طموح الإمارات يعانق عنان السماء وأحلامها في الأمس تتحول إلى واقع اليوم ليس بالتمنيات والركون إلى الحظ والصدفة، وإنما عبر تخطيط سليم ومدروس وجهد لا يعرف الكلل أو الملل، وحسن توظيف للخبرات والإمكانات واستثمار وتوظيف ناجح للقدرات والقوى الناعمة، إضافة إلى حصد إيجابي لثمار زرعت خلال سنوات سابقة تميزت في محيطها العالمي والإقليمي بالثقة والمصداقية حتى بات اسمها عنواناً لذلك وقريناً للنجاح أينما كان، ورمزاً يراهن عليه في جميع المحافل.
حكاية فوز اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي بمنصب رئيس الإنتربول الدولي لدورة جديدة تستمر للسنوات الأربع القادمة هي المثال الأقرب لذلك وسبقه قبل فترة بسيطة فوز مستحق ومدوٍ للإمارات باستضافة مؤتمر COP28 في 2023 وهو أكبر مؤتمر عالمي لرؤساء الدول وحكوماتها حول قضايا المناخ والبيئة وفوز آخر سبقه بمقعد غير دائم في مجلس الأمن، وإنجازات أخرى وفعاليات ومناسبات لا يتسع المجال لسردها أسهمت الدولة بخبراتها وإمكاناتها في نجاحها.
في بداية الإعلان عن ترشح اللواء الدكتور الريسي المفتش العام لوزارة الداخلية لهذا المنصب قال إن الفوز بهذا المنصب العالمي سيعتبر إنجازاً للعرب، كوني أول مرشح عربي لهذا المنصب في هذه المنظمة الدولية التي يبلغ عمرها 100 سنة وسيعتبر إنجازاً لدولة الإمارات، وتكريماً لجهودها ودعمها الدائم للمنظمات الدولية وهو ما تحقق والحمد لله، وكان شهادة اعتزاز وتقدير دولي للأجهزة الأمنية في دولة الإمارات التي تميزت في عملها وطورت تقنياتها وأساليبها، وركزت إلى جانب ذلك على خدمة المجتمع وإعداد كوادر ذات تدريب عالٍ وصلت اليوم عبر اللواء الريسي إلى رئاسة أقوى منظومة في العالم.
ترشح الإمارات لهذا المنصب واكبته محاولات لعرقلة الوصول إليه وإطلاق شائعات لا تمت للحقيقة بصلة، و كانت مكشوفة ومعروفة في المجتمع الدولي الذي انحاز لثقته بالإمارات واختار مرشحها دون تردد ليكون على رأس هذه المنظمة الدولية، وهو تأكيد دولي يكرس ويعزز حضور الدولة أيضا شريكاً عالمياً في مكافحة الإرهاب والجرائم الدولية، وتتويجاً لما بذل من أجل تطوير المنظومة الشرطية ومكافحة الجريمة، وانعكاساً لوصول الدولة إلى المراكز الأولى عالمياً في مؤشرات الأمن والأمان وكفاءة أجهزتها وكوادرها الأمنية ومناسبة جميلة، ونحن نهم بالاحتفاء باليوم الوطني والانطلاق إلى الخمسين عاماً المقبلة.
تهانينا إلى اللواء الريسي، وكلنا ثقة بك وإمكاناتك وشخصيتك المميزة للمضي لوضع بصمة متفردة في تجربة عربية إماراتية على رأس منظمة دولية عريقة يشار إليها بالبنان تضم 195 بلداً عضواً وتساعد أجهزة الشرطة في جميع هذه الدول على العمل معاً لجعل العالم مكاناً أكثر أماناً عبر تبادل البيانات المتعلقة بالجرائم والمجرمين والوصول إليها وتقديم الدعم الفني والميداني بمختلف أشكاله.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
