ظواهر ثقافية أوجدها معرض الكتاب

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

اكتب لليوم الثاني على التوالي عن معرض الشارقة الدولي للكتاب لحيثيات تفرض نفسها، فالدورة الأربعون بعد أيام قليلة تأتي في وقت التعافي التدريجي من الوباء  «كورونا»، الذي تأثرت بتداعياته قطاعات حيوية في العالم من بينها قطاع الثقافة والفنون والصناعات الإبداعية، غير أن الإمارات، وبخصوص الصناعات الإبداعية، اتخذت إجراءات دعم وحماية ورعاية للمشاريع والمبادرات الإماراتية ضمن القطاعات التي طالتها تداعيات الوباء.
للمعرض حيثيات جاذبة للكتابة، فمعرض الكتاب في الشارقة هو عيدنا الثقافي السنوي الذي يرمز للحياة والتجدد والاستمرارية، لكن إذا أردنا أن نتحدث بعيداً عن اللغة الشعرية ونحن نحتفي بهذه الدورة، فهناك أرقام نتحدث عن حجمها ودلالاتها: يستوعب المعرض في هذه الدورة 1.3 مليون عنوان، وهو رقم كبير ويدل على نمو متصاعد في ثقافة القراءة والمهم هنا العناوين الجديدة، وفي هذه الدورة 110 آلاف عنوان جديد.
الثقافة تتحدى دائماً الإحباط والخوف والتشاؤم بكل أشكاله، وإن طرح 110 آلاف عنوان جديد في المعرض هو ترجمة واقعية لحقيقة تحدي الثقافة والآداب والفنون لأي شكل من أشكال الضعف البشري وانتصارها للحياة والجمال .
نكتب عن معرض الشارقة الدولي للكتاب في ضوء الظواهر الثقافية والإبداعية والنشرية والفكرية والإعلامية التي أوجدها المعرض منذ أوائل ثمانينات القرن العشرين وإلى اليوم.
ظاهرة النشر، ودور النشر المحلية المتزايدة، وظاهرة صناعة الكتاب في الإمارات، وولادة جمعية الناشرين، وتكريم الناشرين العرب والأجانب ودور نشرهم.. كل ذلك، نشأ في فضاءات معرض الشارقة الدولي للكتاب.
مؤتمر الناشرين الذي يسبق في انعقاده دائماً بدء فعاليات المعرض بيوم أو يومين هو نتاج معرض الشارقة الدولي للكتاب.
الندوات الفكرية، والأمسيات الشعرية، وحفلات توقيع الكتب، وفعاليات الطفل على مدار أيام وليالي المعرض هي معاً ظاهرة من بين ظواهر معرض الكتاب.
أوجد معرض الشارقة الدولي للكتاب عبر دوراته، وبإدارات مهنية مخلصة طوال هذه السنوات، ظاهرة أكبر وأجمل وأعمق في الثقافة العربية وهي «ثقافة القراءة».
في كل الشعارات التي ارتبطت بدورات معرض الكتاب في الشارقة كان الكتاب، وقيمته، وقيمه، والقراءة بقيمتها وقيمها هي فلسفة وفكر المعرض باتجاه عادة القراءة وسلوكها الاجتماعي والتربوي والأخلاقي.
أوجد معرض الشارقة للكتاب ظواهر ثقافية بامتياز، أعطته أو منحته ميزة ما هو ثقافي بالدرجة الأولى، وأعطته ميزة ما هو تكريمي وتشجيعي لكتّاب وأدباء وناشرين عرب وغير عرب.
لمعرض الشارقة الدولي للكتاب خشبة مسرح. خمس مسرحيات، وثمانية عروض موسيقية جوّالة. فنون يومية أدائية. أعمال تمثيلية. رواة للقصة. .. وهذا أيضاً ظاهرة جمالية من بين جماليات المعرض.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"