عادي

«بلوكتشين».. وإطلاق إمكانات المدن

21:22 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

منذ قديم الزمان، تلعب المدن دوراً حيوياً في رسم مستقبلنا الجماعي، فهي بمثابة محركات للتجارة والفكر والثقافة والابتكار.

وحتى أثناء الانكماش الناجم عن جائحة «كورونا»، أظهرت المدن صلابة واضحة، وقادت القضايا الملحة التي تواجه البشرية بحسم وثقة كبيرين. لذلك نحن بحاجة إليها أكثر من أي وقت مضى لمواجهة تحديات تغيّر المناخ، والتجارة العالمية، والركود السياسي.

وأفضل طريقة لضمان قدرة المدن على تحمّل المسؤولية هي تعزيز جهود الحكم الذاتي فيها، وتُعد تقنية «بلوكتشين» أداة مثالية، وغير مستغلة بالكامل لإنجاز هذه المهمة.

نشر فيتاليك بوتيرين، مؤسس العملة الرقمية المشفرة «إيثريوم»، مقالة فكرية محفزة مؤخراً، أوضح فيها كيف يمكن أن تساعد ال«بلوكتشين» والعملات المشفرة في تطوير المدن، وتشجيع الحكم الذاتي بشكل أفضل. ولا يقتصر الأمر على تخزين بيانات السكان فحسب، بل إمكانية المساعدة في تحصيل الضرائب بكفاءة أكثر، وتخصيص الموارد، وإدارة الأزمات.

فكلما كانت المدينة أكثر كفاءة وثقة في تعاملها مع العبء الثقيل لإدارة رأس المال، أصبح حكمها الذاتي أفضل، ما يحفز الفوائد الاقتصادية عبر المجتمع المحلي، والاقتصاد العالمي.

ومع ذلك، فإن هذا المشروع ذو تكلفة عالية، وتحتاج المدن إلى عائدات وفيرة لمواصلة التقدم. وعليه، يرى بوتيرين أن العملة المشفرة عامل مساعد مهم لتحفيز الإيرادات، وأن الارتفاع الملحوظ في أسعار العملات المشفرة يوضح شهية المستثمرين العالية للعملات الجديدة. حيث يمكن أن تكون العملة المشفرة المدعومة من قبل مدينة معينة ملاذاً جذاباً وآمناً لرغبة السوق الحالية.

وأحدث مثال على ذلك، ما أعلنه عمدة مدينة نيويورك الجديد إريك آدامز مؤخراً، بأنه سيتقاضى أول ثلاثة رواتب له بعملة «بيتكوين»، في إشارة واضحة لدعمه الكبير للعملات المشفرة.

وتُعد الإمارات العربية المتحدة من أكثر المواقع الموثوقة للتحويلات المالية، وتحتضن دبي واحدة من أكثر استراتيجيات «بلوكتشين» طموحاً في العالم، حيث أعلنت الإمارة التزامها بمستقبل هذه التقنية منذ أكثر من عقد، من التخلص التدريجي من الورق، إلى رقمنة جميع بيانات المقيمين. وفي إستونيا الصغيرة على بحر البلطيق، تستخدم مدينة تالين تقنية «بلوكتشين» لتعزيز عمل الحكومة الرقمية، بحيث يمكن إدارتها من أي مكان في العالم.

وإذا اتبعت المدن نموذج بوتيرين، يمكن الاستفادة من إيرادات مشاريع العملات المشفرة في تقنيات جوهرية إضافية، مثل مشاريع الطاقة الشمسية، والزراعة العمودية، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي تزيد من قدرات المدن وتضمن بقاءها في طليعة اقتصاد المعرفة،ومعركة تغيّر المناخ.

جوزيف دانا - سنديكيشن بيورو

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"