عادي

جراحة معقدة في «كليفلاند كلينك أبوظبي» تنقذ مريضاً ستينياً

13:32 مساء
قراءة 3 دقائق
أبوظبي:
«الخليج»
نجح الأطباء في مستشفى «كليفلاند كلينك» أبوظبي بإجراء عملية جراحية هي الأولى من نوعها في الإمارات لمريض مواطن، وفي العملية التي استغرقت 11 ساعة استئصلت الكلية وزرعت للمريض نفسه.
وأجراى العملية فريقٌ من ثلاثةٍ من أمهر الجراحين.
المريض علي الشامسي، في أوائل الستينات، إماراتي يعيش في مدينة العين، وُلِدَ بكلية واحدة، وشخّصت إصابته بالسرطان. ثم أجريت له عملية جراحية لاستئصال جزء من كليته، وبعد سنوات، عاد إلى مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، قلقاً بشأن ألم الصدر الذي كان يشكو منه نتيجة لتاريخه مع التدخين. وبعد التسجيل في برنامج الإقلاع عن التدخين بالمستشفى، خضع لمجموعة من الفحوص الطبية أظهرت أن السرطان عاد إلى كليته مرةً أخرى.
يقول: «كنت في حالة صدمة، فقد أتيت إلى المستشفى لاستشارة طبية تتعلق بالتدخين، ثم فوجئتُ بتشخيص حالتي بأنني مصاب مرةً أخرى بالسرطان في كليتي الوحيدة التي ولدت بها، كنت في حيرة، ولم أدرِ ما أفعل، فكرت في أن أسافر إلى الخارج لأتعالج، لكنّي قررتُ بعد أن وضعت ثقتي بالله أن أبقى في بلدي لكي أتلقى العلاج، قريباً من أهلي، وقريباً من أصدقائي».
وبعد تشخيص حالته، خضع علي لفحوص طبية أكثر تفصيلاً، للتأكد من دقة التشخيص، ومعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر، كان الأطباء سعداء حين تأكدوا من أن السرطان لم ينتشر، لكن الموقع الدقيق للورم بالكلية بقي مصدراً لقلقهم، حيث إنه متغلغلٌ في كليته بعمق، وكان من المستحيل أن يجري الأطباء تلك الجراحة والكلية في مكانها.
يقول الدكتور وليد حسن، رئيس قسم جراحة المسالك البولية، واستشاري جراحة الأورام الذي أجرى الجراحة «كانت خياراتُنا محدودةً في معالجة حالة علي، فلو أزلنا كليته، لكان قد احتاج إلى سنوات عدة من غسل الكلى بانتظام، قبل إجرائه عملية زراعة لكلية جديدة يحصل عليها من متبرع، وهذه إجراءات لا تخلو من المخاطر، وقد رأينا أن أفضل إجراء جراحي يناسب حالة علي هو إجراء عملية جراحية معقدة، تُستأصل فيه كليته، ثم يُزال الورم السرطاني، ثم تُعاد زراعتها في جسمه مرةً أخرى».
يقول الدكتور كاشف صديقي، استشاري المسالك البولية المتخصص في الجراحة المجهرية «حين تكون الكلية خارج الجسم، فإن ذلك يعني أننا نستطيع أن نتعامل معها بصورة أفضل، فالإبقاء على الكلية، في مكانها، متصلة بالجسم، معناه أن نجري هذه العملية الجراحية في مكان ضيق، ويعرّض المريض لخطر كبير، في حالة حدوث نزف شديد، وحين تكون الكلية خارج الجسم، وموضوعة في محلول ثلجي، يتوافر لنا مكان أفسح، ووقت أطول».
وبعد وصول الأطباء إلى الورم وإزالته، أصلح الجراحون كلية علي، ثم بدؤوا في زراعتها مرةً أخرى في جسمه، وكانت هذه المرحلة هي أدق مراحل العمل.
يقول الدكتور بشير سنكري، رئيس معهد التخصصات الجراحية الدقيقة «كانت هذه العملية معقدة جداً، وتطلبت مستوىً عالياً من المهارة والتنسيق بين أعضاء فريقنا، مع خبرة واسعة في كل من زراعة الأعضاء، وجراحة الأورام، وهذه الجراحة لا يمكن إجراؤها في أماكن كثيرة من العالم».
وبعد إجراء تلك الجراحة الناجحة، أمضى علي نحو ثلاثة أسابيع في المستشفى يتعافى، قبل أن يعود إلى منزله في العين، ثم بدأ غسل الكلى في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي - العين»، في حين كانت كليته تتماثل للشفاء.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"