اللغة العربية هوية

00:21 صباحا
قراءة دقيقتين

يحتفي العالم سنوياً في الثامن عشر من ديسمبر باليوم العالمي للغة العربية، تقديراً لهذه اللغة الحية القوية الجميلة، صاحبة الطول على لغات العالم كلها، ليس فقط كلغة؛ بل كلغة ذات هوية وشخصية قوية غنية بالمفردات والمعاني، بما لا تملكه غيرها من اللغات، تمتلك شخصية فريدة؛ إذ إنها تتميز بكونها لغة القرآن، ولغة أهل الجنة، وأنها اللغة التي صانها الله وكتب لها الخلود؛ إذ يقول تعالى في القرآن الكريم في سورة الحجر: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»؛ والذكر هو القرآن الذي حفظه الله من الزيادة والنقص، والقرآن نزل باللغة العربية؛ لذا فاللغة العربية محفوظة بالقرآن بأمر الله أبد الدهر.
حكومتنا وقيادتنا الرشيدة لا تألو جهداً في تقدير اللغة العربية، فرصدت الجوائز والمؤتمرات والمسابقات، لتقديرها وتكريمها والاهتمام بها، فهناك جائزة محمد بن راشد للغة العربية، وهناك مجمع اللغة العربية بالشارقة الذي أطلق منه صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، المجلدات ال 17 الأولى من المعجم التاريخي للغة العربية، والذي يؤرخ للمرة الأولى لمفردات لغة الضاد، وتحولات استخدامها عبر 17 قرناً ماضية، اللغة التي وصفها صاحب السموّ الشيخ سلطان بالتالي «لها من الخصائص والمزايا ما يرفعُها ويَسْمُو بها في دُنيا اللغات، وهي من أطولِ اللغات العالميّة عُمْراً، وأوسعِها مُعجَماً، وأروعِها بياناً».
لكن كم هو مؤسف ما يحدث على الصعيد العام من استسهال وتجاوز وتكسير في ضلوع اللغة العربية، وانتهاك لأبسط قواعد اللغة والإملاء، فلا يجوز أن يصدر خبر من إحدى الجهات به من الأخطاء اللغوية ما به، وأن تتم تسمية الكثير من المشاريع من قبل الشركات والمؤسسات بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، وبلغات غير اللغة العربية، أو أن تقدم برامج إذاعية وتلفزيونية تُسمى بمسميات أجنبية، وكأن اللغة العربية عاجزة عن إيصال الرسالة المرجو إيصالها، ويقوم مقدمو تلك البرامج بانتهاك أساسيات اللغة، حتى أبناؤنا الذين وصلت بهم الحال أن يستعملوا اللغة الإنجليزية في محادثاتهم أو يخلطونها برطانة غريبة مع شيء من العربية، وإذا طلبت منهم كتابة أي شيء باللغة العربية أزرقت واحمرت واصفرت وجوههم، وغلبت عليهم شقوة اللعثمة، يعجزون كل العجز عن التعامل قراءة وكتابة مع اللغة العربية، وفي المحادثة تسمع الغث الذي يعل القلب. 
لغتنا العربية تحتاج إلى وقفة خصوصاً في كثير من القطاعات التي تتعامل معها بشكل سيئ، سواء بعض الجهات الإعلامية أو الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص، وبعض المؤسسات في القطاع العام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"