عادي

الإيمان الداخلي

22:09 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د. مايا الهواري

خلق الله تعالى الإنسان، وزرع داخله وازعاً دينياً قوياً ينمو ويكبر إن تم الاعتناء به والعمل على تطويره، وخاصة الإيمان بالله عز وجل والثقة به، سبحانه وتعالى، بأنه سيكون مع المرء ما دام المرء مع الله تعالى (كنْ مع الله ولا تبالِ)، وكذلك الإيمان الداخلي بقدرة الإنسان على تحقيق ما يصبو إليه، وأنه يمتك المقومات اللازمة لذلك شريطة العمل الدؤوب المستمر، فإنه سيحصل على مراده. أما إن كان الإنسان لا يثق بقدراته ويجد نفسه ضعيفاً ذا شخصية هزيلة، وكان يعمل على تعزيز هذه الشخصية الضعيفة داخله، فبذلك سيحيط نفسه بالأشخاص غير الأكفَاء النرجسيين والأصدقاء الاستغلاليين، أو بمدير حاقد يستغله في حياته، والكثير من الأمثلة، وينطبق ذلك على المرأة والرجل، وهذا سبب إيمان الشخص واعتقاده بأنه لا يستحق التقدير. ولكن في المقابل، إن آمن الإنسان بأنه يستحق ويتمتع بالكفاءة والذكاء ويعمل على تطوير ذاته، والعمل الدؤوب المتواصل المستمر، فإنه سيجلب لنفسه أشخاصاً يكونون بوصلة وطريقاً لتطويره مع إتاحة الفرص الجديدة الجيدة؛ أشخاصاً يزرعون التفاؤل داخله، ما يعزز فكرة أن الخير ما زال موجوداً، وينعكس ذلك كله على نظرة المرء للمجتمع والواقع، إذ يجد كل ما حوله جميلاً يزينه التفاؤل والإصرار، ويرى العالم بأسره من خلال شق صغير، على عكس المتشائم السلبي الذي لا يرى شيئاً، حتى ولو كان العالم كله أمامه، لأن جل تركيزه على ما هو مفقود، ونسي الموجود، فأضاع بذلك نفسه ووقته دون فائدة، والمفقود قد يكون طموحاً داخلياً مع العلم أنه يمكن الوصول إلى هذا الطموح وتطويره بالعمل والاجتهاد، خاصةً إن كان العمل للوصول إلى المفقود مكللاً بالرضا الداخلي دون إلقاء اللوم على الآخرين أو أنهم سبب هذا الفقد.

نستخلص مما سبق أن الحياة مسيرة سيعيشها الإنسان شاء أم أبى، فعمره محدود ولن ينقص منه شيء، فليعش حياته متفائلاً طموحاً مجتهداً مؤمناً بقدراته الداخلية. وبإيمانه بالله تعالى وأنه قادر على الوصول إلى ما يصبو إليه، وليحسن ظنه بالله تعالى (أنا عند ظن عبدي بي)، ليصل بذلك إلى حياة هانئة مستقرة وناجحة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n6j62fn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"