العملية 66

00:47 صباحا
قراءة دقيقتين

في كل مرة نسمع فيها عن ضبطية مخدرات، نقف إجلالاً واحتراماً للرجال المخلصين الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية حماية هذا المجتمع وشبابه، من استهداف تجار لا يعرفون الرحمة، ويبيعون الموت والسقم بكل أشكاله وصوره، ويتلونون في كل مرة بأساليب وطرق جديدة ومبتكرة، لكن رجالنا لهم بالمرصاد يستعينون بمختلف الطرق والوسائل من أجل كبح جماح هذه الرغبة في الربح التي لا تعترف بحدود دينية أو أخلاقية أو إنسانية، ولا تيأس أو تتوقف.
مليون و160 ألفاً و500 قرص من مخدر «الكبتاغون»، بقيمة سوقية تبلغ 58 مليوناً و25 ألف درهم كانت في طريقها إلينا، لولا يقظة رجال شرطة دبي، وكلنا نعرف حجم الضرر الذي سيحدث لو وجدت طريقها إلى من يطلبها، لتدمر حياته ومستقبله ليس وحده، وإنما المحيطون به في كثير من الأحيان، لكن شرطة دبي إضافة للجهات الشرطية في مختلف أنحاء الدولة عاقدة العزم على توجيه ضربات استباقية لمروجي المخدرات وتجارها، وإحباط محاولاتهم النيل من الشباب، من خلال الحرص على تطوير آليات عملها، والاطلاع على الأساليب الإجرامية، في محاولة لتوقع ورصد كل تلك الأساليب وإحباطها.
العملية 66 كما أطلق عليها، جاءت بشكل قد يظنه المهربون مبتكراً، تضمن تهريب تلك السموم في 3840 صندوقاً من ثمار الليمون، احتوى 66 منها على ثمار ليمون بلاستيكي محشو بأقراص «الكبتاغون»، ومخلوط مع الثمار الطبيعية، في محاولة من العصابة للتمويه، وإدخال المواد المخدرة إلى الدولة، لكن فرق العمل في مكافحة المخدرات وكعادتها في اليقظة، تتبعت تحركات المتهمين في كمين محكم كشف عن مخططهم الدنيء للاتجار بالسموم والإضرار بالمجتمعات.
الإمارات اليوم تتحول إلى بيئة طاردة للمخدرات بكل أنواعها وأشكالها من خلال استراتيجية للقضاء عليها، تتخذ عدة محاور على رأسها، المكافحة والوقاية وتقديم الخدمة المجتمعية لتوعية الأسر بخطر الإدمان على الفرد والمجتمع، فضلاً عن توفير العلاج في حالات الإدمان، وكذلك العمل المتواصل والحثيث لضبط تجار ومروجي المخدرات ووضع خطط استباقية، لمنع ترويج المخدرات بجميع أنواعها.
الإمارات اليوم أكثر جاهزية، لدفع هذا البلاء عن مجتمعها وسائر مجتمعات العالم، عبر استراتيجية متكاملة، تعمل على مختلف الصعد، تتضمن مجابهة عصابات تهريب المخدرات والمتاجرين بها ومروجيها من جانب، ونشر ثقافة الوقاية من المخدرات لمنع الوقوع في براثنها من جانب آخر، إضافة إلى توفير العلاج المناسب للإدمان وإعادة التأهيل والإدماج المجتمعي، لذلك علينا جميعاً دعم تلك الجهود والمساهمة فيها سعياً للوصول على مجتمع خالٍ من المخدرات، ونسأل الله التوفيق للرجال الساهرين من أجل تحقيق هذا الهدف.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"