عادي

بعد مشاهد إطلاق النار في شوارع بيروت.. ماذا يحدث في لبنان؟

21:10 مساء
قراءة 5 دقائق
Video Url
إطلاق نار في شوارع لبنان
إطلاق نار في شوارع لبنان

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لإطلاق نار في شوارع لبنان، الخميس، ما أسفر عن مقتل نحو 6 أشخاص، وإصابة 16 بجروح، فيما أكد سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني السابق، رئيس تيار المستقبل اللبناني، أن الأحداث العنيفة التي شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت اليوم أعادت الذاكرة إلى صور الحرب الأهلية البغيضة، ليصبح السؤال.. ماذا يحدث في لبنان؟

بداية الأحداث
بدأت الأحداث بتظاهرة ضد المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت طارق بيطار، لتظهر بعد ذلك مشاهد في منطقة الطيونة أقرب إلى حرب شوارع بين مسلحين، بينما سمع دوي انفجارين في العاصمة.
وتناقلت وسائل إعلام محلية مقاطع مصورة تظهر مسلحين يطلقون النار في الشوارع، فيما أعلن الجيش اللبناني أنه «خلال توجه محتجين إلى منطقة العدلية تعرضوا لرشقات نارية في منطقة الطيونة- بدارو، وسارع الجيش إلى تطويق المنطقة والانتشار في أحيائها».
وأكدت وسائل إعلام لبنانية سقوط 4 قتلى في إطلاق النار استهدف تظاهرة أمام قصر العدل في بيروت. وقالت مديرة الطوارئ في مستشفى الساحل مريم حسن: «وصل قتيل أصيب بطلق ناري في رأسه إلى المستشفى، كما أن هناك ثمانية مصابين، بينهم ثلاثة في حالات خطرة».

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لأطفال يجلسون أرضاً في إحدى القاعات المدرسية، فيما وجه سكان خلال النهار نداءات لإجلائهم من المنطقةوقالت بيسان فقيه، أحد سكان المنطقة: «أجلس مع قريبي وعمتي في غرفة لا تتجاوز مترين مربعين خشية من الرصاص الطائش. نريد المغادرة ولا نعلم إن كان بإمكاننا ذلك». 

وأعاد المشهد إلى الأذهان بالنسبة لكثيرين ذكريات الحرب الأهلية المؤلمة. وقالت مريم (44 عاماً): «تخيلت نفسي طفلة صغيرة مختبئة في رواق المنزل». 

لغة السلاح

وخلال كلمة متلفزة، قال الرئيس اللبناني ميشال عون: «ما شهدناه اليوم في منطقة الطيونة، مشهد مؤلم وغير مقبول (...) أعادنا بالذاكرة إلى أيامٍ طويناها». وأضاف أنه  «ليس مقبولا أن يعود السلاح لغة تخاطب بين الافرقاء اللبنانيين (...) إنّ الشارع ليس مكان الاعتراض، كما انّ نصب المتاريس أو المواقف التصعيديّة لا تحمل هي الأخرى الحل»، مؤكداً أن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت سيبقى «أولوية».

بيان من الجيش اللبناني

وأعلن الجيش اللبناني أنه «خلال توجه محتجين إلى منطقة العدلية تعرضوا لرشقات نارية في منطقة الطيونة- بدارو، وسارع الجيش إلى تطويق المنطقة والانتشار في أحيائها».
وسيّر الجيش دوريات للبحث عن مطلقي الرصاص على المتظاهرين في منطقة الطيونة، وأطلق النار على بنايات يشتبه بتحصن المسلحين فيها. كما أرسل تعزيزات عسكرية ونشر عناصره في عدد من الأحياء، بينما تم إغلاق المدارس والمؤسسات المحيطة بمنطقة الطيونة وعدد من الطرق المؤدية إليها.
وطلب الجيش من المدنيين إخلاء الشوارع في المنطقة، مؤكداً أنه سيستهدف أي مسلح على الطرقات، أو أي شخص يقدم على إطلاق النار.
عقب ذلك، أصدر الجيش بياناً كشف فيه ما حدث في الاشتباكات، التي شهدتها ساحة الطيونة وسط العاصمة بيروت. وذكر البيان أنه «بتاريخ 14 /10 /2021 وأثناء توجّه عدد من المحتجين إلى منطقة العدلية للاعتصام، حصل إشكال وتبادل لإطلاق النار في منطقة الطيونة- بدارو، ما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح».
وأضاف أنه «على الفور، عزّز الجيش انتشاره في المنطقة، وسيّر دوريات راجلة ومؤللّة، كما داهم عدداً من الأماكن بحثاً عن مطلقي النار، وأوقف تسعة أشخاص من كلا الطرفين بينهم سوري». وتابع: «بوشرت التحقيقات مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص. وأجرت قيادة الجيش اتصالات مع المعنيين من الجانبين لاحتواء الوضع ومنع الانزلاق نحو الفتنة».

