عادي
يريان الفضاء قضية أمن قومي للعالمين العربي والإسلامي

عالما فلك مصريان: توجه الإمارات لاكتشاف كوكب الزهرة فخر لكل العرب

02:27 صباحا
قراءة 4 دقائق
د.أسامة شلبية - د. أشرف شاكر
القاهرة: إيمان الحلواني
أكد اثنان من أساتذة علم الفلك في مصر أن مبادرة الإمارات الجديدة بإطلاق مهمة فضائية لاستكشاف كوكب الزهرة ومجموعة كويكبات في المجموعة الشمسية، خطوة مهمة في مجال العلوم واستكشاف الفضاء تعيد العالم العربي والإسلامي إلى موقع بارز في المجتمع العلمي.
وطالبا العرب والمسلمين بالسير على خطى الإمارات في اقتحام هذا المجال، وإلا فلن يكون لنا مكان لا على الأرض، ولا في السماء، فمن يمتلك الفضاء بعلومه المتعددة واللامحدودة لن يقتصر وجوده على الأرض فقط.
وأوضحا أن الفضاء أصبح قضية أمن قومي للعالم العربي والإسلامي، وليس رفاهية، وأصبح هناك قانون الفضاء الدولي واستثمارات شتى في هذا المجال.
خطوة غير مسبوقة
ويقول الدكتور أسامة شلبية، عميد كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء في جامعة بني سويف، إن المهمة الفضائية الجديدة التي أطلقتها الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة ومجموعة كويكبات في المجموعة الشمسية خطوة علمية مهمة من دولة الإمارات، فهي رابع دولة تدخل المجال البحثي بمهمة إلى كوكب الزهرة، بعدما أطلقت مسبار الأمل لكوكب المريخ.
ويضيف أن هذه المهام الفضائية ضرورية أولاً لبناء كوادر بشرية، وهذا هو الأهم، حتى يكون لنا علماء في علوم تكنولوجيا الفضاء، وأن يكون لدينا رواد فضاء، ودولة الإمارات العربية رائدة في ذلك فسبق وقدمت لنا «هزاع المنصوري» في رحلة إلى محطة الفضاء الدولية، وكانت ناجحة تماماً، وكذلك «مسبار الأمل» الذي يواصل نجاحاته العلمية.
ويشير د. شلبية إلى أننا نتطلع بعين الأمل، رغبة في نجاح هذه المهمة الجديدة لكوكب الزهرة، وأعتقد أن المستهدف من هذه الرحلة هو حزام الكويكبات، وهذا الحزام عبارة عن بقايا نشأة المجموعة الشمسية، وهو يفصل بين مجموعة الكواكب الداخلية شبيهة الأرض، ومجموعة الكواكب الخارجية مثل المشتري وزحل ونبتون وبلوتو، وغير ذلك من الكواكب.
ويؤكد أنه من المهم جداً أن ندرس كيف تغير المناخ، مثلما فعلنا في المريخ، ودرسنا كيف تحول هذا الكوكب إلى هذه الطبيعة، وهل تم ذلك بشكل مفاجئ أم بتدرج معين وظواهر معينة، والأمر نفسه يتعلق بكوكب الزهرة.
ويشيد أستاذ علوم الفلك برحلة الإمارات إلى كوكب الزهرة، أقرب الكواكب للأرض، ويطلق عليه توأم الأرض، وهذه الخطوة تعتبر جزءاً من الاستكشاف السلمي للفضاء الخارجي، فمثلاً عندما تقوم هندسة الطيران بإخراج قمر صناعي أو مركبة فضاء أو مسبار، أياً كان يكون الأمر، ففي ذلك نفع البشرية.
ويتمنى عميد كلية علوم الملاحة والفلك، أن يكون الهدف من هذه المهمة هو الوصول للأفضل، وتوفير الإمكانات والإجراءات التي تفيد البشر في حماية حياتهم على سطح الأرض. فمنذ أيام كان هناك إعصار شديد على دولة سلطنة عُمان، ولدقة التنبؤ بعدد من الأقمار الصناعية، تمكنوا من حماية أنفسهم وحماية الأرض، فالفضاء دائماً لحماية الأرض وتوفير الرخاء عليها، ودائماً أؤكد أن الفضاء هو الحضارة القادمة على الأرض.
نحو مستقبل أفضل
من جانبه، يؤكد الدكتور أشرف أحمد شاكر، رئيس قسم الفلك في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن مبادرة الإمارات بإطلاق مهمة فضائية لاستكشاف كوكب الزهرة ومجموعة كويكبات في المجموعة الشمسية، خطوة مهمة جديدة تعيد الدول العربية إلى الصدارة، وأوضح أن أي جهد يبذل في مجال دراسة العلوم الحديثة وتطبيقاتها العملية سيقودنا نحو مستقبل أفضل، يرفع مكانة بلداننا العربية بين الأمم. وتعد مشاركة دولة الإمارات العربية في اكتشاف المريخ والزهرة والكويكبات برحلات فضائية خاصة، من الأخبار السارة لعلماء الفلك في العالم أجمع، وبالتأكيد سيفيد دولة الإمارات العربية المتحدةن والعالم كله.
ويرى شاكر ضرورة التخطيط الجيد، وإعداد الكوادر البشرية الجيدة والتعاون الدولي الموثوق به، فلا يوجد يد تصفق وحدها، ولا يوجد أحد يغرد وحده، والإمارات تحتاج إلى التعاون مع العالم المتقدم في هذا المجال لكسب الخبرات، وتوطين التكنولوجيا وبناء كوادر بشرية غير مسبوقة، لأن هذا هو الذخيرة الأولى والمهمة للعالم العربي كله
ويوضح رئيس قسم الفلك في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن العصر الحديث - خصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية - شهد سباق الدول الكبرى لبناء المدن الفلكية، ومحاولة فهم أسرار الكون، وإرسال المناظير الفضائية خارج الغلاف الجوي للأرض، واستخدام تكنولوجيا الفضاء في شتى مناحي الحياة، المدنية منها والعسكرية، وهذا المجال يحتاج من العرب إلى اهتمام كبير.
ويرى رئيس قسم علوم الفلك في القاهرة، أنه بجانب تلك النشاطات العلمية لدولة الإمارات، يجب التفكير في بناء مدن فلكية حديثة تجذب علماء الغرب لهم، خصوصاً مع صفاء جو الخليج، ووجود الكثير من المرتفعات الصالحة لذلك، والمحرومة منها أوروبا، فذلك سيسرع من عملية نقل التكنولوجيات الحديثة والخبرات اللازمة في شتى مناحي الحياة.
ويقدم الخبير الفلكي كل الشكر والتقدير والاحترام والدعوات بالتوفيق لقيادة دولة الإمارات الحكيمة، لأنها تغزو هذا المجال بقوة ونحن العرب لدينا تاريخ قوي في هذا المجال.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"