منصات تعليمية نوعية

00:01 صباحا
قراءة 3 دقائق

في ضوء الحراك الثقافي والتعليمي، الذي تشهده الدولة، أرى أن المشاريع التي يتم افتتاحها ترتبط جميعها بطريقة أو أخرى بالمشهد التعليمي والثقافي، فمثلاً شهد المجتمع الإماراتي بمختلف مكوناته قبل أيام افتتاح وجهتين بارزتين ومتميزتين، هما «سفاري الشارقة» و«متحف المستقبل» اللذان يعتبران منصات تعليمية بامتياز.
وفيما يتعلق بسفاري الشارقة، الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مؤخراً، فهو أحد أكبر المشاريع السياحية الحديثة خارج نطاق الجغرافيا الإفريقية، وبافتتاح هذه الوجهة المتميزة أضافت الإمارة إلى سجل منجزاتها صرحاً ترفيهياً وتعليمياً جديداً، سيقود إلى مخرجات ثقافية وتعليمية مهمة، وسيسهم برفد الزوار بتجربة ترفيهية وتعليمية مذهلة، لاسيما فئة الطلبة، الذين يمكنهم إثراء رصيدهم المعرفي والتعليمي.
ويعتبر سفاري الشارقة، الذي يشغل مساحة واسعة ورحبة تضم أكثر من 120 نوعاً مختلفاً من الحيوانات، وما يزيد على 100 ألف شجرة محلية وإفريقية، وجهة مهمة لإثراء وعي الطلبة وتغذية عقولهم بجرعات مكثفة من المعلومات التاريخية والجغرافية والبيئية وغيرها.
ومن المؤكد أن زيارة هذه الوجهة سيسهم في تعزيز مدارك الزوار وطلبة المدارس، وذلك من خلال ركيزتين أساسيتين، الأولى عبر الجنوح الطبيعي والتلقائي لدى الأفراد إلى المعرفة، أو فيما يعرف بالفضول وغريزة الاطلاع والاكتشاف؛ حيث تقود زيارة هذه الوجهة إلى إطلاق مخيلات الطلبة والزوار عموماً لمحاولة معرفة أنواع الحيوانات والنباتات «الأشجار» التي تزخر بها سفاري الشارقة، وبالتالي البحث عن الإجابات.
أما الركيزة الثانية فتعتمد بالدرجة الأولى على الأسر، بمعنى أن الأسر عليها واجب الاطلاع قبل زيارة المكان على أبرز ما يتضمنه من حيوانات وأشجار وغير ذلك، والبحث عن المعلومات الضرورية بشأنها حتى يتمكنوا من الإجابة عن أسئلة أطفالهم التي ستكون وبدون أدنى شك كثيرة ومتنوعة، وبهذه الطريقة تستطيع الأسر قضاء إجازة ترفيهية ممتعة بصحبة أبنائها، وفي الوقت ذاته تكون قد نجحت في تزويد رصيد أبنائها من المعلومات المهمة؛ بل والمهمة جداً؛ بحيث تتحول الرحلة وبشكل تلقائي إلى إجازة ترفيهية تعليمية.
أما المشروع الثاني الذي تم افتتاحه ويدخل أيضاً في إطار المنصات التعليمية التي ستثري المشهد الثقافي والفكري في الدولة، فهو «متحف المستقبل» الذي اكتسب عن جدارة واستحقاق لقب أجمل مبنى في العالم، باعتباره أيقونة معمارية من الداخل والخارج، فضلاً عن كونه منصة علمية وثقافية ستشهد معروضاته تغييراً كل 6 أشهر بشكل دوري.
وإلى جانب تغيير المعروضات، فإن المتحف مجهز ليستقبل وينظم مختلف الفعاليات والأنشطة الثقافية والعلمية والفكرية والأدبية، كتنسيق ورش العمل وإطلاق واستقبال البرامج والدورات التدريبية، وعقد الجلسات الحوارية وتنظيم الحلقات النقاشية لتناول ومناقشة الأبحاث والإبداعات العلمية والخوض في المجالات التقنية والابتكارية وغيرها من المواضيع العديدة، مما يشكل نقلة نوعية لطلبتنا وأطفالنا الذين سيكتسبون عبر زيارته العديد من المهارات والمعلومات التي تثري مخيلاتهم وترتقي بمداركهم وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة.
وفي المحصلة، فإن زيارة «سفاري الشارقة» و«متحف المستقبل» تعتبر ضرورة ملحّة، وعلى طلبتنا استثمار هاتين المنصتين كوجهات تعليمية وترفيهية، كونها ستسهم إلى جانب قضاء الأوقات الترفيهية مع العوائل، في تعزيز قدرات الطلبة والأطفال والزوار عموماً، وستثري تجربتهم وتزودهم بمعارف مختلفة تتعلق بالعديد من المجالات الجغرافية، والبيئية، والحيوانية، إلى جانب الابتكار والعلوم والبحوث وغيرها، تمهيداً لبناء مستقبل مستدام للأجيال المقبلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"