عادي

وعكتها خطفت قلوب الجمهور.. ماجدة الرومي تستعيد توازن «جرش»

14:32 مساء
قراءة 3 دقائق
ماجدة الرومي

عمّان: «الخليج»
استردت الفنانة ماجدة الرومي توازن مهرجان جرش في الأردن بحفل جماهيري حاشد مساء الأربعاء، أعاد الألق والقيمة لمدرّج المسرح الجنوبي الذي طالما شهد وقوف أهم الأسماء العربية على خشبته خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. واستردت الرومي حضورها المبهج سريعاً بعدما فقدت توازنها خلال الحفل نتيجة طارئ صحي وأكملت الغناء دعماً للحياة والمحبة في بلدها، وقالت في رسالة وجهتها للعالم: اللبنانيون يتعرضون لعملية إبادة جماعية تشمل القتل والهجرة وتسمم الأمل.
خطفت الرومي التي أطلت برداء أسود يماثل لون ثياب أعضاء فرقتها قلوب الجمهور عندما تأرجحت عقب الانتهاء من أغنيتها «أحبك جداً» بعد مرور نحو ساعة و20 دقيقة على الحفل وحاولت الإمساك بقاعدة «الميكرفون» قبل أن يهرع عازفون وأحد رجال الأمن لمنعها من السقوط ومساندتها في خروجها لاستراحة قصيرة عادت بعدها بنحو 10 دقائق للصعود على المسرح وإكمال الحفل، ثم استلمت درعاً تكريمية من علي العايد، وزير الثقافة الأردني رئيس اللجنة العليا للمهرجان.
ووجهت الرومي رسالة اطمئنان لجمهورها أكدت خلالها أنها بخير، فيما أوضحت الإدارة تعرض الفنانة اللبنانية لهبوط مفاجئ في نسبة السكر بالدم وتناولها قطعة حلوى في «الكواليس» بينما شُوهد العايد يسارع للقفز من مقعده بين مقدمة الحضور باتجاه المسرح فور حدوث الموقف.
وبدأت الرومي الحفل الرئيسي الأول لدورة مهرجان جرش الـ 35 بأغنية «عم يسألوني عليك الناس» وتمايلت بيدها ورأسها تعبيراً عن تحيتها للحضور الذي ملأ سعة المقاعد بشكل لافت يتجاوز 50% كما كان محدداً وفرحها بالعودة للمرة الخامسة إلى الموقع ذاته كان آخرها عام 1999.
وتوقفت لإرسال رسائل فنية وسياسية قائلة: «سعيدة برجوعي إليكم وهذا المكان محفوظ في قلبي ولا أنسى حين فتحتم لي قلوبكم وغمرتموني بالحب أول مرة عام 1986، وكان ذلك في وقت حُرمنا من فرص العطاء في لبنان نتيجة قمع الحروب وكان أقصى طموحنا أن نبقى أحياء».
وأضافت وسط تحشرج صوتها: «بعد مرور كل هذه السنوات ووصولنا إلى عام 2021 ما زلنا في لبنان نطمح للعيش بسلام ونطوي فصولاً لا تنتهي من الحروب وما نواجهه حالياً هو الأعنف، فاللبنانيون يتعرضون لعملية إبادة جماعية سواء بالقتل أو الهجرة أو تسميم كل أمل فينا».
وتابعت بإصرار وحزم وهي ترفع رأسها: «إيماني كبير بأن اللبنانيين الذين طووا مآسي كثيرة يستطيعون طي ما يحدث».
وكررت كلمة «أغنّي» أربع مرات متتالية مع تصاعد في نبرة صوتها وأعقبتها بعبارة «دعماً للحياة والسيادة والاستقلال في لبنان والبيت العربي الكبير». وأردفت: «صعب جداً أن نقبل بأن تُطفئنا العتمة بعد كل ما تحملنا وكل الشهداء الذين سقطوا في بلدي».
وجددت الرومي العهد مع مسرح المدرّج الجنوبي العريق الذي احتضن رموز زمن الغناء الجميل قائلة: «أنا مواطنة لبنانية مع سيادة واستقلال بلدي وأتمنى أن أعود إليكم وأنتم في الأردن الأحرار وتنعمون دائماً بالسلم والأمن والاستقرار».
وقدمت الرومي باقة متنوعة من أغانيها تقاسمت ترديد كلماتها مع الجمهور الذي عاش ليلة فريدة من نوعها استعادت ألق ونبض الحياة الطبيعية للمهرجان بعدما تأجّل العام الماضي نتيجة تداعيات «كورونا» بينها «العالم إلنا» بأداء أوبرالي و«على قلبي ملك» و«بالقلب خليني» و«غنّي للحب» و«كن صديقي» و«اسمع قلبي» و«لا تسأل» و«مطرحك بقلبي» و«وعدك» و«كلمات» إضافة إلى «التوبة» قبل أن تختتم بـ«سياجات عمّان».
وكان بشر الخصاونة، رئيس الوزراء الأردني، أوقد شعلة افتتاح المهرجان في المدرّج الشمالي مندوباً عن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تحت شعار «جرش.. مزيّنة بالفرح» بحضور إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، ووزراء ومسؤولين أردنيين وسفراء ودبلوماسيين عرب وأجانب وشخصيات سياسية وفنية وثقافية.
وقال العايد في كلمة الافتتاح: «إن عودة المهرجان بعد غياب قسري العام الماضي هي عودة للفرح وللمسرات ونبض الحياة في مواجهة الخوف وتحد للفيروس الخطر ولقدرتنا على إعادة تأهيل المدينة لتستقبل أهلها من جديد».
وأكد العايد أن دورة العام الحالي ورغم الظروف الصعبة تليق باحتفالات الأردن بمرور 100 عام على التأسيس وتشمل مختلف صنوف الثقافة والفنون.
وقدّم استعراضيون ومغنون أردنيون لوحات فنية تضمنت أهازيج ورقصات تراثية وفقرات استذكارية وذلك تحت عنوان «سلام على بلادي» وأعلنت اللجنة المختصة منح جائزة ملتقى جرش النقدي للروائي الأردني الراحل عيسى الناعوري.
ووصلت الفنانة نجوى كرم لإحياء الحفلة الرئيسية الثانية وظهرت في مقطع فيديو قصير تستقل طائرة خاصة فوق ربوع عمّان وتلقى ترحيب الاستقبال وترديد بعض أغانيها من معجبيها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"