«برلين 2» والخيارات الصعبة

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

ينعقد «مؤتمر برلين 2» حول ليبيا، اليوم، على أمل تحقيق تقدم على مسار حل الأزمة السياسية والأمنية التي تعيق عمل الحكومة الانتقالية ما يحول دون تنفيذ خارطة الطريق التي تؤدي في نهاية المطاف إلى إجراء انتخابات يوم 24 ديسمبر /كانون الأول المقبل.

 يواجه المؤتمر قضايا شائكة تحتاج إلى قرارات صعبة، أهمها إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، ثم توحيد القوات المسلحة، وتحقيق المصالحة الوطنية.

 وإذا كان «مؤتمر برلين1» الذي عقد في يناير /كانون الثاني 2020 قد وضع الخطوط العريضة للحل، من دون أن يتحقق الكثير منها، رغم الجهود التي تبذلها حكومة عبد الحميد دبيبة، إلا أن أهمية «مؤتمر برلين 2» تكمن في أنه سيجمع الدول التي شاركت في المؤتمر الأول، وتعهدت بتنفيذ مخرجاته، وهي مطالبة اليوم من المجتمع الدولي بوضع آليات تنفيذية لإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة، وتوحيد الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق العملية السلمية والانتقال الديمقراطي والانتخابات القادمة.

 إن استراتيجية إخراج القوات الأجنبية وحل الميليشيات وتوحيد القوات المسلحة وجمع السلاح تأخرتنفيذها كثيراً، وباتت عبئاً ثقيلاً على حكومة الوفاق الوطني التي تقف عاجزة عن تحقيقها، وتحتاج إلى دعم دولي مباشر كي تنجز هذه المهمة، وهو ما يتوقع أن يخرج به «مؤتمر برلين 2».

 المشكلة الأساسية أمام مؤتمر برلين أن الدول الأجنبية التي تعهدت في المؤتمر الأول سحب قواتها من ليبيا (تركيا وروسيا) «لم تف بوعدها» حسب وزير الخارجية الألماني هايكو هاس، الذي قال «إذا أردنا أن يتمتع الليبيون بحق تقرير المصير يجب أن ترحل القوات الأجنبية».

 لهذا، فإن المؤتمر بحد ذاته أمام خيارات صعبة تقتضي إقناع الدول الأجنبية بسحب قواتها، خصوصاً أن بعضها لا يرى أن قواته «أجنبية»، باعتبار أن وجودها هو بمقتضى اتفاق مع الحكومة السابقة، كما تربط وجود مرتزقتها بوجود مرتزقة آخرين لدول أخرى. وهناك من يرى أنه يمكن مقايضة الوجود العسكري الأحنبي بمصالح اقتصادية في ليبيا ضمن خطط إعادة البناء أو عقود الطاقة. والخيار الآخر يتمثل في فرض عقوبات على الدول والأشخاص والمجموعات التي تعرقل سحب القوات الأجنبية والمرتزقة وتوحيد القوات المسلحة، لكن هذا الخيار تحيط به الشكوك لأنه قد يواجه ب«فيتو» في مجلس الأمن.

 بصرف النظر عن تحقيق أي تقدم على مسار الأزمة الليبية، فإن عنصر الزمن سيكون حاسماً بالنسبة للحكومة الانتقالية، إذ انقضت أربعة أشهر منذ نيلها الثقة، من دون أن تحقق الكثير من أهدافها، وبقي أمامها ستة أشهر، وهو موعد إجراء الانتخابات. لذا فهي في سباق مع الوقت، لكنها لن تستطيع إطلاق عجلة الحل السياسي من دون أن تفي الدول المعنية بتعهداتها، وهو ما سيظهر اليوم في مؤتمر برلين الثاني.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"