عادي
أوراق قضائية

سري وخاص

00:44 صباحا
قراءة دقيقتين

كتب: محمد ياسين

يذهب مدير خليجي إلى عمله في الصباح، ليجد مظروفاً مغلقاً على مكتبه، كتب عليه «سري وخاص».. وعندما فتحه وجد إقالته من عمله الذي استمر فيه لأكثر من عقد.. حاول الرجل استيعاب ما قرأه وطلب من مساعدته فنجاناً من القهوة.

جلس في أحد أركان المكتب، وما هي إلّا دقائق حتى فوجئ باتصال من مسؤول الشؤون الإدارية، يطلب منه تسليم عهدته وتسلّم مستحقاته وأن يترك مكتبه. فنفذ الرجل ما طلب منه، وذهب إلى باب مكتبه لتكون نهاية عمله بالمؤسسة.

وصل إلى منزله وقرر عدم الخروج، متأثراً بما حصل معه في وظيفته.

وتغيّر سلوكه لدى أسرته وأصدقائه، حيث حاول الانشغال بأمور مختلفة، لكنه بدأ التنفيس عن كربه، بانتقاد عمل الآسيوية التي تساعد أسرته في شؤون المنزل.. وزاد انتقاده لها بالتعليق على أداء أعمالها. ثم بدأ يزيد في معاقبتها لأتفه الأسباب.

بعد أيام أيقنت المساعدة استحالة العمل لدى صاحب المنزل، فحاولت ترك العمل وتقديم استقالتها، فبدأ الرجل في إهانتها وضربها وتعذيبها بشكل مستمر، وعدم الاستجابة إلى طلبها بمغادرة المنزل.

وفي أحد الأيام سمع الرجل صوت ماء لا ينقطع في دورة المياه فذهب ليتفقد سبب هذا، فوجدها ملقاة على وجهها في حالة سيئة، فحملها وأوصلها إلى المستشفى، وبعد دقائق فارقت الحياة.

بعد إعلان الطبيب المعالج وفاتها وعرضها على الطبيب الشرعي تبيّن أن سبب الوفاة إصاباتها في مناطق متنوعة من جسدها، وبعض الجروح يعود إلى 6 أشهر، فقُدم بلاغ إلى الشرطة. فانتقل فريق منها إلى المستشفى، وبدأ جمع المعلومات عن الحادث وملابساته.

وأظهرت التحقيقات أن المجني عليها تعمل في منزل الذي نقلها إلى المستشفى، وبالتحقيق معه تبين أنه مدير عربي يحمل جنسية دولة غربية، أقيل من عمله قبل 6 أشهر وأصبح دائم الحضور في مسكنه.

وأفاد شرطي في أوراق القضية، بأن التحقيقات بيّنت أن الخادمة لم تغادر المنزل من 6 أشهر، مدة إقالة صاحب المنزل. وتمكن من جمع الأدلة حيث أكدت التحريات أنه كان يعتدي عليها يومياً.

وخلال التحقيق معه أفاد بأنه لاحظ تقصيراً في عملها ودأب على توجيهها للقيام بواجبتها المنزلية. واعترف بالاعتداء عليها وحرمانها من حريتها بغير وجه قانوني ولكن لم يقصد قتلها.

وبحسب تقرير الطبيب الشرعي، تبين أن سبب الوفاة إصابات وكسور وجروح في أماكن متعددة من جسدها، بعضها يرجع إلى 6 أشهر قبل الوفاة، فقضت محكمة الجنايات بسجن المدير المُقال مؤبداً.. وخففت «الاستئناف» الحكم إلى السجن 15 عاماً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"