إعداد: هشام مدخنة
هي دولة أوروبية وأرخبيل مذهل يطفو فوق سطح البحر الأبيض المتوسط، وواحدة من أصغر دول العالم بمساحة قدرها 316 كيلومتراً مربعاً، ويقطنها حوالي 500 ألف نسمة فقط.
تتألف مالطا من جزر مأهولة وغير مأهولة ذات مناظر طبيعية فائقة الجمال، وتتميز بمأكولاتها اللذيذة وثقافتها الغنية وطقسها الرائع المشمس. هي مكان مثير للاهتمام نسجت أقدم الحضارات في طيّاته حكايات وقصصاً تاريخية لا تُمحى من العصر الحجري الحديث، تستحضرك أينما تجولت. سنبحر اليوم لاكتشاف بعض من أفضل الأشياء التي يمكنك مشاهدتها والقيام بها أثناء زيارتك للدولة الجزرية التي تحتفظ بالكثير لسائحيها منذ 5000 عام قبل الميلاد!
بلو لاجون (البحيرة الزرقاء)
تعتبر «بلو لاجون» واحدة من أجمل المناطق الطبيعة في جزيرة «كومينو»، إحدى جزر مالطا الرئيسية المأهولة، وتتميز بمياهها الفيروزية الصافية، وأشعة الشمس الساطعة، ورمالها الذهبية الناعمة التي تدعو الزوار لتجربة الهدوء النفسي والصفاء الذهني.
وهي مكان استثنائي لتمضية يوم شاطئي بامتياز والاستمتاع رفقة العائلة بالأنشطة المتعددة مثل التجديف بالكاياك، أو الغطس ومشاهدة الكائنات البحرية والشعاب المرجانية، أو ركوب القوارب الشراعية والقيام بجولة متعددة المشاهد حول البحيرة.
وبالإضافة لكونها موطناً للعديد من أنواع الأسماك والطيور ذات الألوان المتعددة، فالبحيرة الزرقاء عبارة عن محمية طبيعية متكاملة، ومن أهم مناطق الجذب السياحي في مالطا.
حدائق باراكا العليا
إذا كنت تبحث عن الإطلالة البانورامية المطلقة على مالطا، فإن زيارة حدائق «باراكا العليا» أمرٌ لا بد منه. فموقعها المميز على حافة العاصمة فاليتا يجعلك تشاهد مدن الجزيرة بأكملها ومناظرها الطبيعية ومينائها الكبير بلقطة تحبس الأنفاس. فضلاً عما توفره الحدائق من فرص ترفيهية مميزة وجمالٍ بكر لا يضاهى.
اكتشف «مدينا»
تُعرف «مدينا» باسم المدينة الصامتة وهي العاصمة القديمة لمالطا، وتقع على قمة تل وسط الجزيرة لتطل على المدن الأخرى المجاورة، كما تحيط بها العديد من التحصينات المثيرة للإعجاب. ولعل زيارة «مدينا» ستمنحك فرصة رائعة للتنزه في رحلة عبر الزمن تعود لأربعة آلاف عام، والانغماس في مزيج معماري فريد من العصور الوسطى كالشوارع القديمة المتعرجة، والمتاحف التاريخية، والأجواء التقليدية التي يمكنك أن تلمس سحرها مع فنجان من القهوة بأحد المقاهي العتيقة المنتشرة في الساحات العامة.
وتشمل بعض الأشياء المهمة التي يمكن رؤيتها في «مدينا» البوابة الرئيسية ذات الطراز الباروكي، وكاتدرائية سانت بول، ومتحف «بالازو فالسون» العظيم أو ما يعرف ببيت التاريخ وغيرها الكثير من الوجهات التي تستحق الزيارة.
سحر العاصمة «فاليتا»
فاليتا هي عاصمة مالطا الجميلة والمعروفة بتاريخها وأجوائها الفريدة ومناطق الجذب المختلفة. وتُعد فاليتا مكاناً رائعاً للعيش أو الإقامة المؤقتة سواء كنت تزور المدينة لقضاء عطلة نهاية أسبوع قصيرة أم أحببت أن تستقر مطولاً أثناء استكشاف باقي أنحاء البلاد.
تجول في البلدة القديمة وشوارعها الجميلة، وشاهد بعض فنون الهندسة المعمارية الرائعة مثل «قصر جراندماستر»، ومقر البرلمان الجديد، والمتحف الوطني للآثار، وكاتدرائية القديس يوحنا التي تتميز بديكوراتها الداخلية المعاد تزيينها على الطراز الباروكي والمليئة بالزخارف والقطع الأثرية واللوحات الفنية. ولا ننسى بالطبع أهم معالم العاصمة الطبيعية «حديقة باراكا» الساحرة.
