عادي
باستخدام التقنيات الرقمية والتكنولوجيا

النمسا..رحلة توقظ الحواس في جبال الألب الشاهقة

00:32 صباحا
قراءة 4 دقائق
Video Url
جناح النمسا في اكسبو تصوير صلاح عمر
جناح النمسا في اكسبو تصوير صلاح عمر
جناح النمسا في اكسبو تصوير صلاح عمر
جناح النمسا في اكسبو تصوير صلاح عمر

إكسبو 2020 دبي : يمامة بدوان

«النمسا.. رحلة توقظ الحواس الخمس»، عبارة زينت مدخل جناح النمسا في «إكسبو 2020 دبي»، ما يدفع الزائر إلى خوض تجربة فريدة، حيث يمكنه استنشاق عبق أشجار الصنوبر كأنه في جبال الألب الشاهقة تماماً، بل ويلامس في يديه أقدم طين جرى استخدامه في بناء المنازل، فتأخذه تلك الملامسة إلى قدم التاريخ العريق الذي تمتاز به النمسا. كما يمكنه تحويل ضربات قلبه إلى صورة ضوئية، وتحويل الهواء حوله إلى صورة بصرية أخرى، وسماع صوت طبيعة البلاد وموسيقاها الكلاسيكية المُلحنة بأسلوب عصري، في مزيج فريد بين الطبيعة والتكنولوجيا.
«الخليج» تجولت في جناح النمسا، المصمم بمخروطاته البيضاء ال38، التي يراوح ارتفاعها بين 6 أمتار، و15 متراً، وعايشت تجارب الحواس الخمس، في رحلة ملهمة، تحاكي النظر، والسمع، والشم، والتذوق واللمس، باستخدام تقنيات تكنولوجيا تفاعلية تجمع بين التجارب الحسية والرقمية.

وكانت البداية في رسوم الترحيب بالزائرين، التي حُفرت على الجدار الطيني، بأكثر من رمز، في دلالة على اختلاف اللغات والثقافات حول العالم، ثم رسوم أخرى تظهر المقارنة بين الإمارات والنمسا، وما تشتهر به كل دولة ومدى التقارب بينهما، وصولاً إلى تجربة أكثر أنواع القهوة شهرة في فيينا، والتي تعود لعام 1862.

100 فعالية

وأوضحت بياتريكس كارل، المفوضة العامة للجناح، أن البناء يقدم نموذجاً مبتكراً لطريقة دمج أساليب البناء العربية التقليدية مع الابتكارات النمساوية الحديثة، ويتجلى ذلك بوضوح، بالاعتماد على مواد بناء طبيعية ومقاربة تعتمد على الاستخدام الذكي والمنخفض للوسائل التقنية، لإيجاد توليفة ممتازة تعمل على توفير الموارد في مختلف مجالات الحياة الحيوية.

وتابعت أن النمسا تعزز مشاركتها في «إكسبو 2020 دبي» ببرنامج حافل بأكثر من 100 فعالية، تركز على قضايا جوهرية، تبرز التحديات التي يواجهها العصر الراهن، مثل الحفاظ على الطبيعة، والأمن الغذائي والمنتجات الإقليمية، التقنيات الحديثة، مستوى الوعي وأكثر، لتقديم تجارب متجددة للضيوف في كل زيارة، وخلق منصة للالتقاء والتعاون بين رجال الأعمال والسياسيين والفنانين والأكاديميين وكثير من الأشخاص الآخرين.

وأشارت إلى أن من هذه الفعاليات الحالية، المعرض الفني تحت مسمى «مستقبل العمل، والحياة والتعليم» ويستمر حتى 6 يناير/ كانون الثاني 2022، ويجمع وجهات نظر مختلفة يتبناها الفنانون النمساويون عن العمل، والاستغلال، والعلوم والانتماء، كما ينصبّ تركيزه على الأعمال التي تتناول الموضوعات استطرادياً، وحسيّاً وعاطفيّاً.

تسلسل مكاني

وأضافت أن الجناح النمساوي يضم أقساماً عدة، وكل منها يوفر تجربة مختلفة تقرّب النمسا إلى مخيلة الزائر، فهنالك مثلاً قسم خاص بحاسة السمع، حيث تتناغم فيه الموسيقى مع حركات الضيف، وقسم حاسة الشم ويتميز بأرضيته المصنوعة من خشب أشجار الصنوبر الصخري الشهير برائحته العطرة، ما يجعل الجلوس فيه أشبه بنزهة في قلب الغابات النمساوية، إلى جانب قسم حاسة النظر وتتوسطه طاولة تملأها الرمال وتتحرك فيها كرة معدنية تبرمج لتتحرك تلقائياً وترسم لوحات تأسر الناظرين، وهنالك المقهى الذي يحضر بعضاً من نكهات النمسا الشهيرة.

