إعداد: مصطفى الزعبي
اكتشف علماء حفريات أسفل فاليتا عاصمة مالطا، مجموعة من الأنفاق السرية وغرف حرب القائد لاسكاريس، التي ضمت القيادة العسكرية للجزيرة وعمليات الدفاع خلال الحرب العالمية الثانية، وأطلق عليها «العالم السفلي السري» وهو جزء مخفي للمدينة تحت شوارع العاصمة.
ويعود أصل أنفاق فاليتا إلى النصف الثاني من القرن السادس عشر، عندما نحت فرسان مالطا خزان مياه كبيراً في الحجر الجيري تحت المدينة. وبعد أكثر من 450 عاماً، لا تزال «متاهة الأنفاق والخزانات الجوفية» تبهر علماء الآثار والمهندسين المعماريين والسياح من جميع أنحاء العالم.
ووفقاً لروبن أبيلا، مهندس معماري في مؤسسة «هيرتيدج مالطا»، فإن الأنفاق المالطية أقدم بحوالي 200 عام من نظام الصرف الصحي في لندن الفيكتورية.
ووصل النظام المالطي، الذي تأسس عام 1048، إلى جزيرة البحر الأبيض المتوسط في عام 1530 في محاولة للحصول على معقل كاثوليكي في المنطقة. واشتبكت القوات الكاثوليكية مع الإمبراطورية العثمانية في عام 1565، عندما طالب سليمان القانوني بالجزيرة. وبعد العديد من المعارك المدمرة بين قوات مالطا والجيوش التركية، أقيمت فاليتا كعاصمة جديدة للجزيرة وتوسعت دفاعاتها في عمق شوارعها.
ولم يقم الفرسان ببناء نظام صرف صحي متطور فحسب، بل قاموا أيضاً بتقطيع مخابئ الطعام والمياه تحت المدينة، ما يضمن الوصول إلى الموارد الحيوية في حالة وقوع فاليتا تحت الحصار.
وفي القرن التاسع عشر، قام مسؤولو مدينة فاليتا بمشروع طموح لتوسيع الأنفاق عن طريق إضافة خط سكة حديد تحت الأرض يربط العاصمة بمدينة مدينا، العاصمة السابقة.
وقال أبيلا: «في عام 1881، بدأت أعمال البناء على خط معظمه فوق الأرض وشمل أيضاً نفقين مهمين».
وأضاف: «افتتح أول خط سكة حديد تحت الأرض في العالم، لندن متروبوليتان، في عام 1863. وتبعه خط السكك الحديدية في مالطا بعد 20 عاماً من ذلك وكان إنجازاً هندسياً عظيماً، تم بواسطة الفأس والسلة والعربات التي تجرها الخيول».