وزير الداخلية

من جهته، أكد وزير الداخلية بسام مولوي، أن الاشتباكات شهدت إطلاق 4 قذائف B7، وأن إطلاق النار بدأ من قناصين استهدفوا به رؤوس المتظاهرين، مبيناً أن الأجهزة الأمنية تفاجأت بتحول التظاهرات إلى اشتباك مسلح. وقال مولوي: «لا يجب التلاعب بالسلم الأهلي في لبنان. سنطلب من السياسيين اتخاذ الإجراءات السياسية وغير السياسية لضبط الوضع».

محكمة التمييز

وتزامنت التظاهرة مع رفض محكمة التمييز المدنية دعوى تقدم بها وزيران سابقان طلبا فيها كف يد القاضي بيطار عن القضية، ما يتيح له استئناف تحقيقاته. ويخشى كثيرون أن تؤدي الضغوط إلى عزل بيطار على غرار سلفه فادي صوان الذي نُحي في فبراير/ شباط الماضي، بعد ادعائه على مسؤولين سياسيين.
ومنذ ادعائه على رئيس الحكومة السابق حسان دياب، وطلبه ملاحقة نواب ووزراء سابقين، تقدم أربعة وزراء معنيين بشكاوى أمام محاكم مطالبين بنقل القضية من يد بيطار، ما اضطره إلى تعليق التحقيق في القضية مرتين حتى الآن.
وعلّق بيطار يوم الثلاثاء التحقيق بانتظار البت في دعوى مقدمة أمام محكمة التمييز المدنية من النائبين الحاليين وزير المالية السابق علي حسن خليل ووزير الاشغال السابق غازي زعيتر، المنتميين إلى كتلة حركة أمل بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وأفاد مصدر قضائي بأن محكمة التمييز المدنية رفضت الدعوى على اعتبار أن الأمر ليس من صلاحيتها، لأن بيطار ليس من قضاة محكمة التمييز. وإثر القرار، يستطيع بيطار استئناف تحقيقاته، ويفترض أن يحدد مواعيد لاستجواب كل من زعيتر ووزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، بعدما اضطر لإلغاء جلستي استجوابهما الأسبوع الحالي.
وهذه المرة الثانية التي يرفض فيها القضاء دعوى مماثلة ضدّ بيطار، لعدم اختصاص المحكمة للنظر فيها.
وكان مقرراً أن تعقد الحكومة بعد ظهر الأربعاء جلسة للبحث في مسار التحقيق، غداة توتر شهده مجلس الوزراء بعدما طالب وزراء بتغيير المحقق العدلي، إلا أن رئيس الحكومة قرر تأجيل اجتماع الأربعاء.
وتسبب انفجار ضخم في الرابع من أغسطس/ آب 2020 بمقتل 214 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، عدا عن دمار واسع في العاصمة. وعزت السلطات الانفجار إلى تخزين كميات كبيرة من نيترات الأمونيوم بلا تدابير وقاية. وتبين أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة.
ويتظاهر ذوو الضحايا باستمرار دعماً لبيطار واستنكاراً لرفض المدعى عليهم المثول أمامه للتحقيق معهم، بينما تندّد منظمات حقوقية بمحاولة القادة السياسيين عرقلة التحقيقات، وتطالب بإنشاء بعثة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة.

صور الحرب الأهلية

إلى ذلك، أكد سعد الحريري رئيس تيار المستقبل اللبناني، الخميس، أن الأحداث العنيفة التي شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت اليوم أعادتنا بالذاكرة إلى صور الحرب الأهلية البغيضة، مشيراً إلى أنه أمر مرفوض بكل المقاييس.
وقال الحريري في تغريدة على «تويتر»، إن ما حصل اليوم في بيروت من مشاهد إطلاق نار وقذائف وانتشار للمسلحين، أعادنا بالذاكرة إلى صور الحرب الأهلية البغيضة، وهو أمر مرفوض بكل المقاييس، ومستنكر ومدان بأشد التعابير والكلمات.
وأضاف رئيس تيار المستقبل اللبناني: «لعل ما حصل اليوم على بشاعته، يشكل صحوة ضمير للجميع بعدم اللعب بالسلم الأهلي وإلى احترام الدستور وتطبيق القوانين والحفاظ على الدولة ومؤسساتها التي هي حاضنة لجميع اللبنانيين. اتقوا الله في لبنان وأهله. يكفيهم ما يعانون من أزمات».
وتابع رئيس الوزراء اللبناني الأسبق: «ندعو الجيش والقوى الأمنية إلى اتخاذ أقصى الإجراءات والتدابير لمنع كل أشكال إطلاق النار، وتوقيف المسلحين وحماية المدنيين ومنع الاعتداء عليهم، وحماية الممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على السلم الأهلي».

حداد عام

من جهته، قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن الجمعة سيكون يوم حداد عام على أرواح ضحايا أحداث العنف. وأوضح أنه بهذا الأمر تُقفل جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات والمدارس الرسمية والخاصة في البلاد.

للمزيد:

حرب شوارع في بيروت والجيش يتوعد مطلقي النار على المحتجين

 فيديو.. عائلة تعيش لحظات رعب جرّاء استهدافها من قناص في بيروت

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"