أبحر إلى جزيرة «جوزو»
«جوزو»، شقيقة مالطا الصغرى وثانية أكبر جزرها، هي وجهة رائعة لمحبي الاسترخاء والرحلات القصيرة بين أجمل المشاهد الطبيعية والمواقع التاريخية، وتميل بشدة إلى الطابع الريفي منها إلى الحضري. وتشتهر جوزو بصناعة الحرف اليدوية وعدد من الفنون التقليدية، بالإضافة إلى احتراف سكانها صيد الأسماك والزراعة. يمكن اكتشاف هذه الجزيرة المذهلة بجولة برية، أو بحرية بالقارب للاستمتاع بمحيط الجزيرة مع العديد من الأنشطة التي ستملأ سلتك السياحية بلا شك كالغطس والتجديف والصيد وبالطبع الاسترخاء على الشاطئ المشمس مع عصير بارد.
كل الطرق في جوزو تؤدي إلى قلعتها القديمة في عاصمة الجزيرة فيكتوريا، والقلعة عبارة عن مدينة محصنة بحد ذاتها شهدت العديد من اللحظات التاريخية على مر الزمان الغابر. كما أن زيارة معبد «جانتيجا» أمر لا بد منه إذا حثّك الفضول على رؤية كيف كان أهل العصر الحجري الحديث يخططون لبناء أضرحتهم منذ آلاف السنين، ويعتبر المعبد من أهم الأماكن السياحية في مالطا، ويحوي أقدم الآثار التاريخية على وجه الأرض.
الطعام المالطي التقليدي
يُعد الطعام المالطي فريداً من نوعه نظراً لتأثره بالعديد من الثقافات المختلفة والنكهات الشرقية والغربية، وهو انعكاس حقيقي لتاريخ الجزيرة. ولعل أشهر المأكولات تلك التي تدخل فيها المكونات المحلية مثل الجبن المالطي وحساء الأرانب أو الأسماك التقليدي، بالإضافة إلى المعجنات اللذيذة والمعكرونة المخبوزة والساندويتشات على اختلاف أنواعها. ونوصيك بالاعتماد على الخبز المحلي لتذوق الطعام الأصيل لمالطا كما يفعل سكانها الذين يتعاملون بكل ود وعفوية مع الزائرين، ويتسامرون معهم في الساحات العامة في جو مليء بالألفة والأمان،
وبخصوص الحلويات، تذوق «إمكاريت» (معجنات التمر المقلية)، وبودينا تل هوبز (الخبز بالزبيب والكاكاو)، وكعكة اللوز والشوكولا.
مغامرات عائلية في مالطا
تنعم مالطا بمياه فيروزية رائعة ذات جودة وصفاء عاليين، وتشتهر بشواطئها النظيفة للغاية. وتشمل بعض أفضل الشواطئ التي تجب زيارتها خليج «ميليها»، أطول شاطئ رملي في الجزيرة مع العديد من الخدمات السياحية والمرافق المتنوعة ومساحة رملية شاسعة للأطفال ليقضوا أمتع الأوقات في تشييد قلاع الرمل التي يحبونها، وهناك خليج دويجرا في جزيرة جوزو ذو حمامات السباحة الطبيعية، وأيضاً خليج جولدن باي وغيرها من مناطق الجذب البحرية الممتعة. وتوفر حديقة الطيور في الدولة الجزرية الصغيرة يوماً مثالياً للعائلات يقضونه مع جولات تعليمية لاكتشاف أكثر من 200 نوع من الطيور والحيوانات، ما يجعل منها أحد أروع الأماكن السياحية للعائلة، لاسيما وأن الحديقة تضم مقهى يسمح للوالدين بالاستراحة بينما يكتشف الأبناء روعة المكان. أما حديقة المغامرات فتوفر متعة ما بعدها متعة للأطفال من جميع الأعمار، بسبب ما تقدمه من فرص ترفيهية مشوّقة وألعاب مثيرة. ويعد مركز العلوم التفاعلية والابتكار الأول من نوعه في مالطا، مع أكثر من 200 معرض وورش عمل وعروض علمية قيّمة تضفي جوّاً تعليمياً مميزاً على الزيارة فضلاً عن المتعة والترفيه.
