عادي

وظائف شاغرة في المملكة المتحدة

21:06 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

في حين أن نقص الغذاء كان شائعاً في العديد من البلدان على مدار العام الماضي في زحمة الوباء، إلا أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فاقم المشكلة لديها وجعل الحياة أكثر إيلاماً.
فقد تعرض قطاع المواد الغذائية والطعام الطازج لضربة قوية في بريطانيا بسبب نقص العمال الموسميين وسائقي الشاحنات، من دول مثل رومانيا وبلغاريا، ممن لم يستطيعوا القدوم للمملكة المتحدة منذ أشهر للحصاد ونقل المحاصيل إلى مرافق التبريد والتعاونيات الغذائية.
ويبدو أن عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد بدأت في الظهور من بوابة نقص العمال الأوروبيين، مما يعني خسائر مالية ضخمة للشركات، ورفوفاً فارغة. ووصف رؤساء المتاجر الكبرى في بريطانيا نقص الغذاء بأنه غير مسبوق، وحذروا من نفاد البضائع مع اقتراب موسم الأعياد.
وربما حقيقة أن المملكة المتحدة لم يعد لديها وصول سهل للسائقين الأوروبيين هي المشكلة الأكثر إلحاحاً اليوم، وسبّبت صداعاً مزعجاً للصناعة، إذ يُقدر النقص الحالي بين 90 ألفاً و120 ألف سائق شاحنة، وفقاً لمتحدث باسم الخدمات اللوجستية في المملكة المتحدة.
ولا يمكن ببساطة استبدال المنخرطين في هذه المهنة بآخرين بريطانيين. فهم لا يصطفّون أساساً للعمل كسائقي شاحنات إلا ما ندر، بسبب القوة العاملة المتقدمة في السن في المملكة المتحدة، وطبيعة هذه المهنة الصعبة وغير الآمنة والتي جعلتها غير جذابة للكثير من الشباب هناك.
تخلق هذه التفاصيل خيارات صعبة لشركات التوزيع، فما هي السلع التي ستعطيها الأولوية إذا كان هناك شاحنة واحدة فقط تغادر المستودع في ذلك اليوم؟ من المحتمل أن تكون المواد سريعة التلف بدلاً من المياه المعبأة على سبيل المثال. ويعني هذا على المدى الطويل، خيارات أقل واحتمال ذعر أكبر للمستهلكين، كما حصل في العام الماضي عندما عجزت بريطانيا عن إمدادات «ورق التواليت»!
بطبيعة الحال، توقف نمو الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة تقريباً في يوليو/تموز، بحسب مكتب الإحصاء الوطني، ويرجع ذلك جزئياً إلى مشكلات سلسلة التوريد ونقص العمال. ولا يزال الاقتصاد البريطاني أقل بنسبة 2.1% مما كان عليه قبل الوباء، ويعتقد بعض الاقتصاديين أن الفارق لن يتم تعويضه حتى الربع الثاني من العام المقبل.
يجب أن يكون هذا النقص هدية لخصوم جونسون السياسيين، وهو الذي وعد أن تكون صفقة بريكست «جاهزة» في عام 2019، وعلى أساسها فاز في الانتخابات العامة. وعليه يقول النقاد إن الحكومة فشلت في الاستعداد بشكل كاف للعواقب الحتمية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتخفيف من تأثيره الأولي.
سي إن إن

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"