صفية الشحي
بالأمس عاش الملايين حول العالم من مستخدمي تطبيقات فيسبوك وتوابعها مثل الواتس آب والإنستجرام حالة من الجمود الرقمي، وتسبب شلل التواصل لست ساعات متواصلة في خسائر بمليارات الدولارات، وهي ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا التوقف، وما تلاه من تأثيرات سلبية في الأفراد والأعمال، خاصة أن شركة «فيسبوك» تمكنت من بناء نفسها في نظام أساسي محوري مع الخدمات الرقمية المختلفة، مما حولها إلى بديل للشبكة في بعض دول العالم الثالث.
هذه المرة كان الجاني حسب شركة «فيسبوك» هو التغييرات في البنية التحتية الأساسية للإنترنت التي تنسق حركة المرور بين مراكز البيانات الخاصة بها، مما أدى إلى انقطاع الاتصالات وتوقف الخدمات. وقد زاد الانقطاع من الصعوبات المتزايدة التي تواجهها الشركة، التي تعرضت منذ فترة لانتقادات بسبب فرانسيس هاوجين، المديرة السابقة في الشركة التي جمعت آلاف الصفحات من البحث الداخلي، ووزعت ذاكرة التخزين المؤقت على وسائل الإعلام والمشرعين والمنظمين، مما كشف أن «فيسبوك على علم بالعديد من الأضرار التي تسببها خدماتها للمستخدمين وخاصة المراهقين منهم».
إن الاحتكار الذي لم تتمكن القوانين ولا سلسلة القضايا ضد الشركة من كسر حدته حتى اللحظة، يتسبب في تأثيرات دومينو غير متوقعة لا في الحياة الاجتماعية على الشبكة وحدها، بل ويسبب شللاً على مستويات اقتصادية، حيث تكلف الساعة الواحدة من هذا التوقف الاقتصاد العالمي حوالي ١٦٠ مليار دولار وفقا لتقدير شركة «نت بلوكس».
إن معضلة الاحتكار التواصلي والرقمي التي يعيشها العالم تثير القلق، كما أن مشكلة تركز السلطة ضمن نطاق محدود منبعه «وادي السيليكون»، تتبلور في تضييق حق المنافسة بما لا يقبل التفكيك، دون وجود بدائل إقليمية أو محلية، تحظى بالدعم على مستويات التعليم، البنى التحتية، الاستراتيجيات، الدعم اللوجستي والابتكار.
أما في الإمارات فهناك بارقة نور تصب في اتجاه «التمكين الرقمي» للأفراد والمؤسسات، تتمثل في مشروع المبرمج الإماراتي الذي يهدف إلى تعليم الأطفال الإماراتيين الذين تتراوح أعمارهم بين ٧ و١٤ عاماً أساسيات البرمجة بطريقة ممتعة وتفاعلية، والهدف هو تعليم عشرة آلاف طفل بحلول عام 2030 أساسيات البرمجة، وتسجيل ثلاثة آلاف منهم في برامج البرمجة المتقدمة، ويساهم هذا المشروع في شغل ٦٠٪ من الوظائف المستقبلية التي تحتاج لهذا النوع من الاستعداد.
