عادي

آلام الأسنان..أسباب متنوعة وعلاجات مختلفة

21:19 مساء
قراءة 6 دقائق

تعتبر آلام الأسنان من أشرس الهجمات التي من الممكن أن يعانيها الإنسان، خاصة مع تعالي موجاتها خلال الليل وحرمان المريض من النوم. تعتبر الأسباب المؤدية لآلام الأسنان متنوعة ومختلفة إلى درجة كبيرة، ولا يمكن حل المشكلة بالاعتماد على المسكنات فقط، إذ يؤدي ذلك لإهمال المشكلة الأساسية وتفاقمها دون أن يدري المريض بذلك، ويستحق ألم الأسنان استشارة الطبيب إذا استمر لأكثر من يومين أو تسبب في ارتفاع درجة حرارة الجسم، أو سبب صداعاً أو ألماً في أي جزء آخر مثل الأذن أو الرقبة.

يمكن اعتبار التسوس من أهم وأكثر أسباب آلام الأسنان انتشارا، حيث تعتبر بقايا الطعام التي تختبئ بين الضروس أو بين الضرس واللثة حافزاً مهماً لتكاثر البكتريا التي تستغرق بعض الوقت قبل إلحاق الضرر بالسن، والتسبب في تآكل طبقة المينا الخارجية ونخره، وعلى ذلك يبدأ العصب المغذي للسن في التعري والانكشاف ليبدأ الألم مع تناول الطعام أو الشراب أو حتى من دون ذلك.

يختلف الوقت الذي يستغرقه ألم الأسنان باختلاف عمق الفجوة التي أحدثها التسوس، لكنه لا يقل عن 20 ثانية ولا يزيد على دقيقة واحدة، إلا في الحالات الحادة فيمكن أن يستمر الألم طوال الليل والنهار، ولا يختفي إلا باستخدام مسكن قوي، كما يزيد استخدام المسكنات من دون اللجوء للمساعدة الطبية المتخصصة الطين بلة، لأن الثقب الناتج عن التسوس يزداد عمقاً ويصبح العصب السني معرضاً للطعام والشراب، ما يزيد الألم ويرفع سقف احتمالات المضاعفات.

علاج التسوس

يعتمد علاج التسوس على مدى الضرر الذي حدث بالسن، حيث يمكن العلاج باستخدام الحشوات المخصصة لذلك، وتتنوع هذه الحشوات حسب الوظيفة المفترض بها تأديتها، فمثلاً الأسنان الأمامية تحتاج إلى حشوة من لون الأسنان نفسها بحيث يصعب ملاحظتها، بينما يمكن استخدام حشوات من نوع مختلف للضروس الخلفية ذات لون مختلف حيث لا يهم اللون طالما كان موقعها في داخل الفم وليست عرضة للملاحظة المباشرة.

أما في حال عمق التسوس ووصوله إلى عصب السن، فيكون الطبيب أمام خيارين، الأول خلع الضرس لاستحالة ترميم الضرر، ولوجود مشكلات مختلفة في السن يصعب معها قيامه بوظيفته، أو لخلو المنطقة المقابلة في الفك الآخر من الضروس، حينها يكون الخلع أفضل لأن العلاج سيكون مكلفاً وغير مجدٍ لأن المريض لن يستخدمه أبداً.

حشوات العصب

الخيار الثاني أمام الطبيب هو علاج الجذور بسحب العصب من السن ووضع بعض الأعواد البديلة لسد الفراغ المترتب على سحب العصب، وفي هذه الحالة يتخلص المريض من الألم بصورة نهائية، ولكن لابد عليه من فهم التطور الجديد على أسنانه، إذ عليه إدراك أن السن بلا عصب يعتبر هشاً ضعيفاً أمام القيام بالوظائف القاسية، وعليه التشاور مع الطبيب في شأن حمايته باستخدام تاج يصنع من مواد خاصة تغطي السن تماماً وتصنع حسب أبعاده وموقعه من الفك، وبذلك يقيه مشكلة التفتت أو التكسر عند مضغ أي من أنواع الطعام الجافة أو القاسية.

التهابات اللثة

من أهم أسباب ألم الأسنان التهابات اللثة، أو تراجعها عن موقعها لسبب أو لآخر، مثل التقدم في العمر أو وجود تراجع يسبب كشف الجذور ومن ثم شعور المريض بألم حاد خاصة مع تناول الطعام أو شرب الماء البارد، ويمكن للطبيب بسهولة التمييز بين الألم الناتج عن التسوس والآخر الذي يسببه انحسار أو التهابات اللثة، فيما يعجز المريض عن التفرقة بينهما بسهولة، إلا أن تراجع اللثة يظهر عند استخدام فرشاة الأسنان، لأنها تلامس الجذور السنية التي من المفترض أن تكون محمية من جانب اللثة.

سلوكيات خاطئة

يؤكد الأطباء أن التدخين وشرب المشروبات الكحولية والإسراف في تناول الأغذية السكرية تعد من أهم أسباب التهابات اللثة، علاوة على بعض الممارسات السلوكية الخاطئة مثل الجهل بالطرق السليمة في تنظيف الأسنان وإهمال تنظيف أو استبدال فرشاة الأسنان كل 3 أشهر، وكذلك الإفراط في التنظيف من دون داع، ما يؤدي لتلف طبقة المينا التي تغطي الأسنان علاوة على التسبب في التهاب اللثة.

