راشد محمد النعيمي
حكاية نجاح متفردة تلك التي عاشتها الإمارات طوال الخمسين عاماً الماضية ولمن عايش ظروف البدايات وإرهاصات قيام الدولة وتلك التحديات الكبيرة التي واجهتها، فإن تثمين المنجز بالنسبة له لا يقدر بثمن ولا تستطيع أي وحدة قياس تحديد ماهيته أو حجمه أما أبناء الأجيال اللاحقة ممن شاهدوا الصور وقارنوا ما سبق بما تحقق فإن الانبهار هو انطباعهم الأول خاصة إذا أدركوا ظروف الانطلاقة ومحدودية الإمكانات وما كان يعيشه العالم حولنا من ظروف، إضافة إلى نقطة مهمة جداً وهي الرؤية المستقبلية التي توفرت لقادتنا منذ نشأة الدولة والتي راهنوا عليها وعملوا من أجلها حتى حصدنا اليوم ثمارها تألقاً وتصدراً للمشهد.
علينا ونحن نعيش الإنجاز بكل تفاصيله ونجني ثماره من حولنا ونتأمل كل تلك المؤشرات العالمية التي تصدرناها وندرك المستويات العالية للخدمات والأداء الحكومي والرعاية بمختلف أنواعها وأشكالها ونلمس عن قرب حداثة البنية التحتية وسهولة وجودة الحياة والتنمية البشرية والاقتصادية والسياحية والاستثمارية ضمن توجه غير مسبوق يمثل مشروعاً وطنياً طموحاً تسعى إليه، وتتكاتف فيه الجهات الحكومية كافة، المحلية والاتحادية، بشكل يعكس تلاحم الشعب نحو الهدف السامي.
في احتفالات الإمارات بالخمسين يبرز فكراً مبتكراً لا يكتفي بما تحقق ولا يركن إلى الهدوء والاكتفاء؛ بل يعتبر كل ما جرى مرحلة إعداد واستعداد للخمسين الثانية التي ستكون انطلاقة إلى حدود علمية وعالمية واقتصادية وإنسانية عظيمة؛ حيث تواصل الإمارات مسيرة الإنجازات بإصرار أكبر، وإرادة أقوى، وطموحات لا حدود لها وهو امتداد لفكر المؤسسين بروح وأدوات حديثة تضاعف الإنجاز ولا تضع سقفاً للطموح لتكون الإمارات الدولة الأنموذج في المنطقة التي تقود النجاحات وتستكشف المستقبل وتتحول إلى مسرح يحتضن كل جديد ضمن مبادرات تتسم بالجرأة والتحدي.
الإمارات اليوم على موعد مع مرحلة جديدة مغايرة في الطموح متسلحة بذلك بأدوات حديثة وخبرات ناجحة في مختلف المجالات ومكانة مميزة تصاحبها ثقة عالمية في كونها بيت خبرة لمعنى التطور والتنمية والبناء والتخطيط والعمل الحكومي وقدوة في تحويل الأحلام إلى واقع والريادة وقهر المستحيل بكل أشكاله وصوره والعلاقة المتميزة بين الحاكم والمحكوم عبر شراكة إنسانية والتفاتات حانية وترابط وسهر على راحة المجتمع ومتابعة أدق تفاصيل حياته اليومية وتوفير متطلباته دون تعقيد أو تأخير.
أنتم على موعد مع انطلاقة جديدة للإمارات ستكون مرصودة ومتابعة ومشوقة ومصدراً للإلهام بعد أن اعتلت وتصدرت المشهد وسلطت عليها الأضواء من كل حدب وصوب لترى أين تذهب بمن حولها وعلى أي مراتب ستصعد وأي مؤشرات ستصنع بعد أن حطمت معظمها بقصص نجاح أبهرت العالم.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
