جاسم النبهان وبلال عبدالله

00:15 صباحا
قراءة دقيقتين

تقليد كريم ما درجت عليه «أيام الشارقة المسرحية» منذ سنوات طويلة في تكريمها عند كل دورة من «الأيام» شخصية مسرحية إماراتية، وأيضاً، وبالحفاوة نفسها.. تكريم شخصية مسرحية عربية، وفي هذه الدورة ذهب تكريم «الأيام» إلى مستحقيه، الفنان الكويتي الريادي جاسم النبهان، والفنان الإماراتي صاحب التراث المسرحي الأصيل بلال عبد الله.
إدارة «الأيام» أصدرت بالمناسبة كتابين احتفائيين يليقان فعلاً بحضور النبهان وعبد الله، وهو ما يعتبر بمثابة توثيق عملي لتجربتي النبهان وعبد الله. وقبل أيام كنت أتحدث عن ضرورة التأريخ والأرشفة للمسرح الإماراتي، وسوف يأتي صدور هذين الكتابين الاحتفائيين في إطار هذا التأريخ المطلوب الآن فعلاً، بعدما قطع المسرح الإماراتي مراحل التأسيس والهواية والتدريب أو التأهيل إلى مراحل المهنية والاحتراف.
جاسم النبهان ذاكرة مسرحية عربية خليجية كويتية. تربينا على مسرح الرجل وقيمه وأخلاقياته هو وأبناء جيله من رموز المسرح الكويتي الذي أصبح على أيدي روّاده ومؤسسيه ظاهرة فنية عربية لها مذاقها الخليجي وشخصيتها العربية الأصيلة.
تزامن دخول جاسم النبهان إلى فضاء المسرح مع صعود ظواهر أدبية وفنية ومسرحية عربية وازنت بين التراث والحداثة، وهي ظواهر إبداعية ينحو بعضها إلى التجريب، والانفتاح على الثقافة العالمية، والاقتراب من المسرح العالمي المثقف، وذلك، في منتصف ستينات القرن العشرين وأوائل سبعيناته، وفي هذه الآونة كانت شخصية جاسم النبهان تتكوّن وتتأسس على ثقافته وفطرته المسرحية أولاً، ويخبرنا الحوار الموسّع الذي يحيط بالكثير من تفاصيل النبهان القريب دائماً من القلب أنه تنفّس هواء المسرح وهو في العشرين من عمره، لكن، علينا أن ننتبه إلى نقطة مهمة هنا، هي أن الكويت في السبعينات والثمانينات كانت منصّة ثقافية عربية، جاذبة ومركزية سواءً في المسرح أو في الصحافة، أو في الترجمة أو في الكتابة عموماً، وعلى رأس هذه المكوّنات الثقافية الكويتية نذكر بكل محبة المجلس الوطني الأعلى للثقافة والفنون الذي صدر عنه العديد من سلسلات المسرح والأدب والترجمة.
في هذه البيئة الكويتية الثقافية، والعربية أيضاً تأسست الذات المسرحية لجاسم النبهان، وستظل هذه الذات الإبداعية المثقفة حيوية ودائمة الحضور إلى اليوم.
تحتفي «الأيام»، أيضاً، بالفنان الحيوي هو الآخر، بلال عبد الله، الطاقة الإيجابية المسرحية قولاً وفعلاً في الإمارات.
عرفت بلال عبد الله في تسعينات القرن العشرين، وفي كل مرة ألتقيه، أو أحضر له عملاً مسرحياً كنت أحمل إعجاباً خاصاً بحيوية هذا الفنان المرن صاحب اللياقة المسرحية التي تملأ الخشبة بالحياة.
ينطوي بلال عبد الله على فطرة مسرحية تتصل بالكوميديا بشكل خاص، لكن مرونة شخصيته المسرحية لا تضعه في قالب واحد أو في «عرض واحد» إن جازت العبارة، ففي شخصيته الواحدة ثلاث أو أربع شخصيات إن أراد ذلك، وهو فنان يملأ خشبته بثقته في أدائه، وثقته في الجمهور، وهو أمر في غاية الأهمية أن يكسب الممثل ثقة الجمهور، فيترتب على ذلك ما هو أهم: أي أن يكون الممثل مثقفاً ورجولياً وأصيلاً في أدائه وفي طموحه وفي كل وقفه له على الخشبة، وهذا ما يفعله دائماً بلال عبد الله.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"