يعتبر الأطباء أن ملاحظة المريض لأسنانه من أهم خطوات اكتشاف التهابات اللثة، أو تراجعها، فمثلاً استطالة الأسنان تعكس تراجع اللثة، كما أن ظهور أي احمرار أو نزف أو أي تغير في شكل اللثة يقتضي مراجعة الطبيب على الفور لاكتشاف السبب قبل تفاقم العلة.

تستخدم المضادات الحيوية وأدوية علاج الالتهاب لمواجهة مشكلة ألم اللثة، ويختلف نوع المضاد الحيوي باختلاف نوع الالتهاب وموقعه والسبب المباشر له، غير أن المريض لن يستطيع تحديد ما يلزمه من علاج حتى ولو تشابهت حالته مع أخرى سابقة للمريض ذاته، فمراجعة الطبيب أفضل طرق الحل.

أسباب عارضة

توجد بعض الأسباب العارضة لظهور التهابات اللثة من أهمها: رد الفعل الطبيعي للثة عند الحوامل، والذي يحدث نتيجة النشاط الهرموني خلال هذه المرحلة، وكذلك خلال فترة الدورة الشهرية لذات السبب السابق، كما يعتبر مريض السكر معرضاً أحياناً لالتهابات اللثة، علاوة على بعض العقاقير الطبية التي تقلل من إفرازات اللعاب وبالتالي حدوث التهابات اللثة.

يحدث أحياناً ضرر بالسن لا ينتج بالضرورة عن تسوس وإنما عن كسر نتيجة ضعف الأسنان أو إصابة المريض بمشكلة هشاشة العظام المزمنة، ويعالج الكسر عن طريق تقييم الطبيب للضرر واتخاذ قرار إما بالترميم أو اقتلاع الضرس في حال كان الكسر متسبباً في فقد جزء كبير من السن.

تحذير طبي

يحذر الأطباء من إهمال أي ألم يظهر في اللثة، سواء كان مصحوباً برائحة كريهة أو إفرازات غريبة، إذ إن إهمال النظافة وتكرار التهاب السن وتأخير العلاج اللازم والإسراف في استخدام المسكنات من دون البحث عن المشكلة الأصلية، كل العوامل السابقة تؤدي للإصابة بالخراج السني، وهو تجمع بكتيري يتكون تحت السن ولا يمكن ملاحظته في البداية، ومع تغلغله في النسيج اللثوي تبدأ أعراض المشكلة وأهمها الألم، ويمكن للطبيب بسهولة تشخيص الحالة من خلال الأشعة التشخيصية ومن ثم اختيار العلاج المناسب، وكلما كان الخراج في بدايته كان العلاج أسهل وأكثر نفعاً، ويعتمد على المضاد الحيوي المناسب لمقاومة البكتريا المتراكمة في أسفل الضرس، بينما يلجأ الطبيب في بعض الأحيان لاستخدام الحلول الجراحية إذا تكررت الشكوى وتحول الخراج من حالة حادة إلى مزمنة، يضطر الطبيب إلى فتح المنطقة المصابة جراحياً وتنظيف محتوياتها من الصديد وتعبئة الفجوة الناتجة عن ذلك ببعض المواد الصلبة شبيهة العظام حتى يلتئم عليها الجرح.

مضاعفات خطرة

تحدث أحياناً بعض المضاعفات الخطيرة جراء إهمال علاج الخراج السني أو تأخير العلاج إلى مرحلة متأخرة من المرض، أهم تلك المضاعفات تسرب محتويات الخراج إلى المخ من خلال الدورة الدموية التي تعتبر قريبة عند حدوث الخراج في الفك العلوي، وكذلك في الأسنان الأمامية التي يطلق عليها القواطع، ما يجعل العلاج يتخذ منحنى جديداً أكثر صعوبة وأعلى في نسبة المخاطر.

حلول مؤقتة

يشير الأطباء إلى ضرورة استشارة اختصاصي في أمراض الفم والأسنان فور ظهور الألم، غير أن هناك طرقاً مختلفة لتخفيف الألم إلى حين مقابلة الطبيب، تعتمد على بعض المواد الطبيعية مثل الثوم بعد طحنه وخلطه ببعض الملح ووضعه لدقائق فوق السن المصابة، وكذلك تسهم حبات القرنفل المجففة في تخفيف حدة الألم إذا وضعت فوق الضرس لفترة ما بين 10 إلى 20 دقيقة.

أمراض اللثة وراثية

امتد الجدل العلمي بين مجموعة كبيرة من الاختصاصيين حول مدى مصداقية الأبحاث التي تشير إلى أن التهابات اللثة يمكن أن تنتقل من شخص لآخر بشكل وراثي، وعلى الرغم من رفض المدرسة الكلاسيكية لتلك النظرية، إلا أن الأبحاث الحديثة أثبتت ببرهان التجربة والتتبع العلمي أن أمراض اللثة بصورة عامة، والالتهابات الخمجية بشكل خاص تعتبر من الأمراض الوراثية، كما يمكن أن يصيب مرض الإنتان المتكرر عدة أجيال متعاقبة، لذلك ينصح الأطباء بضرورة مراجعة طبيب الأسنان كل ثلاثة أشهر للاطمئنان على الحالة العامة حتى وإن لم تظهر أي حالات في التاريخ الوراثي للعائلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"