مقارنة غير عادلة تظلمك

00:29 صباحا
قراءة دقيقتين

في عام 2015 انتبه العالم إلى نوع جديد من الاكتئاب، تمت تسميته «اكتئاب فيسبوك». كانت بداية الأمر عندما نُشرت دراسة أجراها ماي لي ستيرز، من جامعة هيوستن، وقد تناولت عيّنة من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لقياس تأثيره في حياتهم، وقد توصلت الدراسة إلى التالي: «لاحظ الفريق ظهور علامات اكتئاب على المستخدمين، وانشغالهم بمستوى معين من المقارنة الاجتماعية». كانت الدراسة تتناول الحالة النفسية لهم أيضاً وذكرت: «ذلك قام بتوليد حالة من تدني تقدير الذات، ومع الوقت تتحول إلى مشاعر أسوأ». 
يمكن السؤال، الآن، بعد مرور نحو سبعة أعوام على تلك الدراسة، وانتشار المزيد من مواقع التواصل الاجتماعي، كيف هو الحال النفسي لجميع المستخدمين؟ 
كثير من الناس يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بشكل غير محدود، والأغلبية يقومون بمشاركة أفضل اللحظات في حياتهم، وهي بطبيعة الحال، لحظاتهم السعيدة. وعلى الجانب الآخر يأتي من يتصفح تلك الحسابات، لكنه يجد نفسه في دوامة لا متناهية من المقارنات مع الآخرين السعداء، مما يسبب الحزن والاكتئاب؛ لأن حياته ليست بهذا الفرح والانشراح. 
إن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، يكاد يكون مباشراً جداً في حياتنا، لدرجة تأثير جوانب متواضعة في المرء، مثل عدم قيام الناس بعمل إعجابات، أو عدم التفاعل مع منشوراته، فهذه كفيلة بجعله يشعر بالحزن أو النقص، وقد يتطور الأمر مع التراكمات والتكرار اليومي ليتحول إلى اكتئاب.
بطبيعة الحال، الحل لا يكمن في الانقطاع عن مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأن المقارنات سواء في هذه المواقع الافتراضية أو في الحياة الحقيقية، تعتبر سلوكاً سامياً ومدمراً للحالة النفسية، لذلك أرى أن الحل في القناعة، وأن يغذي الإنسان نفسه بهذه الفضيلة، وألا يدخل في مقارنة مع إنسان آخر. عندما نشاهد حساب أحدهم وقد نشر الكثير من المميزات الحياتية التي يتمتع بها، نحن لا نعرف التفاصيل ولا المصداقية، ومع هذا نقوم بمقارنتها بمميزاتنا التي نعتبرها متواضعة أو التي يخيل لنا أنها أقل منه، وهنا الخطأ. 
تذكر أن هذه ليست المواضع الصحيحة التي يجب أن تقارن حالتك بها، ولعل المقارنة الحقيقية تكمن في جوانب العلم والمعرفة، في تطوير الذات أو السعي إلى الأفضل أو الاستفادة من التجارب الناجحة للآخرين، عدا ذلك ستكون المقارنة غير عادلة، وسوف تظلمك دائماً.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"