أكاديمية الاتحاد الدولي للناشـريـن فـي الشـارقــة

تنطلق اليوم الاثنين في الشارقة أكاديمية الاتحاد الدولي للناشرين، وبحسب المادة التي جمعتها حول الاتحاد قبل كتابة هذا المقال، فالأكاديمية هي المبادرة الأولى في تاريخ الاتحاد الذي تأسس في باريس عام 1896، ويعود قيام الأكاديمية، وبالتالي، وظائفها النشرية المهنية على مستوى العالم كلّه إلى جهود وإرادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، والتي قالت للصحافة قبل أيام قليلة إنها تحدّثت بشكل مباشر إلى أكثر من ١٥٠ شخصية من كبار المسؤولين التنفيذيين في منظومة النشر في أكثر من ٤٠ دولة حول العالم، وهو عمل كبير وصعب، ويتطلب جهداً ووقتاً موصولين، وعلى مدار شهور من التنسيق والمتابعة والتوجيه، ولكن لم يكن كل صعباً على الشيخة بدور التي حملت قضية النشر في الإمارات وفي العالم بوصفها قضية ثقافية في الدرجة الأولى تؤسس لمجموعة من الشراكات الإبداعية والمبادرات الدولية التي من شأنها تيسير صناعة الكتاب، ومرونة حركته وتوزيعه بين الدول والمؤسسات والأفراد.
انطلاق الأكاديمية، اليوم، في الشارقة يأتي برعاية هيئة الشارقة للكتاب، وهو مكسب ثقافي عالي القيمة المادية والمعنوية للإمارات وللوطن العربي، ثم لا ننسى أن جمعية الناشرين الإماراتيين والتي تعود في تأسيسها إلى جهود الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي هي عضو في الاتحاد، ولقد حاولت أن أجمع معلومات عن عضوية اتحادات نشر عربية للاتحاد الدولي للناشرين، ولكن احتجت في الوقت نفسه إلى الدقة في هذه المعلومات، وأياً كان حضور العضويات العربية في الاتحاد الدولي للناشرين، فإن الاتحاد والأكاديمية في النهاية هما كيانان عالميان تتوحدّ وتتلاقى فيهما ومن خلالهما ثقافة عالمية مشتركة تتصل بالنشر والتفصيلات المنبثقة منه.
الأكاديمية، مثلاً، ستوفر حوارات ومناقشات ودورات متخصصة في صناعة الكتاب وتسويقه، وتوفر الأكاديمية أيضاً بيئة عملية ميّسرة للناشرين، وقيام شراكات حيوية بينهم، ومواجهة تحديات النشر وصناعة الكتاب بتنسيق دولي بين دور النشر العربية والعالمية.
هنا، وفي كل مرة أو في كل مناسبة تتطلب التعليق الثقافي على مبادرات الاتحاد الدولي للناشرين أجدني وقد ربطت بين صناعة الكتاب في العالم، وهذه الصناعة المدنية الحضارية في الإمارات، وهي صناعة إبداعية تجد في الإمارات دعماً مُيَسّراً في مناسبات عديدة ومنها معارض الكتب، وعلى سبيل المثال لا الحصر يستفيد الناشرون العرب والأجانب من الامتيازات والتسهيلات المهنية والفنية التي توفرها لهم المنطقة الحرّة ومدينة الشارقة للنشر منذ تأسيسها في ٢٠١٧ وإلى اليوم.
تستفيد دور النشر أيضاً في معرض الشارقة الدولي للكتاب من مكرمات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتساعد هذه المكرمات في رفع عبء تكاليف الأجنحة والسفر وشحن الكتب.
الإمارات بيئة جاذبة للاستثمار في صناعة الكتاب، وهي قبل ذلك بيئة ثقافة وفكر ومعرفة متصلة بالعالم ومشتركاته الحضارية والإنسانية.
[email protected]