عادي

اليوان الرقمي.. التحدي القادم للدولار الأمريكي

22:15 مساء
قراءة 4 دقائق

تتفوق الصين على الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالابتكار في مجال الأموال عبر الإنترنت، مما يشكل تحديات لوضع الدولار الأمريكي كاحتياطي نقدي بحكم الأمر الواقع.

تطور اليوم ما يقرب من 80 دولة، بما في ذلك الصين والولايات المتحدة، عملة رقمية خاصة لبنكها المركزي. وهي بطبيعة الحال شكل من أشكال المال يخضع للتنظيم، مع فرق بسيط أنه موجود بالكامل داخل الشبكة العنكبوتية. وبينما أطلقت الصين بالفعل «اليوان الرقمي» لأكثر من مليون مواطن صيني، لا تزال الولايات المتحدة تركز إلى حد كبير على عمليات البحث.

ينظر الكثير من المحللين الاقتصاديين والسياسيين إلى «اليوان الرقمي» على أنه أكبر تهديد واجه الغرب خلال الثلاثين أو الأربعين عاماً الماضية، وبأنه يسمح للصين بإقحام نفسها بشكل مكثف في نمط الحياة المادي للأفراد، وتصدير سلطتها الرقمية.

وتقوم المجموعتان المكلفتان بهذا البحث، وهما مبادرة العملة الرقمية التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والبنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، بتحليل الشكل الذي قد تبدو عليه العملة الرقمية للأمريكيين.

وتشكل الخصوصية مصدر قلق كبير في هذا الصدد؛ لذلك يراقب الباحثون والمحللون الأمريكيون عن كثب طرح «اليوان الرقمي» في الصين. وقالت نيها نارولا، مديرة مبادرة العملة الرقمية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «أعتقد أنه إذا كان هناك دولار رقمي، فإن الخصوصية ستكون جزءاً مهماً جداً من ذلك. فالحالة في الولايات المتحدة مختلفة تماماً عنها في الصين».

كما يشكل «الوصول» مصدر قلق آخر للمشروع الذي تجري دراسته في الولايات المتحدة، ووفقاً لمركز «بيو» للأبحاث، قال 7% من الأمريكيين إنهم لا يستخدمون الإنترنت، ومع إضافة أصحاب البشرة السواء، ترتفع هذه النسبة إلى 9%، وبالنسبة للذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ترتفع هذه النسبة كذلك إلى 25%، ناهيك عن الأمريكيين ذوي الإعاقة، والذين هم أكثر عرضة بثلاث مرات من أولئك الذين ليس لديهم إعاقة لأن يقولوا إنهم لا يستخدمون الإنترنت أبداً. وهذا جزء مما يبحث عنه معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

وأضافت نارولا: «يفترض معظم العمل الذي نقوم به، والدراسات التي نجريها، أن العملة الرقمية للبنوك المركزية سوف تتعايش مع النقد المادي، وأن المستخدمين سيظلون قادرين على استخدام الأخير إذا أرادوا ذلك».

يُذكر أن فكرة العملة الرقمية في الولايات المتحدة تهدف، ولو جزئياً، إلى ضمان بقاء الدولار متربعاً على عرش الصدارة النقدية في الاقتصاد العالمي. ولكن، وبحسب داريل دوفي، أستاذ المال في جامعة ستانفورد، على الولايات المتحدة ألّا تعتمد كثيراً على ريادتها الحالية في هذا المجال، ويجب أن تمضي قدماً وتطور استراتيجية واضحة لكيفية الحفاظ على قوتها والاستفادة من قوة الدولار.

ينظر الكثير من المحللين الاقتصاديين والسياسيين إلى «اليوان الرقمي» على أنه أكبر تهديد واجه الغرب خلال الثلاثين أو الأربعين عاماً الماضية، وبأنه يسمح للصين بإقحام نفسها بشكل مكثف في نمط الحياة المادي للأفراد، وتصدير سلطتها الرقمية.

5 مليارات دولار صفقات أول اختبار

أعلن المصرف المركزي الصيني أن الصين التي تعمل على إطلاق عملة رقمية أنهت عملياً اختباراتها في هذا المجال بصفقات تجاوزت قيمتها خمسة مليارات دولار.

واليوان الرقمي هو وسيلة مستقبلية للدفع الإلكتروني عبر الهواتف الذكية، يمكن أن تحل مكان العملات المعدنية والأوراق النقدية التي تحمل صورة الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ.

والصين التي كانت تفكر في المشروع منذ 2014 لكنها كثفت التجارب في الأشهر الأخيرة، هي واحدة من أكثر الدول تقدماً في هذا المجال.

وأكد البنك المركزي، إنه ليس هناك أي جدول زمني لإطلاق العملة الافتراضية رسمياً. وأن الأجانب الذين يزورون الصين سيكون بإمكانهم الحصول عليها من دون الحاجة إلى فتح حساب مصرفي في البلاد.

ومنذ أشهر عدة تجرى تجارب على المستوى المحلي خصوصاً في شنجهاي؛ حيث تلقى سكان أموالاً افتراضية على هواتفهم يمكنهم استخدامها في بعض المحال التجارية.

وأوضح البنك المركزي أن نحو 35.4 مليار يوان (5.4 مليار دولار) من التعاملات أجريت مشيراُ إلى أن أكثر من 20.8 مليون شخص كان بإمكانهم الدفع باليوان الرقمي.

ويقول بنك التسويات الدولية إن هناك نحو ستين جهة تعمل على عملات افتراضية أو دخلت مرحلة تجريبية.

لكن جزر البهاماس هي وحدها التي تملك رسمياً عملة رقمية وطنية حتى الآن.

وأعلن البنك المركزي الأوروبي، مؤخراً عن إطلاق مشروع رائد لسنتين لتبني اليورو على أمد أطول، وضع لمواجهة تزايد اللجوء إلى الدفع الافتراضي وانتشار العملات المشفرة.

من ناحية أخرى، تحظر بكين استخدام العملات المشفرة لأنها لا تخضع للتنظيم من مؤسسات مالية، وهي عرضة للمضاربة.

من جهة أخرى، قال البنك المركزي الصيني، إنه سيستكشف مدفوعات عابرة للحدود باليوان الرقمي، كما يرغب في مناقشة وضع معايير عالمية للعملات الرقمية الإلزامية من أجل التطوير المشترك للنظام النقدي العالمي.

وقال بنك الشعب الصيني في (ورقة بيضاء) تمثل أول إفصاح شامل عن خططه إنه سيعزز أمن البيانات وحماية المعلومات الشخصية بينما يمضي قدماً في اختبار محلي لليوان الرقمي.

والصين في مركز الصدارة ضمن سباق عالمي لإطلاق البنوك المركزية عملات رقمية وتختبر اليوان الرقمي في مدن رئيسية من بينها شنتشن وبكين وشنغهاي.

ويعتقد العديد من المحللين أن اليوان الرقمي سيعزز مركز العملة العالمي في الوقت الذي تسعى فيه الصين إلى كسر هيمنة نظام التسوية بالدولار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"