عادي
ترحيب أممي بأي تحرك يسهم في هزيمة التنظيم الإرهابي

إطاحة زعيم «داعش» تمنح بايدن انتصاراً عسكرياً كبيراً

01:31 صباحا
قراءة 3 دقائق
امرأة مع ولدها تجمع حاجيات من منزل زعيم "داعش" القتيل (ا ف ب)

منحت عملية الإنزال الأمريكية في عمق سوريا والتي انتهت بمقتل زعيم تنظيم «داعش»، أحد أهمّ المطلوبين في العالم، الرئيس جو بايدن انتصاراً عسكرياً كبيراً يتوق إليه الرؤساء عادة، وكان سيّد البيت الأبيض بأمسّ الحاجة إليه في هذا الوقت تحديداً، فيما أكّد الجنرال الأمريكي كينيث ماكنزي أنّ القوات الأمريكية لم تقتل زعيم «داعش» ومنحته فرصة لتسليم نفسه، قبل أن يختار في نهاية المطاف تفجير نفسه، في حين أعربت الأمم المتحدة، عن قلقها بشأن الخسائر المدنية المبلغ عنها في أعقاب الهجوم الأمريكي، لكنها رحبت بأي تحرك يسهم في هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي.

رد على الاتهامات بالضعف

وقال بايدن الخميس إنّ الولايات المتحدة «أزالت تهديداً إرهابياً كبيراً في العالم» بمقتل الزعيم «المروّع» لتنظيم «داعش» أبو إبراهيم الهاشمي القرشي. وأمام أزمة مع روسيا بشأن أوكرانيا، وسلسلة تجارب صاروخية كورية شمالية، وفرصة تتضاءل للحدّ من برنامج إيران النووي، ونبرة صينية متصاعدة إزاء تايوان، تبدو ملفات السياسة الخارجية لبايدن شاقّة. وبذل معارضو بايدن الجمهوريون جهوداً حثيثة لإظهار الرئيس الديمقراطي بمظهر الضعيف ما يجعل العالم أكثر خطورة. وماذا كان ردّ بايدن؟ صور منزل مدمّر في منطقة إدلب حيث فجّر القرشي نفسه، وصورة نشرها البيت الأبيض تظهر الرئيس ونائبته كامالا هاريس في غرفة العمليات خلال الغارة.

إشادة من الخصوم

وعلّق الرئيس الأمريكي على عملية الإنزال التي لم يتكبّد فيها جيشه أيّ خسائر بشرية بالقول إنّ مقتل القرشي «يوجّه رسالة قوية للإرهابيين في أنحاء العالم: سنلاحقكم ونجدكم». وحتى الآن كان أكثر ما ارتبط به سجلّ بايدن بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، هو الخروج المذلّ من أفغانستان. لكن بعد مقتل زعيم التنظيم الارهابي، حقّق الرئيس الأمريكي انتصاراً عسكرياً جلياً. وقال بايدن في خطاب إلى الأمة إنّ «هذه العملية شهادة على قدرات أمريكا». وحتى الجمهوريون الذين لطالما انتقدوا بايدن بشأن روسيا وإيران والصين، لم يتمكّنوا من تجنّب الإشادة بالعملية العسكرية النموذجية على ما يبدو، والتي نفّذت تحت جنح الظلام الدامس. وقال السيناتور ميت رومني «إنها أخبار طيّبة جداً». واعتبر السيناتور جون ثيون، ثاني أكبر الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ، الغارة «تطوراً إيجابياً» و«نموذجاً لسير الأمور» عند استخدام وحدات خاصة. وقال السيناتور ليندسي جراهام «أثمّن حقاً عملية مكافحة الإرهاب»، مع أنّه خفّض من شأنها بقوله إنّ الإدارة «صمّاء وخرساء عندما يتعلّق الأمر بالتهديدات الراديكالية المتزايدة التي تخرج من أفغانستان».

ماكنزي: منحناه فرصة للنجاة

من جهة أخرى، قال ماكنزي الذي يترأس القيادة المركزية للجيش الأمريكي (سنتكوم) إنّ زعيم التنظيم الارهابي «قتل نفسه مع عائلته من دون قتال، في وقت كنّا نحاول دعوته إلى تسليم نفسه ومنحناه فرصة للنجاة». وأضاف: «بسبب الانفجار في الطابق الثاني، عثرت القوات الأمريكية على زعيم «داعش» ميتاً على الأرض خارج المبنى»، موضحاً أنّ «التحليل الرقمي للبصمات وفحص الحمض النووي أكّدا» هوية القرشي. وكان مسؤول كبير في البيت الأبيض قال إن الولايات المتحدة والحكومة العراقية وشركاء آخرين بالتحالف عازمون على مواصلة قتال «داعش» والتصدي للتهديد الذي تواجهه أوطانهم.

وكان رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، اعتبر أن مقتل زعيم تنظيم «داعش» جاء امتداداً لجهود القوات الأمنية العراقية.

وفي هذا الإطار، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق: «أخذنا علماً بإعلان رئيس الولايات المتحدة جو بايدن بشأن مقتل أبو إبراهيم القرشي، زعيم تنظيم«داعش»، ونلاحظ بقلق التقارير التي تفيد بوقوع إصابات بين المدنيين». وأضاف: «تنظيم «داعش» ارتكب جرائم شنيعة وجلب المآسي والوفاة لآلاف الرجال والنساء والأطفال»، ونريد أن ننتهز هذه اللحظة لتذكر ضحايا وعائلات ضحايا الإرهاب في جميع أنحاء العالم. وأكد أن منظومة الأمم المتحدة بأكملها متحدة في جهود العمل ضد تنظيم«داعش»، لذا، فإن تحقيق«أي نجاح ضده جدير بالترحيب».

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"