عادي
نخبة من المقتنيات تعكس هموم البشر

«الشارقة للفنون» ترصد تطور التشكيل في قرن

22:41 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: «الخليج»

تقدم مؤسسة الشارقة للفنون ضمن برنامجها لصيف 2021، معرضي «المطر سيكون رصاصاً إلى الأبد»، و«عندما أحصي لا أحد إلا أنت» من تقييم الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس المؤسسة، ويعرضان في المباني الفنية في ساحة المريجة لغاية 1 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

يتضمن المعرضان مجموعة مقتنيات حديثة تعرضها المؤسسة للمرة الأولى، إضافة إلى أعمال مختارة من معارض سابقة أو من بيناليات الشارقة أو من برامج أخرى في المؤسسة؛ حيث توسعت هذه المجموعة ونمت لتصبح من أبرز المقتنيات في منطقة الشرق الأوسط، والتي تجمع بين الحركات الفنية من عشرينات القرن الماضي إلى الوقت الراهن.

يعاين معرض «عندما أحصي لا أحد إلا أنت»، الدور الذي يؤديه الفنانون في المجتمع من خلال إزاحة الستار عن تفاصيل شخصية تعكس أفكارهم الداخلية، وتضعهم في سياق النقاش والتفسير العام، كما يقدم نظرة معمّقة في الأفكار والرؤى والآراء الراديكالية المتصلة بالنزعة الإنسانية التي تنقلها الأعمال المعروضة لثمانية فنانين هم: فرهاد مشيري، فريدة لاشاي، إيمان عيسى، ماندي الصايغ، ناري وارد، براجكتا بوتنيس، ربيع مروة، ورشيد أرائين.

ويستمد المعرض عنوانه من عمل الفنانة فريدة لاشاي «عندما أحصي، لا أحد إلا أنت... لكن متى ما أنظر، ليس هناك إلا ظل»، والذي يعتبر إعادة صياغة لسلسلة «كوارث الحرب» للفنان غويا؛ حيث تسلط لاشاي، الضوء من خلال هذا العمل على القواسم المشتركة بين القمع والوحشية في جميع أنحاء العالم.

فيما يُعرض للفنانة براجكتا بوتنيس، عملها التركيبي «نِقاشُ المطبخ» والذي يتكون من أشياء منزلية معروفة مستخرجة من المكان الاعتيادي لها، فخلال بحثها في الحرب الباردة، عثرت بوتنيس على مناظرة أيديولوجية بين نائب الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون والزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف في الافتتاح الكبير للمعرض الوطني الأمريكي في موسكو (1959)، الذي نُظّم بهدف الترويج للآلات التي تقلل من عدد العمال، وأيضاً لتعزيز العلاقات بين البلدين، وجرى خلال المناظرة نقاش ساخن حول الرأسمالية والشيوعية وسط مطبخ نموذجي أعد خصيصاً للمعرض.

تقدم الأعمال المعروضة أيضاً مقاربات الفنانين لواقعهم السياسي والاجتماعي والشخصي، كما في عمل «لأجل أولويل» للفنان رشيد أرائين والذي أنجزه إحياء لذكرى ديفيد أولويل، وهو مواطن بريطاني-نيجيري مات غرقاً في نهر إير في عام 1969 بعد تعرضه لمضايقات ممنهجة من أفراد في شرطة مدينة ليدز.

منحوتات وأعمال ورقية

أما معرض «المطر سيكون رصاصاً إلى الأبد» فيقدم أعمالاً سبق وعرضتها المؤسسة لإيتيل عدنان وسيمون فتال ولالا روخ، إلى جانب مجموعة مختارة من منحوتات وأعمال ورقية تم اقتناؤها حديثاً للفنان شوقي شوكيني. يأخذ هذا المعرض عنوانه من عمل للفنانة سيمون فتال أنجزته عام 2006، وهو عبارة عن سلسلة مكونة من قطع حجرية من الحمم البركانية تحمل نقوشاً عربية، كما يتضمن المعرض عملين نحتيين لفتال هما «ذات الهمة» و«عبد الوهاب» (2006).

فيما تكشف أعمال إيتيل عدنان عن إمكانياتها الاستثنائية في التلوين تارة، وممارستها الفنية العاطفية تارة أخرى، كما في عملها «جبل تامالبايس» (2015)، المكون من سلسلة من البُسط المُحاكة بنسيج وألوان مستلهمة من السجاد الفارسي؛ حيث بدأ تعلق الفنانة بجبل تامالبايس في شمالي كاليفورنيا أواخر الخمسينات، وأصبح الجبل صديقها المقرّب وهاجسها طوال العقدين اللاحقين، واستمر في الظهور بصورة بارزة في أعمالها حتى يومنا هذا.

أما لالا روخ فتتداخل ممارستها الفنية مع التزاماتها على امتداد خمسين عاماً بالتعليم والنشاط الحقوقي والموسيقى الكلاسيكية لجنوب آسيا، ويتّضح من خلال عملها المعروض بعنوان «رسومات رملية: 1-4» (2000)، تفاعلها مع البحر والآفاق، إضافة إلى انهماكها الفلسفي المصاحب للزمن واللامتناهي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"