أعلنت دول أوروبية إجراءات متفاوتة في مواجهة تفشي المتحور «أوميكرون» من فيروس كورونا، تراوحت بين «الإغلاق المؤلم»،وتقصير إجازة عيد الميلاد، فيما تدرس حكومات أخرى فرض المزيد من القيود بينها تشديد قواعد السفر، وفي وقت تسارع تزايد حالات الإصابة بالمتحور الجديد أعلنت بريطانيا السلالة «مهيمنة» في المملكة، فيما سجلت إيران أول حالة إصابة ب «أوميكرون».
«الإغلاق المؤلم»
أغلقت شوارع التسوق في هولندا واضطربت خطط الناس للاحتفال بعيد الميلاد مع بدء إغلاق جديد أمس الأحد، بهدف الحد من ارتفاع متوقع في حالات كوفيد-19 نتيجة لانتشار المتحور الجديد من فيروس كورونا «أوميكرون». وأعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الإغلاق المفاجئ مساء السبت، وأمر بإغلاق جميع المتاجر باستثناء ما يبيع الضروريات، كما أُغلقت المطاعم وصالونات تصفيف الشعر والصالات الرياضية والمتاحف وغيرها من الأماكن العامة من الأحد وحتى 14 يناير/كانون الثاني.
ومثلت هذه الأنباء صدمة للشعب الهولندي قبل عيد الميلاد ورأس السنة.
وطالب العاملون في قطاع الضيافة بتعويضهم عن الدخل المفقود في موسم العطلات في حين أكد أصحاب الصالات الرياضية أهمية الرياضة في أوقات الأزمات الصحية. وستغلق جميع المدارس من اليوم الاثنين ولن تفتح قبل التاسع من يناير.
لا تمديد للعطلة
قال وزير التعليم الفرنسي جان ميشيل بلانكير إن الحكومة لا تعتزم تمديد عطلة عيد الميلاد للمدارس بسبب انتشار المتحور الجديد سريع الانتشار. وقدمت بعض الدول الأوروبية موعد عطلة عيد الميلاد. ودعت فاليري بيكريس السياسية المحافظة ومرشحة الرئاسة الفرنسية تمديد العطلة حتى يمكن رصد الإصابات التي ستحدث في نهاية العام قبل عودة التلاميذ للمدارس.
درس فرض قيود جديدة
قالت صحف ايطالية أمس الأحد إن الحكومة تدرس اتخاذ تدابير جديدة لتجنب زيادة حالات الإصابة بكوفيد-19 خلال فترة العطلات وسط مخاوف من انتشار سلالة أوميكرون. وقالت «كورييري ديلا سيرا»إن رئيس الوزراء ماريو دراجي قد يفرض على من تم تطعيمهم إجراء اختبار لإثبات عدم إصابتهم بالفيروس قبل دخول أماكن مزدحمة بما في ذلك الملاهي والملاعب، وذلك بعد اجتماعه مع الوزراء في 23 ديسمبر. وستكون الاختبارات السلبية مطلوبة للدخول إلى دور السينما والمسارح بالإضافة إلى وضع الكمامات في الأماكن المفتوحة. وبموجب القواعد الحالية، يحق لمن تلقوا اللقاح أو تعافوا مؤخراً من المرض الدخول والجلوس في المقاهي المطاعم والمتاحف ودور السينما والنوادي والمباريات الرياضية.
سلالة مهيمنة
تجاوز عدد المصابين بالمتحورة أوميكرون في بريطانيا حتى يوم أمس 12 ألف مصاب، وأعلن وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد أن سلالة «أوميكرون» أصبحت هي السائدة في المملكة. وفي تصريحات متلفزة قال جاويد أمس الأحد إن الوزارة سجلت، صباح السبت، 85 حالة إصابة ب «أوميكرون» بين المرضى الراقدين في مستشفيات المملكة. وأضاف أن التنامي السريع لهذه الحالات يعرض مستشفيات بريطانيا لخطر ضغط شديد للغاية في الأفق القريب.
