ثوب الشهرة في أوقات المحن

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

في لحظة الضعف أو المرض، يخلع الفنان ثوب الشهرة ويتمنى لو ينسى الجمهور ولو لبعض الوقت أنه نجم، يتمنى أن يتعامل معه كإنسان فقط، مجرد إنسان يتألم أو يعاني أو يحزن. 
ككل الناس يمر الفنانون بمحن ويتألمون ويبكون ويُصلون ويدعون.. لكن هل يستطيع الناس التعامل مع النجم كونه إنساناً فقط حين يمر بأوقات عصيبة؟ 
عرف الوسط الفني سلسلة أحزان في العامين الأخيرين وخسر عدداً غير قليل من النجوم، بينما مر فنانون آخرون بمحن صحية مختلفة، ومع كل محنة تفاعل الجمهور وتعاطف دون أن يسقط من حساباته الشائعات التي صارت تسبق الخبر الحقيقي في سرعة الانتشار بفضل وسائل التواصل الاجتماعي. آخر محنة تلك التي تمر بها ياسمين عبد العزيز، والتي تأتي بعد أكبر حزن عرفه الوسط الفني برحيل النجم سمير غانم وإصابة زوجته دلال عبد العزيز بمضاعفات «كورونا» منذ نحو ثلاثة أشهر وهي لا تزال تخضع للعلاج في المستشفى. تنتشر الأقاويل والشائعات تسبق الحقيقة إلى الواجهة كالعادة، سحر أسود وخزعبلات لا يمكن لعاقل تصديقها، خصوصاً أن المحنة الصحية الصعبة التي تمر بها ياسمين عبد العزيز تأتي بعد «زكزكات» كلامية تسببت بها إحدى المذيعات فامتد الجدل والكلام المرسل عبر «السوشيال ميديا» ونوع من إثارة الغيرة وإشعال الفتن «النسائية» بين ياسمين وريهام حجاج. لذلك سارع مطلقو الشائعات إلى اعتبار أن الأزمة الصحية التي تمر بها ياسمين هي بفعل السحر الأسود وأنها ضحية مؤامرة دجالين ومشعوذين. 
في المحنة يعرف أيضاً الفنان معيار حب الجمهور له، وهو قادر أحياناً على مفاجأة النجوم بكم الدعاء والأمنيات الطيبة التي ينهال بها عليهم، ورحيل سمير غانم خير دليل على هذا الوفاء الذي بادر به الجمهور متفاعلاً مع الخبر الحزين سواء بشكل مباشر أو عبر التواصل الاجتماعي. وكم الأدعية وانتشار صورتي دلال عبد العزيز وياسمين عبد العزيز خلال عيد الأضحى على صفحات الفنانين والجمهور نوع من التضامن الإنساني الذي يسقط معه كل تجميل وتزييف في المشاعر وكل قناع يمكن أن يختفي خلفه البشر. 
الفنان إنسان، والإنسان مجبول على الألم والفرح، لكن هذه الحقيقة ينساها البعض حين ترتفع بهم النجومية إلى حدود الغرور، وينساها الجمهور حين يرفع النجوم إلى حدود «الكمال». كل الشهرة تزول أمام لحظة ضعف وموقف إنساني حقيقي، وأمام أي تجربة مرّة وصعبة يمر بها المرء في أي موقع كان.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"