قيم العرس الانتخابي

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق الحملات الانتخابية للمرشحين لعضوية المجلس الوطني الاتحادي ٢٠٢٣، والتي بحسب الجدول الزمني المقرر من اللجنة الوطنية للانتخابات ستستمر لمدة ٢٣ يوماً، سيتقدم من خلالها المرشحون ببرامجهم وأنشطتهم المختلفة الانتخابية بغرض إقناع الناخبين لاختيارهم في نسخة خامسة من هذا العرس الانتخابي، فما هي أهم ضوابط وقواعد هذه الحملات؟ وفي المقابل ما هو دور الناخبين في إنجاح هذه العملية؟

بحسب المادة (٣٠) يحق لكل مرشح التعبير عن نفسه خلال أنشطة الدعاية والإعلان وأي أنشطة أخرى للتواصل مع الشريحة المستهدفة من الحملة الانتخابية، شريطة أن تتم الموافقة عليها وترخيصها من قبل اللجنة الوطنية للانتخابات. وتعكس الضوابط والمعايير التي تنظم هذه العملية قيم الإمارات السامية؛ إذ تأتي المحافظة على القيم المجتمعية والأخلاقية في جوهر هذه الممارسة، كما أن التسامح واحترام التعدد والاختلاف هما ركيزتان أساسيتان، فعدم تضمين المحتوى الدعائي أي استخدام للدين أو الأفكار التي تحرض على التعصب، أو التشهير، أو التعدي، أو إثارة التعصب القبلي، أو العرقي هو أحد الشروط، الذي يعد الإخلال بها مبطلاً للحملة.

الشفافية والأمانة والحرص على المصلحة العامة هي قيم أخرى تعززها الممارسة الانتخابية، فحسب المادة (٣٤) يلتزم المرشحون بالإفصاح عن مصادر تمويل الحملات الدعائية وتوضيح ذلك في خطط الحملات الانتخابية وموازنتها التفصيلية، كما حضرت اللجنة الوطنية على الشركات والجهات الحكومية تقديم أي شكل من أشكال الدعم المادي أو المعنوي أو التسهيلات للمرشحين، أو قيام الموظفين الحكوميين بالاستفادة من مناصبهم وسلطاتهم لدعم المرشحين، إضافة إلى أن الحملات يجب أن تكون فردية بعيدة عن أي اتفاقات مسبقة بين المرشحين على قوائم انتخابية موحدة.

أما الناخب فعليه واجب وطني ومسؤولية كبيرة أمام مجتمعه تتمثل في الحرص على الإدلاء بصوته وحث الآخرين على الأمر، وأن يختار بحكمة من يمثله بعيداً عن الأهواء الشخصية، وأن يحرص على عدم الإتيان بأي فعل يخل بسير العملية الانتخابية أو التأثير في غيره من الناخبين للتصويت لمرشح بعينه، كما أن التعامل باحترام مع أعضاء لجان مراكز الانتخاب هو واجب أساسي من واجباته، وفي المقابل حرصت اللجنة الوطنية على ضمان حرية الاختيار بالنسبة للناخب والطعن في حالة توفر الأسباب المنطقية، وعدم تعرضه لأي دعاية أو هدايا مالية أو عينية تؤثر في اتخاذه لقرار التصويت.

إن الدورة الخامسة لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي هي ترجمة للقيم العليا السامية التي جعلت من مسيرة هذا الاتحاد ممكنة، وهي حشد متناغم من التجارب والخبرات الوطنية، والتي ستسهم في تعزيز هذا الزخم الانتخابي، وتحقق مساراً مستقبلياً مشرقاً للأجيال القادمة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2p9d9usc

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"