عادي

أقنعة رينيه توثق الثقافات المهددة بالزوال

21:49 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: زكية كردي

وما زالت الأقنعة الإفريقية تحتفظ ببريق وجاذبية غموضها عبر الزمن، إنها تبدو تماماً مثل لغز يصعب حله بالأسئلة العادية؛ بل هي أقرب إلى دعوة إلى التجرد من معظم المعارف العصرية التي تشكل ثقافتنا من أجل الغوص في متاهات هذه الرموز التي تدلي إلى بوابات كبيرة من المعرفة البشرية الفطرية، تلك التشكيلات التي تستحضر إيقاع الأرض الأم وتصنيفاتها وأساطيرها ربما، هذا ما يدور في الذهن أثناء التجول بين صور الأقنعة للمصور الوثائقي وصانع الأفلام كريس رينيه، الذي حظي بتقدير عالمي نظراً لمهارته في توثيق الثقافات المهددة بالزوال حول العالم.

تستوقفك في هذه الصور الرموز، التي استلهمت منها تلك القبائل هذه الأقنعة، لتطرح الكثير من الأسئلة حول الأساطير التي تتحلق خلف هذه الأقنعة والحكايات الكثيرة التي يمكن أن تحكيها، قبل أن تعيدك إلى التساؤل عن هويتك الخاصة، عن فطرتك الأولى والشخص الذي كان يمكن أن تكونه أو تمثله بعيداً عن الأقنعة، قبل أن تعيدك الملاحظة إلى مصادر الإلهام المشتركة لدى القبائل البدائية التي لا تزال تحتفظ بفطرتها وثقافتها بعيداً عن تأثيرات الحضارة، فهناك خطوط مشتركة تعود لمصادر الإلهام المتمثلة بالطيور والحيوانات والآلهة البوذية.

جاءت بعض الأقنعة شبيهة بالنسر مضافاً إليها مكملات بالزي تعزز حضور الطائر القوي لدى مرتديه، وهناك أقنعة مستوحاة من الغزال بقرونه القوية الصارخة في وجه الطبيعة، وأخرى من تصورات الإنسان البدائي عن حضور الآلهة في هذه الثقافات، والتي تبدو مرسومة بملامح غاضبة ومثيرة للخوف حيناً، أو صامتة ومثيرة للارتياب حيناً آخر، إضافة إلى الأقنعة التي تبدو وكأنها ارتبطت بشخصيات الأساطير مثل قناع جوجون المترامي الطول.

لا بد من التوقف عن التفاوت في أحجام الأقنعة والأزياء التي قد تكون بأحجام طبيعية لدى بعض القبائل، أو بأحجام ضخمة تؤكد على حضور هذه الشخصية.

أما العنصر الأخير، فهو الألوان الرائعة التي غذت هذه الأقنعة، وهي ألوان طبيعية مستوحاة من عناصر البيئة التي تعبر عنها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"