العلم قوة

00:14 صباحا
قراءة دقيقتين

كم عدد قصص النجاح التي حاولت أن تصور لك فكرة أن المدرسة ليست سوى خدعة، أو أنها غير مهمة، وأن كثيراً من الأثرياء في العالم وصلوا إلى ما وصلوا إليه لأنهم كرسوا حياتهم لأمور غير الدراسة؟ ما هي تصوراتنا حول هذه القصص؟ وكيف يستقبلها أبناؤنا، وتحديداً الصغار؟ وما حجم تأثيرها على نظرتهم للمدرسة ومستواهم الدراسي؟
على الرغم من أهمية هذا الموضوع وتأثيره الكبير على الكيفية التي يسعى بها الناس نحو العلم، وعلى الرغم من التداول الواسع لمثل هذا النوع من القصص، فإن العديد من التساؤلات حول هذا الموضوع لا تزال متروكة بدون جواب أو دون نقاش.
إن الذهاب إلى المدرسة، لا يتعلق فقط بالعلوم التي يتلقاها الطلاب، بل يتعلق أيضاً بالعديد من المهارات الحياتية والتربوية التي تستمر مع الطفل طوال حياته؛ لأن الطفل في هذه المراحل المبكرة يتعلم كيفية التعامل مع الناس، الأشخاص الجدد الذين يختلفون عن عائلته. وهي المكان الذي يتعلم فيه التعاطي مع أقرانه ومعلميه، ويكوّن صداقاته الأولى التي قد تنتهي في مرحلة ما أو تستمر معه مدى الحياة.
ونعود إلى النواحي العلمية والمواد التي يتم تدريسها.. إن ما يجادل به وينتقده بعض الناس حولها وجدواها في تطوير أبنائنا هو في وجهة نظري انتقادات ليست في محلها؛ لأن تنوع المواد التي يتلقاها الطفل من الرياضيات والعلوم والتاريخ وغيرها، سوف يساعده على التعرف إلى المجالات التي يحبها، وتكوين نظرته حول الأشياء التي يهواها، لذلك فإن كل ما يتلقاه مجرد مقدمات وأساسيات في تلك العلوم الأساسية المختلفة. وتكوين أساسيات في مختلف أنواع العلوم هو الشيء المثالي لتأسيس عقلية الإنسان؛ حيث يكون لديه نظرة شاملة وأساسية حول كل شيء من حوله. 
يختلط على الناس الاهتمام بالتعلم من مصادر خارجية غير المدرسة والتعليم الذاتي وتنمية المهارات خارج نطاق الدراسة، وهذا أمر مفيد ومهم، ويعتبر تصرفاً ذكياً ومميزاً، لكن يجب ألا يتعارض مع الدراسة أبداً، أو يترافق مع تقليل الاهتمام بالمدرسة واحتقار دورها في تأسيس الطلاب.
إن الاهتمام بهذا الأمر وتصحيحه وتوضيحه للأبناء هو مسؤولية تقع على عاتقنا نحن الكبار. يجب ألا نسمح للأفكار الخاطئة حول الدراسة والعلم بأن تتوغل في أعماق أبنائنا، خاصة في بداية مسيرتهم عندما تتشكل وتتكون شخصياتهم ويستمرون في مسيرة الحياة مقتنعين بأفكار مغلوطة، حتى يصطدموا بواقع لا يمكن لأحد إنكاره، وهو أن العلم قوة.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"