عادي
الفائزة بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية

مريم الهاشمي: النقد الأدبي يحاور مختلف العلوم

22:36 مساء
قراءة 3 دقائق
2801

حوار: نجاة الفارس

أكدت الناقدة والكاتبة الدكتورة مريم الهاشمي، الفائزة بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية، أن الجوائز تحث على الإبداع الفكري، موضحة أن الأدب النسائي الإماراتي تمكن عبر سنوات قليلة أن يشهد ازدهاراً حقيقياً بفضل رغبة المرأة الحقيقية في أن يكون لها وجود في الساحة الثقافية. وأضافت في حوار ل«الخليج» أن بحثها الفائز يقرأ ملامح التقارب بين الشعر الفصيح والنبطي في سبيل الوصول إلى رؤية جديدة للشعر بقطبيه، التقليدي والحديث، إلى جانب الشعر النبطي، موضحة أن النقد الأدبي حوار مع مختلف العلوم، تنخرط فيه أقسام علم النفس واللغويات وعلم الأعصاب وفلسفة الذهن وأبحاث الذكاء الاصطناعي وعلوم النفس المعرفية.

* كيف تنظرين إلى أهمية هذه الجائزة في إثراء المشهد الثقافي؟

- الجوائز مثلها مثل المبادرات الثقافية الأخرى والتي تسهم في إثراء المجتمع المتعامل مع القراءة ومع الكتاب، والتي أجد أنها، في حقيقتها، كلها تصب في استمرارية حياة القراءة والكتابة والتحايل على المادية والحياة الصاخبة، صناعياً واقتصادياً، والجوائز بطبيعتها نوع من أنواع الحث الخارجي واستثارة الذات في الإبقاء على الإبداع الفكري.

تحولات

* ما رأيك في ما حققته المرأة الخليجية في مجال الأدب؟

- هو سؤال يجعلني أسترجع مصطلح النسوية أو الأدب النسوي أمام غيره من الأنواع، ولم يزل الاختلاف فيه قائماً بين النقاد والأدباء، والأجدر من ذلك هو أن نعي أن اليوم توسع الأدب في معناه، ولا يحتاج بنا إلى التفريق بين الرجل والمرأة، والأدب النسائي الإماراتي الذي لا يختلف عن الخليجي -إن صح التعبير - تمكن عبر سنوات قليلة أن يشهد ازدهاراً حقيقياً بفضل الرغبة الحقيقية في أن يكون للمرأة وجود في الساحة الثقافية، وفي مطلع السبعينات من القرن الماضي تمثل التحول النوعي في مفارقة الثقافة الشفهية التي كانت تخضع لسلطة الحكاية الخرافية والشعر الشعبي بإمكاناته المحدودة كنسقين جماليين يعبّران عن نمط من التفكير، ما فتح الطريق أمام القصة القصيرة في الإمارات لكي ترسّخ أقدامها، ثم ما لبثت الرواية أن راحت بدورها تستكمل هذه اللحظة التاريخية في التعبير عن تطلعات المجتمع الإماراتي، بل إلى التطلعات الإنسانية.

ونحن نجد الرواية الخليجية اليوم تتناول القضايا الجادة التي تهم المرأة والمجتمع: الموضوع الحضاري وإشكالية الذات في علاقتها بالآخر، صورة الأب، الزوج، الرجل الآخر، الأم، صورة الزوجة، ثم المرأة والوعي السياسي والحقوقي، وكذلك الموضوع الاجتماعي: البحث عن الذات والمعاناة والحنين، والموضوع التاريخي، ثم الموضوع العائلي.

* ما أهم التحديات التي واجهتها أثناء العمل على الدراسة؟

- التحدي الأكبر كان في تناول الشعر الشعبي؛ إذ إني أتناوله لأول مرة بحثياً، ومن ثم الوقوف على مكامن الاقتراب التنظيري والوصفي والاستقرائي بينه وبين الشعر الفصيح.

* كيف تنظرين إلى أثر النقد في تطور الإبداع؟

- النقد كما يقول رولان بارت: لغة فوق لغة، وهو بيت متعدد النوافذ، وأهم مقاصد النقد الأدبي استجلاء خصائص النص الفنية، وهي القراءة العالمة للنص، والنقد مدارس ومناهج، وحين نركز على وظيفة النقد الرئيسية أجدني أميل إلى المدخل الأخلاقي كأهم مدخل للدهاليز النقدية، ولعله أقدمها، وبه ينظر إلى العمل الأدبي في حدود ما ينتج عنه، ولا يمكن أن نشيح عن الوظائف الأساس للغة وهي مرتبطة بطبيعة الحال بالأدب، وهي ثلاث: وظيفة تعبيرية، وظيفة تأثيرية، ووظيفة إشارية. إن النقد محاولة لإجراء حوار بين الدراسات الأدبية وعلوم الذهن، حيث تنخرط فيه أقسام علم النفس واللغويات وعلم الأعصاب وفلسفة الذهن وأبحاث الذكاء الاصطناعي وعلوم النفس المعرفية؛ لتنقسم إلى بلاغة معرفية، وعلم سرد معرفي، وعلم جمال ونظرية أدبية تطورية وارتقائية؛ وذلك من شأنه أن يساعدنا على عبور الهوة الفاصلة بين الفن والعلم، وأن يشجع على تنمية الاحترام المتبادل بين دارسي العلوم الإنسانية ودارسي العلوم الطبيعية، والاستفادة من النسقين على نحو يبعد الممارسة النقدية من طابع التنظير.

هموم

* كيف تجدين واقع النقد الأدبي في الإمارات؟

- لا يختلف الواقع في الإمارات عن الواقع النقدي في كثير من البقع الجغرافية، والمجتمع النقدي النوعي هو مجتمع له همومه المشتركة ورؤاه المتداخلة، لنجد أن المثاقفة لعبت دوراً رئيسياً في إقبال الباحثين العرب المعاصرين على مختلف المناهج النقدية المعاصرة بحجة ضرورة الانفتاح على الآخر، مع غياب واضح لعنصري الغربلة والاستيعاب الحقيقي، ما أدى إلى تلك المفارقة الواضحة بين المنبت الحضاري والفكري للمصطلح، وبيئته الثقافية الحاضنة الثانية، وهي البيئة العربية، ثم علاقة كل ذلك بالمتلقي.

* ماذا عن مشروعك الأدبي القادم؟

- أخذ الشعر نصيبه من الدراسة النقدية؛ لذا كان من الواجب اليوم الالتفات نحو دراسة السرد، وهو المشروع القادم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"