المستقبل موقف من الحياة

01:47 صباحا
قراءة دقيقتين

صفية الشحي

إن التفكير المستقبلي هو موقف من الحياة، وأرض خصبة لمختلف الإمكانات والفرص والخيارات، تنهل منها المؤسسات الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي دائماً ما شجعت على تصميم المستقبل وابتكاره، باستخدام أدلة بناء واستطلاع المستقبل المعمول بها عالمياً. الأمر الذي يحتاج إلى تعزيز الوعي المستقبلي وأهميته في الاستعداد للتحديات والمتغيرات المتوقعة، وبناء القدرات الوطنية القادرة على ممارسة هذه القيمة في عملها اليومي.

في دليلها للاستشراف الحكومي، الذي أطلقته مؤخراً مؤسسة استشراف المستقبل بأبوظبي، تمت الإشارة إلى خمس خطوات رئيسية يمكن أن يستخدمها العاملون في المؤسسات الحكومية هي: تحديد الإطار العام للدراسة من خلال فرق استشراف المستقبل، استكشاف المحركات وقوى التغيير التي تشكل المستقبل من خلال فرق مسح الأفق، تحديد المحركات الحرجة وبناء السيناريوهات وتوصيفها وتحليل التداعيات من خلال فرق السيناريوهات المستقبلية.

ويشير دليل (خمس خطوات للمستقبل) إلى أن هناك ممارسات يومية تعزز التفكير المستقبلي في المؤسسات الحكومية، وهي الاطلاع على كل جديد في شتى المجالات، توسيع نطاق الرؤية؛ بحيث يتم الاستفادة من تداخل القطاعات والتخصصات، تعزيز التصور والتخيل خاصة في تناول القضايا المعقدة والمترابطة، الاستمرار في طرح الأسئلة الصحيحة للتحقق من الروابط والأسباب والافتراضات، وتشجيع العالمين في الفرق المختلفة على ممارسة المرونة في طرق التفكير المؤسسي.

إن لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مهندس المستقبل، عبارة مفادها: «إن المستقبل ملك لجميع البشر، لكن الذين ينالون حصة فيه هم فقط الذي يلبون نداءه» وتلبية نداء المستقبل لا تعني التنبؤ به؛ بل استثمار المخيلة من أجله، والتجرد من أية معوقات قد يفرضها الواقع المعاش، والرغبة في القيام بخطوات تحقق التغيير الجذري، وهي أمور لا تقتصر على رأس الهرم في أي مؤسسة وحسب؛ بل تشمل كل الفرق والعاملين فيها؛ بحيث يصبح لكل رأي وزن، وتصبح للمعلومات مهما بدت غير واقعية، فرصة لتكون جزءاً من محركات التغيير.

البداية تتمثل في غرس بذور المستقبل في الأجيال الجديدة، من خلال القصة والأمثولة والمحاكاة. كما أن القطيعة بين بعض المناهج التعليمية الكلاسيكية يجب أن توصل، عبر أفكار العقول النيرة، القادرة على تغذية مصادرنا التعليمية بهذا الغرس، مهما بدا لنا غريباً عن فكرة المستقبل. إضافة إلى الإيمان بأن جذور التفكير المستقبلي موجودة في جوهر فطرتنا السليمة، وحركانا البشري الأول نحو تغيير واقع حياتنا إلى الأفضل، وفي ذلك الكثير من الدروس المستلهمة، التي تساعدنا على تصميم مستقبل لا يعرف الانتظار ولا التأجيل، ولا التراخي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"