وذكرت أن النمسا أرادت أن يكون تصميم جناحها في «إكسبو دبي» محاكياً لتقاليد المنطقة العربية هدية من النمسا إلى الإمارات، حيث يدمج بين فنون العمارة العربية التقليدية وأفضل التقنيات النمساوية، لإيجاد توليفة ذكية تعمل على توفير الموارد في مختلف مجالات الحياة الحيوية، وليجسد شعار إكسبو «تواصل العقول، صنع المستقبل» ما يجعله مثالاً للطريقة الناجحة في الدمج بين الشرق والغرب.

التغير المناخي

ولفتت كارل، إلى أن جناح النمسا، يتبنّى معايير الاستدامة إلى أقصى حد، وفي سبيل دعم رؤية «إكسبو 2020 دبي» في تنظيم أحد أكثر المعارض العالمية ديمومة بيئياً، فقد عمدت النمسا إلى بناء جناحها المثير للإعجاب باستخدام مواد صديقة للبيئة وبخصائص فيزيائية، تجعله يحتاج إلى طاقة أقل بنسبة 70% مقارنة بالأبنية الموجودة في ظروف مناخية مشابهة لتلك في الإمارات، حيث تعمل الاختلافات في ارتفاعات المخاريط المفتوحة من الأعلى، على توليد تيار هوائي بارد على نحو مستمر، كما تسهم التهوية الليلية، والكتلة الحرارية العالية للمخاريط وطلائها الخارجي الأبيض في خفض الحرارة، لتخلق جواً لطيفاً في الجناح من دون الاعتماد على وسائل التبريد التقنية الحديثة.

منصة المعرفة

وقالت إن «آي لاب»، يمثل منصة المعرفة في الجناح النمساوي، حيث يتيح الفرصة أمام زواره للتعرف إلى قوة النمسا الإبداعية في مختلف المجالات، ويضم 52 ابتكاراً نمساوياً تُعرض بأسلوب رقمي وفيزيائي، ويتم العمل فيه على مرحلتين، تضم كل منهما 4 مجموعات مختلفة السمات، هي: المدينة الذكية، الاقتصاد الدائري، التنقل، الفرص الرقميّة، الزراعة المائية، المواد الحديثة، علوم الصحة والحياة والأمن الرقمي.

وأضافت أن من هذه الابتكارات مشروع رييجين الدولي، الذي يهدف إلى تدوير معادن الأرض النادرة مثل السكانديوم والإيتيريوم الموجودة في النفايات الإلكترونيّة من دون التأثير سلباً في البيئة، باستخدام البكتيريا والطحالب، ومختبر المدينة الذكي «سي آي إل» وهو منصة تفاعليّة مخصصة للبحث عن طرق وتقنيات تساعد في التخطيط العمراني في المستقبل، حيث تعتمد على الدمج بين تقنيات رقميّة حديثة وأساليب مبتكرة مع بيانات ضخمة وأدوات تخطيط عمراني تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ويتيح المختبر إمكانية اختبار أدوات الواقع المعزز والعمليات أثناء سيرها بشكل ثلاثي الأبعاد على منصة تفاعلية.

ثقافة القهوة

وعن روح الضيافة النمساوية، ذكرت كارل أن المقهى الموجود في الجناح، يتيح لزواره إمكانية التعرف إلى أصالة هذه الروح، فهو يقدم علامة «يوليوس مينل» الشهيرة، وهي محمصة قهوة نمساوية منذ عام 1862، وتُعد سفيراً عالمياً لثقافة قهوة فينيا، ولطالما حرصت على تقديم ابتكار يسعد الزبائن بأجود أنواع القهوة والشاي الفاخر، وغير ذلك، عبر تاريخها وخبرتها الممتدة عبر الأجيال.

وأضافت أن أكثر من 5 ملايين شخص يوميّاً، ومليارين سنوياً، يستمتعون بقهوة فينيا، كما يمكن للزائرين الاستمتاع بنكهة مياه جبال الألب، بفضل شركة جاشتاينر، التي تقدم مياهاً معدنية نابعة من أعماق جبال الألب الشاهقة، وهي أول شركة مياه نمساوية تدخل السوق الإماراتية، وبالطبع فإن هنالك مجموعة كبيرة من المأكولات والحلويات النمساوية التقليدية التي يقدمها المقهى، مثل كيكة زاخر الشهيرة، شترودل التفاح، والشنيتزل الشهي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"