عادي

موعد الطائرة.. ذكريات النسيان و الوصول في اللحظات الأخيرة

حديث موسم الإجازات

23:31 مساء
الصورة
الصورة
الصورة
الشارقة: زكية كردي
3 ساعات قبل موعد الطائرة، هذا هو الموعد المتعارف عليه لدى الجميع قبيل السفر، لكن الصدف تحدث مهما حاولنا الالتزام بالموعد، وأيضاً النسيان يلعب دوراً كبيراً في منعنا من السفر في الوقت المحدد، كأن ننسى جوازات السفر في المنزل، أو أن نخطئ في قراءة موعد الطائرة ونذهب في اليوم التالي، كما حصل مع البعض، وهم يشاركوننا هذه الذكريات التي يضحكون منها اليوم بعد سنوات من وقوعها.

يعتقد البعض أن الاستغراق في النوم يعتبر السبب الأول في فوات موعد الطائرة، لكنه لم يكن سبباً ولا مرة بالنسبة إلى محمد حربلية، طبيب أطفال، فالمرات الكثيرة التي فاته فيها موعد الطائرة أو كاد أن يفوته كانت تتعلق بأسباب لها علاقة بالنسيان، أو الانشغال بأشياء أخرى، ويقول: في إحدى المرات كنت مسافراً بغاية العمل، وعند وصولي إلى المطار اكتشفت متأخراً، بسبب الازدحام، أنني قصدت الوجهة الخطأ، فسارعت بطلب مساعدة موظفي المطار فأمّنوا سيارة أجرة على الفور لأتجه إلى المكان الصحيح، وهناك اكتشفت عند وصولي أن الطائرة متأخرة في الإقلاع ولديّ المزيد من الوقت. شعرت بالاسترخاء حينها، وجلست في المقهى لأتابع العمل على اللاب توب، وفجأة شعرت بأن لا أحد في المكان فاكتشفت أن الطائرة فاتتني، ولم أنتبه إلى النداءات لانشغالي بالعمل. وفي مرة أخرى كنت مسافر مع عائلتي إلى الخارج، واعتقدت أننا انتهينا من تجهيز جميع الأمور، فخرجنا لنسهر مع الأصدقاء بما أن السفر سيكون ظهر اليوم التالي كما كنا نعتقد، لنكتشف في اليوم التالي أن موعد الطائرة كان في الواحدة ليلاً، لا ظهراً.

تقدير خاطئ للموعد

قصة مشابهة حصلت مع انتصار محمد، ربة منزل، وعائلتها عندما كانوا في إجازة طويلة قبل عامين، تقول: اعتدت أن أكون المسؤولة عن ترتيب أمور تذاكر السفر والحجوزات، ولست أدري كيف أخطأت في قراءة موعد السفر فاعتقدت أن الموعد في اليوم التالي بالتوقيت نفسه، لدرجة أنني خططت لجميع الأمور، وبالفعل اتجهنا للمطار في اليوم التالي لنكتشف أن الطائرة فاتتنا قبل 24 ساعة، وبالطبع شعرت بالحرج أمام زوجي وأبنائي، وبالغضب من نفسي لأن مبلغ التذاكر الذي خسرناه لم يكن قليلاً فنحن 6 أشخاص، وهذا جعلني أشعر بالقلق عند التفكير بالسفر مجدداً لأتأكد مراراً من المواعيد خشية تكرار الموقف.

ولا شك في أن التأخر عن المطار يسبب التوتر للجميع، لكن التأخر عن المطار وأنت عالق في اختناق مروري بينما أنت مسافر يوم زفافك، فهذا يصلح لأن يكون مشهداً في فيلم سينمائي ربما، كما يصفه عمر الأحمد، موظف تحصيل، ويقول: رافقني صديقي يومها وخرجنا من المنزل قبل موعد الطائرة ب3 ساعات. وفي الوقت الذي لم نكن نتوقع بدء الازدحام فيه، علقنا في اختناق مروري يومي، وبدأ التوتر ينال مني حتى لم يبق على موعد الطائرة إلا 45 دقيقة، وأنا على مقربة من المطار وغير قادر على الوصول، وقتها قررت التصرف فنزلت وتحدثت إلى شرطي المرور وشرحت له الوضع ليساعدني، ويضيف أنه لولا هذا الموقف الطيب من شرطي المرور لكان يومه انتهى بمشاكل لا تنتهي ربما بسبب سوء الحظ أو التقدير.

لعله خير

«حصل خير، ربما كان سيحدث ما هو أسوأ إن سافرنا»، هذا ما قالته ريم حمدان، موظفة حكومية، لزوجها عندما نسي جوازات السفر في المنزل عند الوصول إلى المطار، وتقول: كنا ننوي السفر إلى فرنسا وحاولنا الوصول إلى المطار في الوقت المناسب، لكننا تأخرنا بسبب ازدحام الطريق، وعند الوصول إلى المطار اكتشفنا أن الحقيبة التي وضع فيها زوجي جوازات السفر بقيت في المنزل، حصلت هذه القصة معنا قبل عصر الموبايلات، حاولنا الاتصال بالأهل لطلب المساعدة علّ أحداً يسارع لإحضار الحقيبة من المنزل، لكنها لم تكن محاولة مجدية للأسف، فالوقت لم يسعفنا، وقتها حمدت الله وحاولت التخفيف عن زوجي الذي كان يشعر بالذنب والغضب معاً، لكننا اليوم نذكر هذه القصة ونضحك عليها.

أما سمر عبدالحي، ربة منزل، فلم تكن قادرة على التعامل بالهدوء نفسه مع استهتار زوجها، وتقول: وقفت برفقة ولدّي أمام باب الطائرة أنتظره وقد نسي نفسه في السوق الحرة بينما يشتري العطور، وهاتفه من دون شحن، بالطبع بدأت أشعر بالحرج والقلق معاً والطائرة متوقفة بسببه، وأنا لا أجد طريقة للوصول إليه، حتى ظهر في اللحظة الأخيرة وهو يضحك لأنه نسي نفسه ولم يشعر بالوقت.

على الطرف الآخر، نجد أن البعض يبالغون في القلق من وقوع مثل هذه الحوادث، فيصيبهم التوتر بمجرد اقتراب موعد السفر، ويعجزون عن النوم في الليلة السابقة، كما يحصل مع محمد أبوالفوز، موظف مبيعات، ويقول: لأنني أعاني النسيان أشعر بالخوف من تفويت موعد الطائرة دوماً، وكثيراً ما أرى نفسي متأخراً وقد فاتني الموعد في الأحلام، ولهذا أُصاب بالقلق والتوتر قبل السفر وأعيد قراءة الموعد وطلب التأكد من غيري أيضاً لئلا أخطئ، ونادراً ما أتمكن من النوم ليلاً إن كان موعد الطائرة في الصباح، فأذهب إلى المطار قبل أربع ساعات أحياناً وأنهي جميع الإجراءات، ولا أشعر بالراحة إلا عند الجلوس على مقعدي في الطائرة.