وذكر الوزير أن المرضى الذين ينقلون إلى المستشفيات عادة ما يتم إصابتهم قبل 17 يوماً من ذلك، موضحاً أنه قبل 17 يوماً كانت السلالة الجديدة تصيب 1% فقط من مجمل هذه الحالات، أما اليوم فتبلغ نسبة المصابين بمتحور «أوميكرون» بالذات 60% منها.
وأشار جاويد إلى أن الحكومة تدرس حالياً ضرورة فرض قيود إضافية في المملكة على خلفية تنامي الإصابات ب «أوميكرون»، مضيفاً أن السلطات لا تزال بانتظار معلومات أكثر دقة حول خصائص هذه السلالة، لكنه حذر من أن التمهل في اتخاذ إجراءات احترازية قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
وقال مستشارون علميون للحكومة البريطانية إن من «شبه المؤكد» إصابة مئات الآلاف بالسلالة أوميكرون يومياً وإن من المرجح ارتفاع عدد حالات الدخول إلى المستشفيات. وقالت المجموعة الاستشارية العلمية لحالات الطوارئ في محضر اجتماع يوم 16 ديسمبر الجاري «أعداد حالات الإصابة المسجلة بعدوى أوميكرون، والتي تم إدخالها إلى مستشفيات المملكة المتحدة، ربما تكون حوالي عُشر العدد الحقيقي بسبب تأخر بيانات تقارير المستشفيات». ووفقاً لمحضر الاجتماع، فإنه دون اتخاذ المزيد من الإجراءات لإبطاء انتشار كوفيد-19 فسوف تصل «ذروة الدخول إلى المستشفيات إلى ما لا يقل عن ثلاثة آلاف حالة يومياً في إنجلترا».
حجر ألماني على القادمين من بريطانيا
قال معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية في ألمانيا إن البلاد ستفرض حجراً صحياً على المسافرين من بريطانيا اعتباراً من منتصف ليل الاثنين/الثلاثاء وستطلب اختبار كوفيد-19 سلبياً لدخول البلاد.
وكان وزراء الصحة بالولايات في ألمانيا قد حثوا حكومة البلاد على فرض قواعد أكثر صرامة على الوافدين من بريطانيا، حيث تتسبب السلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا في زيادة عدد الإصابات. وخلال اجتماع، دعا الوزراء برلين إلى تصنيف بريطانيا من المناطق المرتبطة بتحور الفيروس وفرض حجر صحي لمدة أسبوعين على جميع المسافرين بما في ذلك من تلقوا التطعيم. وقال الوزراء في بيان «انتشار أوميكرون في المملكة المتحدة واضح جداً... علينا أن نحول دون الانتشار لأطول فترة ممكنة ونبطئه قدر الإمكان».
لا حاجة للقيود في أستراليا
قال مسؤولون أستراليون الأحد إنه لا حاجة لفرض إغلاق وقت احتفالات عيد الميلاد على الرغم من ارتفاع الإصابات بسلالة أوميكرون في سيدني إذ إن معدل التطعيم العالي في البلاد يجنب الناس دخول المستشفيات. وقال كريج هانت وزير الصحة إنه على ثقة من أن أستراليا لن تحتاج لاتباع خطى هولندا التي أعادت فرض الإغلاق في فترة عيد الميلاد ورأس السنة للحد من انتشار السلالة شديدة العدوى.
وقال هانت في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون «فصل الصيف يقترب ولدينا أحد أعلى مستويات التطعيم في العالم وظروف مختلفة تماماً. لذلك لا نرى ضرورة لذلك في أستراليا».
أول اصابة بالمتحور في ايران
قالت وزارة الصحة الإيرانية أمس الأحد، إنها سجلت أول إصابة بسلالة أوميكرون، بينما حثت السلطات الإيرانيين على تلقي الجرعات التنشيطية.وقال كمال حيدري نائب وزير الصحة في تصريحات للتلفزيون الرسمي إن المصاب بأوميكرون إيراني في أوسط العمرعاد إلى البلاد في الآونة الأخيرة. وقال حيدري «تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لعزل هذا الشخص الذي يعيش في طهران وعزل من خالطوه... هذه أول إصابة بالسلالة أوميكرون رُصدت في إيران».
