معرض العين للكتاب..ذاكرة وتاريخ ودلالات

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

تتزامن الفعاليات الثقافية الكبرى في ٢٠٢١ مع الفعالية الأكبر: «الخمسون الوطنية» التي تصادف هذا العام بعد عقود من التأسيس والتطوير والتجديد في كل مكوّنات وقطاعات الدولة، ومن المهم فيها قطاع الثقافة. وتأتي الدورة الثانية عشرة من معرض العين للكتاب في السياق الفكري والثقافي والوطني ل «الخمسين الإماراتية»، التي تلخّص فكر قيادة ورؤية دولة في نصف قرن من التفوّق والنجاح في مجالات وقطاعات العمل والحياة.
يأتي معرض العين للكتاب هذا العام في إطار شعار يقول: «أجيال تقرأ، وتقود المستقبل»، وفي الشعار ربط فكري بين ثقافة القراءة والمؤشرات الدّالة على المستقبل، أي أن القراءة هي أحد المداخل الفكرية للمستقبل الذي يتحقق جميلاً وإنسانياً من خلال المثقفين والفنّانين والأدباء والكتّاب والفلاسفة والمفكرين المعنيين بفلسفة المستقبل، واستشرافه بعقل نقدي يوازن بين الماضي والحاضر والقادم.
تحضر هذه المقاربة ونحن نتأمل شعار معرض العين للكتاب الذي تركز فعالياته التراثية بشكل خاص على المفردات المكانية لمدينة العين.. المكان العزيز على قلب كل مثقف إماراتي بما فيه من اشتغال وجداني على الذاكرة التي تستدعيها مدينة العين.
معرض العين للكتاب معرض إماراتي، يحتفي بالثقافة الوطنية المحلية منذ انطلاقه في العام ٢٠٠٩ حتى اليوم، ونلاحظ من خلال هذه الدورات الاثنتي عشرة كيف أن المعرض يضع في أولوياته دور النشر المحلية والناشرين الإماراتيين، والثقافة الإماراتية بشكل عام، ولكن كل ذلك، لا يعني انغلاق المعرض على خصوصية محلية بالمطلق، مع أهمية هذه الخصوصية، بل هو في النهاية معرض ثقافة ومثقفين بوصلتهم الثقافة العربية، واللغة العربية، وينظم المعرض مركز أبوظبي للغة العربية في دائرة الثقافة والسياحة، المركز النوعي والمتخصص الذي يستعد لإطلاق مجلة «المركز» في يناير المقبل المهتمة جذرياً بالدراسات واللغة العربية بأقلام لغوية وأكاديمية وإبداعية مرموقة ومعروفة في الوطن العربي.
من اللافت أيضاً في الدورة الثانية عشرة من معرض العين للكتاب استقطابه الاحتفائي فعلاً كوكبة من المسرحيين والشعراء والروائيين والباحثين الإماراتيين الذين يتحدثون في موضوعات محدّدة على درجة عالية من الأهمية والانتقاء: التراث، الأدب، الشعر، الفكر، الفن.
لا يغيب الرمز، والضمير، والمؤسس المغفور له الشيخ زايد عن فضاءات المعرض الروحية والنفسية والثقافية من خلال قراءات وبحوث ودراسات تتمحور حول الشخصية القيادية والتأسيسية للمغفور له الشيخ زايد، ويلتقي هذا الحضور النبيل لقائد ومؤسس نبيل مع الحضور الذاكراتي والثقافي والجمالي الذي تبثّه مدينة العين.
يوازن المعرض في هذه الدورة بين الفعاليات الواقعية الأرضية التقليدية في أدائها وتنظيمها، والفعاليات المرئية والصوتية ذات المنصّات الرقمية، ويراعي المعرض العديد من الإجراءات الاحترازية الخاصة ببقايا الجائحة، ويوفر بشكل عام بيئة صحية نظيفة للرواد والزائرين والناشرين والناشطين الثقافيين فضلاً عن البيئة الثقافية الإماراتية التي يحتفي بها المعرض ويؤكد عليها ويعزز كل سبل تغذيتها بالمعرفة وثقافة القراءة، باتجاه ثقافة المستقبل.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"