إلى والدي سلطان

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين

في شهر سبتمبر، وتحديداً في 22 سبتمبر 2013، عدت لأسرة «الخليج» لأكتب من جديد ضمن أروقتها، وأكون أحد كتاب أعمدتها الكرام، كنت في رهان بأنني لن أصمد لبضعة أشهر، وكان الرهان علي كبيراً، لأطفئ الآن عامي ال 8 مع «الخليج». في كل ما كتبت، وكل ما حاولت أن أنقل بكل عفوية، وصدق، واحترام لهذا القلم، كنت أتعلم بحق كيف أكون كاتبة ذات رسالة في هذه الحياة، هذه المقالات غيرتني قبل أن تغيركم وجعلت لي مكانة مختلفة في عيون نفسي وقرائي الذين قرأوا الكثير من مقالات هذا العمود الأسبوعي هنا وبين دفات كتبي. وعهدي بالاستمرار جاء من ثقتكم، ومن كلمة قالها لي والدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
في إبريل، 2018 التقيت سموه، الوالد ذو الكلمة الطيبة والحب الذي لا يقدر بثمن، فقال لي من ضمن الحديث والنقاش الذي دار حين وقعت عيناه على اسمي: أنا أعرفك يا ابنتي، أنا أقرأ لك. كنت قبلها بأسبوع قد قررت الانسحاب من الجريدة، حتى وقعت كلماته على مسمعي وقلت في لحظتها، وأي شرف يا والدي أنك تقرأ لي فكيف إذاً أنسحب من عالم عيناك ترعاه.
إلى والدي سلطان، التقيتك أعواماً من خلال مخيم الأمل، ومن خلال الحرف العربي، ومن خلال كلماتي التي شرفتني بقراءتها، وفي كل لقاء معك لو تعلم كم تفرحني وتوردني موارد السعادة كلمة «ابنتي»، والدي «الله يحفظك»، كلما تذكرت كل حوار دار بيننا، وكل كلمة قلتها، استشعر الحب ليصير وقع ما أكتب جميلاً، ووقع ما أخط بيدي أجمل. علمتني أن الصبر أداة الباحث عن التميز، أن البحث هو قلب الحقيقة، وأن الحرف العربي وجماله هو مفتاح الحضارة، فصرت شغوفة به بفكر مختلف.
إلى والدي، ووالد الجميع، نحن تعلمنا في مدرسة «سلطان» أن الحياة فيها مسؤوليات وواجبات، وأننا كبشر سنحاسب على كل ما أوكلنا الله إليه، وهذا الحرف وهذا القلم له من المسؤوليات ما جعلني كثيراً أخاف مما أكتب، وأن أستشعر كلماتك في أن نكون أهلاً لما نحمل من أمانة، وصورة مشرفة لمصداقية ما نكتب، وأن نستشعر أننا بما ننقل من كلمات سنؤثر فيمن يقرأ لنا، فليكن تأثيرنا خيراً.
إلى والدي، حتى ألقاك يوماً، وبإذن الله قريباً أقول لك: هذه الأعوام ال3  هي مني لسموك إهداء فلولاك لما كانت، وإنني فخورة بأن لي والداً مثلك قرأ لي يوماً. دمت لنا سلطان العلم والنور ونبراس القلم والفكر المتقد. ابنتك.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"