مزالق السؤال البسيط

00:40 صباحا
قراءة دقيقتين

ما هو دور المجتمع في تربية الذوق وتنميته؟ الإجابة تحتاج إلى التمهيد بأسئلة تشبه علامات الطريق. مثلاً: هل الحزب الشيوعي الصيني، هو الذي أصدر أمراً بأن يدرس خمسون مليون طفل صيني آلة البيانو؟ هل هو الذي أمر بإصدار 4500 مجلة علميّة؟ هل نصّت البرازيل في دستورها، على جعل الشعب جيش تكوير؟
هل زاد القلم طين الفهم بلّة؟ لا ينصرفنّ الذهن إلى أن الظاهرة أقرب إلى الإلهام العام. الخلفيات الاقتصادية ليست بعيدة: كيف صارت فرنسا تنتج أكثر من ثلاثمئة نوع من الجبن، على الرغم من أنهم متيّمون بالشجاعة والبطولات؟ هذا النمط من التفكير كثير المزالق، كأن يظن المرء أن التاريخ الحديث عصر ارتداد علمي عربي. لعل الاعتراف أوّل العلاج. الاستكانة إلى «الإلهام العام» تغري بالجبرية، بتوجيه ريموتي بيولوجي. كلا، فليس التخلف مبرّراً للاحتماء الواهي بالتسيير. يجب التنقيب عن الجذور التي حالت دون امتلاء أكشاك الصحف بالمطبوعات العلمية. كم عدد المواقع الشبكية المتخصصة في العلوم النظرية والتطبيقية؟ كم هي نسبة المشاركة العربية في أعلى مراتب البحث العلمي عالمياً؟
لا حاجة إلى التعريج عمّا ليس في صلب محورنا، مثل عدم إنتاج مجموع العرب شيئاً من أهم خمسة آلاف منتج في العالم. فلنعد إلى موضوعنا الأول. ماذا لو تصوّرنا التنمية الشاملة، كما لو كانت منظومة تغذية ولياقة بدنية بالجسم؟ ليت القلم فتح هذا الطرح من هنا. ماذا لو أن القارئ الفطن اللبيب دائماً قال: إن ما سبق من الكلام زائد، مثل «ما» بعد «إذا». في التغذية السليمة المتوازنة، والتربية البدنية المتكاملة، يؤدي أي نقص أو خلل أو تقصير، إلى انطلاق سلسلة الأعراض فالأمراض. نقص فيتامين واحد يجرّ الويلات على البدن بكامله، جرّاء إحداث ثغرة في المناعة. منظومة سلامة نمو المجتمعات والبلدان كذلك تماماً. حين يقسّم البعض العلوم والفنون إلى شريف وغير شريف، فتمسي السيمفونية التاسعة لبيتهوفن غير شريفة، فإن التأويل الخاطئ للنص، إساءة إلى النص الذي لم يرد فيه شيء يدل على أن الموسيقى معنية باللهو واللعب. صورة كهذه في كلمتين، إذا زُرعت في مجتمع، احتاج اقتلاعها إلى عشرات السنين، وسنين أخرى لزراعة البديل.
لزوم ما يلزم: النتيجة الاستنباطية: حين يصحح ذهن المجتمع طرائق تفكيره وتأويله، ينهض الذوق ويصحح مساره.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"