية تستنفد طاقات الطلبة، إذ تتطلب مجهوداً كبيراً وتركيزاً بدرجة عالية، ومراجعات وتدريبات، فضلاً عن الحالة النفسية التي تلعب دوراً مهماً في مقومات جميع المتعلمين، وهنا لا مجال للدراسة بعد الامتحانات، ولو تم طرح برامج المهارات خلال العام الدراسي، وأثناء أيام التمدرس العادية ما كان هناك أي مشكلة.

4 مواد دراسية

يركز برنامج دعم المهارات على 4 مواد دراسية تضم «اللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات والبرمجة»، ويتم تزويد الطلبة بمهام عن طريق نظام التعلم الذاتي، ‏ويتولى معلمو اللغتين والرياضيات والتصميم والتكنولوجيا وعلوم الحاسوب والتصميم الإبداعي والابتكار للصف 5-12 تقديم الدروس«الكترونياً» بحسب الخطة الدراسية والمواد المشمولة بالبرنامج.

تطورات ومتغيرات

خبيرة تطوير المناهج إيمان غالب، ترى أن دعم المهارات وتنميتها لدى الطلبة، أمر غاية في الأهمية لجميع الفئات في مختلف مراحل التعليم، لاسيما أن الأنظمة التعليمية في مختلف البلدان والمجتمعات العالمية، تعول عليها بشكل أساسي في بناء وإعداد أجيالها للمستقبل، نظراً للتطورات والمتغيرات المتوالية في ميادين العلم خلال السنوات القليلة الماضية، لذا تدعو الضرورة إلى وجودها ضمن العملية التعليمية والمناهج والبرامج الإثرائية، على مدار العام وفي جميع المواد الدراسية. وفي تعقيبها على تفعيل برنامج دعم المهارات عقب امتحانات نهاية العام، أكدت أن التوقيت يأتي بعد رحلة امتحانية يستنفد فيها الجميع معظم طاقاته سواء على مستوى الطلبة أو المعلمين أو أولياء الأمور.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"