أبعد من الحلم

01:00 صباحا
قراءة دقيقتين

الفرحة مضاعفة وأكثر. نجاح طلبة الثانوية العامة تجاوز حدود فرحة البيت والأهل، خرج من الإطار الشخصي ليبلغ حدود الوطن ويتوَّج بالتهاني والشكر، بأشكال مختلفة من القادة والدولة. 
هي المرحلة الفاصلة والحاسمة في حياة كل طالب وطالبة، والنجاح فيها بدرجات التميز والتفوق يفتح أبواباً كثيرة أمام كل مجتهد، وكأنه جواز سفر يتيح له العبور إلى حيث الحلم، وأحياناً أبعد من الحلم.
الإمارات التي تواكب شبابها، وتشرّع لهم الأبواب وتدعمهم بكل الطرائق، لقناعة راسخة لدى صنّاع القرار فيها، بأن هؤلاء هم رجال المستقبل وأمله، عبّرت عن فرحتها بأبنائها المتفوقين والنخبة والمتميزين الذين حققوا نجاحات مبهرة في الثانوية العامة، وسارعت إلى تهنئتهم وأهاليهم، مقدمة لهم فرصاً ذهبية تثلج قلوبهم وقلوب أولياء أمورهم، وتطمئن قلوبهم إلى أن الاجتهاد والتعب لم يذهبا هباء؛ بل هما مثمّنان جداً في دولة ترعى الأوائل والمتميزين والمجتهدين. 
تفوقت البنات على الأولاد في أعداد الفائزين بالدرجات الأعلى والمقاعد الأولى، وهذه ظاهرة لم تعد غريبة ولا محصورة في مجتمع أو بيئة؛ ففي كل مكان تزيد نسب الأوائل من الإناث على الذكور، والأسباب معروفة ومرتبطة بطبيعة الأنثى التي تميل في الأغلب إلى الانضباط والالتزام والتفرغ للدراسة التي ستتيح لها تحقيق الذات، وخلق مكان لها في سوق العمل. نوع من رد الفعل أو التصدي الإيجابي لفكرة قديمة سادت وما زالت تسود تلقائياً في عقول بعض الفئات والمجتمعات. 
ابنة الإمارات تعلم جيداً أنها ابنة دولة تدعمها وتقف إلى جانبها، لتحقق أحلامها وأحلام دولتها فيها، وهي ترد الجميل لوطنها بالاجتهاد أكثر وأكثر، والعمل والابتكار والوصول إلى مناصب ومراكز متقدمة. 
مبارك نجاح كل أبناء هذه الدفعة 2021، التي واجهت تحديات كثيرة لعل أصعبها خلق التوازن بين التعليم المباشر وال«أونلاين»، الالتزام والاجتهاد رغم ما فرضه الوباء على العالم من حجر وتباعد وأزمات، دفعة واجهت الوباء بالتحدي والإصرار وبلغت الذروة بتحقيق درجات عالية وبنسبة نجاح للطلبة بلغت 91%. 
مبارك لهذا الجيل وتحديداً هذه الدفعة ولهذه الدولة وللأهل، الفرحة عامة ومشتركة، الإنجاز مبشر بمستقبل مشرق ما دامت هناك عقول شابة تقدر معنى المسؤولية، تجتهد وتعطي للعلم أولوية، تثبت قدرتها على مواجهة المحن والأزمات بإرادة وعزيمة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"