عادي

محمد الصياد: «السقوط المدوي» يعيد تثبيت أساسيات علم الاقتصاد

22:22 مساء
قراءة 4 دقائق
كتاب السقوط المدوي
الشارقة: «الخليج»


ترجم الكاتب البحريني الدكتور محمد الصياد، كتاب جوزيف استيجليتز «السقوط المدوي.. الأسواق الحرة وغرق الاقتصاد العالمي»، بمهنية عالية كمتمرس في هذا المجال، إضافة إلى تخصصه العلمي وخبرته الطويلة في البحث الاقتصادي والكتابة الاقتصادية، ليفتح الباب للتواصل مع القارئ المتخصص وغيره من المهتمين بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية في عالمنا العربي، وذلك من أجل تسليط الأضواء على كافة جوانب الأزمة الاقتصادية والسياسات الفاشلة التي قادت إلى ولادتها، والدروس التي يمكن الاستفادة من تجربتها الغنية.

صدر الكتاب باللغة العربية عن الدار العربية للعلوم ناشرون، وفيه يقول المترجم: «أزعُم أن جوزيف ستيجليتز في كتابه هذا، قد أعاد الاعتبار لعلم الاقتصاد، بقيامه بإعادة تثبيت الأساسيات التي يقوم عليها هذا العلم، من قوانين ونظريات ومفاهيم مبدئية أساسية، لا تصبح مادة الاقتصاد علماً من دونها. كما قام بتأصيل التعليم والتطبيق العلميين للنقاش والجدل الواسع الدائر منذ انتصار الكلاسيكية الجديدة على الكينزية، حول القضايا الجوهرية لتطبيقات علم الاقتصاد في سياق خضوعه الموضوعي للتطورات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدها العالم على مدار العقود الخمسة الأخيرة، لاسيما منها تلك التي شهدها العقدان الأخيران من الألفية الثالثة.

علي فخرو: مناداة لإعادة الاعتبار لدولة العدالة الاجتماعية

اليوم نحن في عام 2021، وهي السنة التي تلت مباشرة انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والسنة الأولى من ولاية الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن. لم يتغير شيء على الإطلاق، كل الممارسات التي تحدث وحذر منها ستيجليتز في كتابه، أعادت الدولة و«وول ستريت» العمل بها بالأساليب المعيبة ذاتها» (وفقاً للتعبير الدارج والمحبب لدى ستيجليتز) وبنفس الزخم؛ بل أكثر من ذلك. وهو ما أعاد إنتاج الفقاعة التي أنشأت وضعاً «في السوق» يراوح «توصيفه» بين التباطؤ الاقتصادي (Economic slowdown) والركود (Recession)؛ الأمر الذي حيّر الكثيرين من الاقتصاديين وأغرى بعضهم بوضع تنبؤاتهم بشأن موعد انفجار الفقاعة وتكرار سيناريو أزمة 2008.

مقدمة علي فخرو

وفي تقديمه للكتاب كتب الدكتور علي محمد فخرو، الوزير البحريني السابق ورئيس مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية: «يخطئ من يعتبر أن هذا الكتاب كتاب موضوع طارئ حدث قبل أكثر من عشر سنوات، وبالتالي أصبح من التاريخ الذي تخطّته الأحداث التي تلت أزمة سنة 2008 المالية والاقتصادية العالمية. فهذا كتاب تعامل بحرفية عالية ونزاهة فكرية مع كل تفاصيل تلك الأزمة التي بدأت أمريكية، سبباً وإدارة وتلاعباً، ثم أصبحت عالمية، ولكن كل تحليلاته وانتقاداته واستنتاجاته وتوصياته ترتبط أيضاً أشد الارتباط بالحاضر الذي نعيشه، كما أنها بالغة الأهمية لكل محاولات تغيير المستقبل في حقول المال والاقتصاد والسياسة والاجتماع في كل الدول والمجتمعات، بما فيها المجتمعات العربية». وأضاف: «من هنا التقدير الكبير للجهد الذي بذله الأخ الدكتور محمد الصياد في ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة العربية بأسلوب ميسر وتعابير واضحة سهلة الفهم من قبل الأخصائي والفرد العادي وتلميذ الاقتصاد.

من هنا أيضاً الشعور بأن هذا الكتاب المترجم سيكون إضافة ثمينة إلى المكتبة العربية المتخصصة والأمة، في وطن عربي عانت الكثير من دوله آثار ومخاطر كل أزمة مالية واقتصادية، سواء أكانت في الغرب أو الشرق الآسيوي.. في وطن يتخبط في لجج العولمة الرأسمالية «النيوليبرالية» التي يعاني العالم كله آثارها السلبية الكثيرة، ومع غيره من الدول النامية يحاول أن يستقر على أفكار وممارسات مالية واقتصادية إنسانية عادلة مستقلة».

أهمية الكتاب الأساسية والكلام للدكتور فخرو تكمن في أنه جزء من سيمفونية فكرية سياسية واقتصادية تصدح بقوة في مجتمعات الغرب، منادية بإعادة الاعتبار لدولة العدالة الاجتماعية. إنها سيمفونية لا تزال في حركتها الأولى، وعندما ستصل إلى حركتها الرابعة والأخيرة، فإننا سنكون أمام عالم جديد مختلف أشد الاختلاف عن عوالم رأسمالية القرنين التاسع عشر والعشرين.

التفسير الرصين

أما الدكتور هاشم الباش، الاقتصادي والسفير السابق لمملكة البحرين في فرنسا وروسيا الاتحادية، فكتب في تقديمه للكتاب ما يلي: يشكِّل كتاب «السقوط الحر: الأسواق الحرة وغرق الاقتصاد العالمي»، للاقتصادي الأمريكي جوزيف ستيجليتز الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2001، سردية اقتصادية رائعة، تحمل في طيّاتها المعلومة والتحليل العميق والتفسير الرصين، إضافة إلى أن هذا الكتاب يمثل ساحة صراع فكري في السياسات الفاشلة التي أنتجت الأزمة المالية والاقتصادية التي اندلعت في الولايات المتحدة عام 2008، وعصفت بالاقتصاد الأمريكي أولاً وجرفت معها دول العالم لاحقاً.

إدارة كلينتون

أهمية الكتاب تكمن أيضاً في كون مؤلفه من أبرز الذين عايشوا الأحداث الاقتصادية والمالية عن قرب، سواء على المستوى الوطني كرئيس للمجلس الاستشاري الاقتصادي في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وسواء على مستوى العالم كنائب لرئيس البنك الدولي وأحد أهم استشاريي البنك في أمور الاقتصاد، وأيضاً في كون المؤلف أستاذاً في علم الاقتصاد في جامعة كولومبيا الأمريكية العريقة ومؤلفاً لأكثر من عشرة كتب مرجعية في حل مشاكل الاقتصاد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"