قيادات تحت الظل

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

في العقود الأخيرة، اكتسبت قضية المساواة بين الجنسين في الأدوار القيادية اهتماماً متزايداً، ما يعكس ارتفاع مستوى الفهم لأهمية تعدد الأصوات وتنوع وجهات النظر في عملية صناعة القرار، وحسب تقرير بعنوان «المرأة والقيادة» أجراه معهد رويترز للصحافة عام ٢٠٢٣، فلا تزال هناك الكثير من التحديات التي تعيق التحقيق الكامل للمساواة بين الجنسين في المناصب القيادية في ميادين الإعلام والصحافة حول العالم. فما هي هذه التحديات، وكيف يتم التصدي لها؟
في الواقع يقدم التقرير أدلة على التقدم المُحرَز على مستوى تبوّء السيدات لمناصب مؤثرة في مختلف القطاعات، وتشير إحدى النتائج إلى بروزهن في الأدوار السياسية في دول مثل نيوزيلندا، وفنلندا وألمانيا، أما في قطاعات الأعمال، فقد حققت المرأة تقدماً في اختراق السقف الزجاجي من خلال تولي الأدوار التنفيذية، ما ينعكس بشكل كبير على الابتكار والنجاح المالي للشركات التي تعزز ثقافة التنوع، كما أن المشهد الإعلامي العالمي يعكس تحولاً نحو توازن أكبر، سواء من حيث قيادة غرف الأخبار والمناصب التحريرية العليا، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير في المحتوى الإخباري الذي يعكس نطاقاً أوسع من وجهات النظر.
على الرغم من كل ذلك لا تزال هناك تحديات تعوق المشاركة الكاملة للمرأة في الأدوار القيادية على مستوى عالمي، فعوائق مثل التحيز، والقوالب النمطية والتوقعات المجتمعية، تشكل تصورات مدى ملاءمة المناصب القيادية للرجل دون المرأة. كما أن ثقافات أماكن العمل في دول مثل المكسيك، والبرازيل، وكوريا واليابان، تلعب دوراً محورياً في إعاقة وصول المرأة إلى هذه القيادة.
 ويأتي دور وسائل الإعلام والمنصات الاجتماعية باعتبارها عوامل قوية للتأثير في تشكيل التصورات حول القيادات النسائية في المجتمعات، ما يجعلها مطالبة وبشكل كبير بتغطيات أكثر توازناً وغير متحيزة حين نقل قصص النجاحات والإنجازات المختلفة، وتعزيز نماذج القدوة الإيجابية، ما يشجع النساء على التطلع للتقدم المهني والطموح القيادي في مختلف القطاعات.
أهم الممارسات التي يمكن تعزيزها في المجتمعات المختلفة تتمثل في السياسات الشاملة للجنسين، ومعالجة التحيز اللاوعي، والتمكين من خلال التعليم، وثقافات مكان العمل الداعمة، ومساءلة أدوار وسائل الإعلام، وإعادة توجيه رسائلها بما يخدم المزيد من فرص التمكين للنساء في المجالات المختلفة، وهي بلا شك خطوات في سبيل تحقيق توازن نوعي ومستدام ليس للحاضر وحسب؛ بل وللمستقبل الذي يعد العالم الأجيال القادمة لتكون جزءاً منه.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4td9tymz

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"