عادي

الشرق الأوسط والطاقة الشمسية

20:02 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

لدى دول منطقة الشرق الأوسط القدرة على التحوّل بسهولةٍ من كونها تأتي في صدارة دول العالم المُصدِّرة للنفط إلى أداء دورٍ مهم في مجال تصدير الطاقة المُستمدة من أشعة الشمس، وفقاً للنماذج الإحصائية التي أعدها باحثون في السعودية ودولة الإمارات.

وهذه الرؤية الجريئة من شأنها أن تعمل على خفض معدلات اعتماد المنطقة على النفط والغاز، إضافةً إلى توفير بديلٍ نظيفٍ ومُستدام، يشمل هذا التحليل أيضاً منطقة شمال إفريقيا، ويكشف عن إمكانية إحداث تحوّلٍ اقتصادي في دول المنطقة عبر تمكين العالم من الاستفادة من أشعة الشمس الوفيرة فيها.

ويقول الباحث محمد زُبير، من جامعة المجمعة بالرياض: «إنني على قناعةٍ بأن هذا هو المستقبل، إذ سيكون العالم بأكمله متصلاً ومترابطاً عن طريق شبكات الطاقة مثلما هو متصلٌ ومترابطٌ اليوم بفضل شبكة الإنترنت، وبذلك يمكننا أن نجني أعظم فائدة ممكنة من الطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة».

وعرض زُبير وزميله أحمد بلال أوان بجامعة عجمان كيف يمكن لأشعة الشمس التي تغمر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كل يوم أن توفر حصةً كبيرةً من احتياجات العالم من الطاقة الكهربائية بحلول عام 2050، والتي تُقدَّر ب40 ألف تيراواط ساعة.

ويدرس النموذج الذي ابتكراه إمكانية إنشاء شبكة نقل كهربائية عالية الفولتية، من شأنها استغلال الطاقة الشمسية المُنتَجة في كلٍّ من السعودية وعُمان والإمارات والكويت والعراق وإيران وتركيا ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب، ويستكشف الباحثان العديد من خيارات مسارات نقل الطاقة، التي تُعدّ جميعها مجديةً، ولكنهما يقترحان أن الطاقة القادمة من شمال إفريقيا يجب أن يُنقَل معظمها إلى أوروبا، في حين يجب تصدير معظم الطاقة القادمة من بقية الدول إلى جنوب آسيا، كما يمكن التنسيق لعملية تبادل كبيرة بين الدولة المُنتجة للطاقة في هذه الشبكة، وهذا التبادل من شأنه أن يُخفِّف من أوجه التفاوت في الإمدادات نتيجة ظروفٍ محلية تشمل العواصف التّرابية، والغطاء السحابي، واختلاف ساعات سطوع الشمس.

ويقرّ الباحثان بأن القضايا السياسية القائمة بين الدول المقترحة يمكن أن تعرقل عملية تصدير الطاقة وتزيدها تعقيداً، غير أنهما يُشيران في الوقت ذاته إلى أن الاعتماد المتبادل الذي يُفضي إليه هذا المسعى قد يساعد في تحسين الاستقرار السياسي في المنطقة.

وفي أحدث تقاريرها لاستشراف مستقبل الطاقة الشمسية 2021، ألقت جمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية (MESIA) الضوءَ على النجاحات المتنامية التي تُحقِّقها مشروعات الطاقة الشمسية في 11 دولة، وهي: الجزائر والبحرين ومصر والأردن والعراق والكويت والمملكة المغربية وعُمان والسعودية وتونس والإمارات. وسلَّط التقرير الضوء على الدور المتنامي الذي من المرجح أن يُؤديه استخدام الطاقة الشمسية في توليد الهيدروجين والأمونيا، وهذه طرائق أخرى من المحتمل تصدير الطاقة الشمسية من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عبرها في المستقبل، فضلًا عن نقل الكهرباء المباشر عبر شبكات الكابلات الدولية.

(سيانتفيك أمريكان)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"