عادي
تشارك في «إكسبوجر» بلقطات عن وحشية الصراعات

يانا أندرت: الحضارات والأطفال أكبر ضحايا الحروب

22:57 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: «الخليج»
ترى يانا أندرت المصورة والمخرجة التشيكية أن آثار الحروب والصراعات تظهر بوضوح على الحضارات والأطفال، حيث تدمر أحلام الطفولة، وتندثر أمامها صروح مهمة من معالم الإرث الحضاري الإنساني، لذلك تتناول في صورها التي تشارك بها ضمن المعارض الفردية في النسخة السادسة من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» 2022، مناطق الصراعات والحروب التي تعاني ظروفاً إنسانية قاسية في أسوأ الكوارث البشرية في العصر الحديث.

يحمل معرضها الفردي ضمن المهرجان الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في الفترة من 9 - 15 فبراير المقبل في مركز إكسبو الشارقة عنوان «من قلب الحرب على داعش»، ويغطي فترة وجودها في العراق وسوريا في الفترة 2016 – 2021، وتوثق صورها الدمار والمعاناة الإنسانية التي سببتها الحرب على داعش وعلى آثارها السلبية التي لا تزال مستمرة إلى الآن على حياة الكثير من سكان تلك المناطق.

وتركز أعمال أندرت على منطقة الشرق الأوسط، وبشكل خاص العراق وسوريا، حيث غطت الحرب على تنظيم داعش، بالإضافة إلى قوات البشمركة في منطقة الباشقة في العراق لمدة 5 أشهر، وفي عام 2016، غطت عملية الجيش العراقي لتحرير الموصل من داعش، حيث رافقت قوات العمليات الخاصة العراقية لمدة ثمانية أشهر.

نُشرت أعمال أندرت في كبرى المحطات والمجلات الإعلامية العالمية مثل «سي إن إن»، و«آي تي في»، و«ديرشبيغل»، وتمت مناقشة حياتها وأعمالها كمصورة في مناطق الحروب والصراع في الفيلم الوثائقي القصير «وراء عدستها» الذي فاز بجوائز عالمية.

وعن عملها مصورة في مناطق الصراع، واللحظات التي تعرضت حياتها للخطر، تقول أندرت: «نعم، واجهتُ مواقف عدة، خصوصاً خلال تغطية تحرير الموصل والحرب في ليبيا، كان أحدها في الموصل خلال صباح بارد وممطر في إحدى العمليات، كنا ننتظر التمهيد الجوي من قوات التحالف لاستهداف مبنى يختبئ فيه قناصة من تنظيم داعش، وكانت الوحدة العسكرية تنتظر خلف مبنيين كبيرين يفصل بينهما شارع، وكانت العديد من عربات الهامفي المدرعة والدبابات تقف حول المبنيين، وانتظرنا طويلاً، ثم قررت الصعود إلى داخل إحدى العربات لأني شعرت بالبرد الشديد، وعندما جلستُ، سمعت انفجاراً مدوياً».

وتتابع: «كان باب العربة مفتوحاً، شعرت بالحرارة تحيط جسدي، وسمعت صراخاً كثيراً، وخرجت من العربة لأفهم ما الذي يجري، كان المشهد مروعاً، حيث إن الجنود الذين كانوا أمام المبنى الثاني بجانبنا تعرضوا لهجوم سيارة مفخخة، وكانت العربات معبأة بالذخيرة، وبدأت بالاحتراق والانفجار، ورأيتُ مجموعة من الجنود المصابين إصابات خطيرة، واستغل تنظيم داعش تلك اللحظة لإعادة تموضع القناصين الذين فتحوا علينا نيران رشاشاتهم، ورأيت جنوداً يحاولون إنقاذ المصابين عندما سحبني أحد الجنود إلى داخل المبنى حفاظاً على سلامتي».

ومن بين الصور التي تشارك بها أندرت ضمن معرضها في مهرجان «إكسبوجر» 2022، توجد صورة لطفل جريح يعالجه فريق طبي، حيث كان الطفل يلعب خارج المنزل عندما سقطت قذيفة هاون على الأرض، وعندما تم نقله إلى المستشفى العسكري الميداني، كان الطفل لا يزال في حالة صدمة وغير قادر على الكلام، وتوثق هذه الصورة المؤلمة معاناة المدنيين والأطفال الذين يشكلون أكبر ضحايا الحروب، والتقطتها في مستشفى الموصل الميداني أثناء عملية تحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش.

وتوجه أندرت النصيحة للمصورين الشباب، قائلة: «لا تسير الأمور دائماً كما نتوقعها في مجال التصوير الفوتوغرافي، ونصيحتي للمصورين الشباب أن يتعلموا التكيف مع جميع المواقف، وأن يحرصوا على سلامتهم، وألا يبالغوا في انتظار اللحظة المثالية المناسبة، لأن كل شيء يحدث في الوقت الحالي».

وعن مشاركتها في منصة مخصصة للمصورين مثل مهرجان «إكسبوجر»، قالت: «يشرفني أن أشارك في دورة العام الجاري من «إكسبوجر»، لأنه منصة رائدة، ويسعدني أن أحظى بهذه الفرصة لعرض أعمالي إلى جانب نخبة من المصورين العالميين، حيث يعد المهرجان حدثاً استثنائياً يوفر للمصورين مساحة لعرض أعمالهم والأفكار التي يؤمنون بها».

طفلة الظلام

عن الصورة التي غيرت مجرى حياة يانا أندرت، تقول: «إحدى الصور التي تركت أثراً كبيراً في نفسي، صورة طفلة صغيرة تقف في الظلام أمام عدد من الجنود، يحمل أحدهم في يده مصباحاً، ولن أنسى النظرة البريئة على وجه الطفلة، فهذه الصورة التي التقطتها في جبال العاشقة في خط الجبهة الأمامي لقوات البشمركة تذكرني دائماً ببراءة الأطفال حتى خلال الحرب، حيث نزحت هذه الطفلة مع عائلتها من الموصل التي كانت لا تزال تحت سيطرة تنظيم داعش».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"