عادي

خلافات زوجية

22:44 مساء
قراءة دقيقتين

كتب: أمير السني

«زوج وزوجة وأربعة أبناء».. أطراف المعادلة الصعبة في معضلة الحياة الزوجية.. الخلافات حول عمل الزوجة تسمم أجواء العائلة الصغيرة.

يصر الزوج على أن تترك زوجته العمل، وتجلس في المنزل، وصارت المشادات بينهما طقساً يومياً.. هو يتهمها بالتقصير في دورها وهي تدافع عن وظيفتها التي صارت مميزة فيها.. وفي أحد الأيام عادت من الدوام متأخرة ووجدت زوجها ينتظرها في غضب شديد ودخل في نقاش حاد معها؛ لكنها حاولت تهدئته وطالبته بالنقاش داخل غرفتهما حتى لا يتأثر الأولاد؛ لكنه لم يلتفت إلي حديثها وهددها بأنها إذا خرجت غداً صباحاً إلى العمل فلن يسمح لها بدخول المنزل مرة أخرى ولن يسمح لها برؤية أبنائها، وأخذ حاجياته وذهب لينام خارج الغرفة، ودخلت الزوجة في نوبة بكاء هيستيري؛ حيث أدركت أن زوجها لن يتركها تعمل مرة أخرى على الرغم من وعده لها قبل الزواج بأنه سيسمح لها بالعمل وأنه سيساعدها في تربية الأبناء.

وتذكرت أنها اتخذت قرار الزواج وهي طالبة بالجامعة بعد أن طمأنها الزوج بأنه لن يمنعها من العمل، فتزوجته ثم أكملت تعليمها الجامعي وتخرجت ثم التحقت بوظيفة جيدة وطالبت زوجها بتوفير خادمة لمساعدتها في المطبخ، بعد أن رُزقا بتوأم وزادت مسؤوليتها في المنزل وهو ما تم، لكنها اقترحت على زوجها جلب خادمة ثانية للاهتمام بالطفلين إلى حين عودتها من العمل.

وسارت الأمور بين الطرفين في هدوء، ورزقت الزوجة بطفل ثالث ثم رابع وهي تواصل وظيفتها، لكن الزوج رأى أنها لم تعد تستطيع التوفيق بين العمل والاهتمام بالمنزل فطلب منها ترك الوظيفة، فردت عليه وذكرته أنها أخبرته قبل ذلك أنها درست في الجامعة لتحقيق حلمها ولتكون امرأة فاعلة في المجتمع وأن تصبح منتجة وأكدت له قدرتها على التوفيق بين المنزل والعمل، لكنه رفض، وظلت الخلافات مشتعلة بينهما لمدة عامين، بعدها رأت الزوجة أن الحل الوحيد هو الطلاق.

وعلى الرغم من تدخل الأهل والأقارب وصلت الخلافات إلى مكتب التوجيه الأسري الذي حدد جلسة لمواجهة الطرفين، وتقديم دفوعاتهما، وبعد الجلسة قرر مكتب التوجيه الأسري إلزام الزوج بعدم التعرض للزوجة والسماح لها بمزاولة عملها على أن تلتزم هي برعاية الزوج والأبناء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"