إعداد – محمد ثروت
قبل ساعات قليلة على بدء العام الميلادي الجديد 2022 يثور تساؤل حول ما سيشهده العالم في هذا العام، بعد التغيرات الهائلة التي وقعت في العامين الماضيين، جراء جائحة «كورونا»، والكثير من التطورات التقنية الهائلة.
وبحسب موقع CNET الأمريكي، فإن هناك حقيقة واحدة تتعلق بالتكنولوجيا والصحة والمال والنقل والحياة العائلة، وهي أن الأشياء تتغير وبشكل سريع.
ورصد الموقع 5 اتجاهات توقع أن تكون بمثابة الزلزال الذي سيواجهه العالم في العام الجديد.
الوباء ومستقبل الصحة
فاجأ وباء كورونا العالم، فعندما أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم 11 مارس/ آذتر 2020 عن هذا الوباء العالمي، فإن الكثيرين لم يتوقعوا أن تؤدي الجائحة إلى عامين تقريباً من الإغلاق، والتباعد الاجتماعي، والاضطرابات.
بدا أن الأمور تعود إلى طبيعتها مرة أخرى في منتصف عام 2021، ولكن تسببت سلالة «دلتا» ومتحور «أوميكرون» في إعادة فرض القيود مجدداً.
ويثير عام 2022 تساؤلاً محورياً، حول ما إذا كان سيشهد تحول وباء كورونا إلى مرض متوطن، هذا ما نأمله، إذ يمكن أن يتبع العالم النموذج الآسيوي، حيث يرتدي المواطنون هناك القناع الطبي، ويواصلون حياتهم بشكل طبيعي حتى وهم مرضى.
وتوقع التقرير ألا تعود الرعاية الصحية أبداً إلى مرحلة ما قبل الوباء، حيث ستنتشر الخدمات الصحية التي يتم تقديمها عن بُعد، بواسطة الفيديو كول.
وفي الوقت نفسه، فإن الوباء العالمي غيّر كثيراً من طريقة اختراع اللقاحات التي كانت تستغرق عقوداً في السابق، بعد اكتشاف اللقاحات المضادة لـ«كوفيد 19» في غضون 10 أشهر فقط، باستخدام علم الوراثة، ما يمثل أحد أعظم الاكتشافات الطبية في القرن الحالي.
العمل عن بُعد والاستقالات الكبرى
كانت المدارس والأعمال هي أكثر القطاعات التي تأثرت بجائحة «كورونا». وبينما عادت المدارس مرة أخرى إلى وضعها شبه الطبيعي، فإن عودة العمل كالمعتاد تسير بوتيرة أبطأ، حيث بدأ بعض أصحاب الأعمال يلجأون إلى خيار العمل عن بُعد، وقام آخرون بتعديل أماكن عملهم كي يكونوا أقرب إلى عائلاتهم، أو انتقلوا من زحام وضجيج المدن إلى مناطق أكثر هدوءاً.
وفي الوقت نفسه، فإن أصحاب الأعمال أصبحوا أكثر رغبة في استمرار نهج العمل عن بُعد، خاصة في ظل المكاسب الإنتاجية، والقدرة على تقليص ممتلكاتهم من العقارات التجارية، لتوفير الكثير من التكاليف المالية.
وربما يكون الاتجاه المفاجئ في عام 2022 هو ظاهرة الاستقالات الكبرى، حيث يتخلى الكثير من الناس عن وظائفهم، ويفضلون حياتهم عليها. وفي ديسمبر/ كانون الأول الجاري، قالت وزارة العمل الأمريكية إن عدد الأشخاص الذين يستقيلون من وظائفهم لا يزال في مستويات قياسية.
العملات الرقمية والتضخم
سوف تكون هناك مراقبة عن كثب لتضخم العقارات والسيارات في 2022، بعد الأرقام المذهلة في العام الجاري، ولكن هناك سؤال محوري حول ما إذا كانت أسهم التكنولوجيا وأسهم النمو الأخرى نفدت قوتها، أو أنها تستعد لجولة أخرى.
ووفقاً للحديث عن النمو، فإن العملات المشفرة وصلت إلى ارتفاعات جديدة، وجذبت المزيد من الاهتمام، حيث تجاوز تطبيق تبادل العملات المشفرة Coinbase كل من «تيك توك»، و«يوتيوب»، ليصبح التطبيق الأكثر تحميلاً في متجر تطبيقات «أبل»، خلال عام 2021.
ويرى الكثير من الناس أن العملة المشفرة «بيتكوين»، الأشهر عالمياً، كحائط صد ضد التضخم.
سباق الفضاء
يعد سباق الفضاء الجديد أحد أكثر التطورات دراماتيكية في 2022، حيث تتعاون الصين وروسيا في إنشاء قاعدة على سطح القمر في 2030، وأعلنت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» عن روادها العشرة القادمين، من أجل مهمة على القمر مستقبلاً.
وقامت شركات الفضاء الخاصة مثل سبيس إكس، فيرجين جلاكتيك، وبلو أوريجين، بإرسال مدنيين إلى الفضاء في 2021، وتتنافس فيما بينها حول وعود مستقبل السياحة الفضائية، وسوف تكون طموحاتها أكبر في 2022.
ثورة السيارات الكهربائية
من المتوقع أن يشهد عام 2022 طفرة عملاقة في مجال السيارات الكهربائية، بعد الطفرات التي حدثت بالفعل في هذا المجال خلال العام الجاري، حيث أصبحت السيارة تسلا موديل 3 الأكثر مبيعاً في أوروبا في سبتمبر/ أيلول الماضي.
ويتوقع إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا أن تكون السيارة تسلا موديل واي، هي الأفضل مبيعاً حول العالم من حيث العائدات في العام المقبل، حيث تستطيع التفوق على فورد إف 150، وتويوتا كورولا.
