فاطمة بنت عباس الفهيم

00:58 صباحا
قراءة دقيقتين

الفقد صعب، وأصعبه حينما تفقد شخصاً لا يذكره الناس إلا بالخير والإحسان، يثنون عليه، ويشكرون الله على وجوده بينهم، كان حالها ممن تنطبق عليهم الآيات الكريمة من سورة الإنسان، والتي يقول فيها عز من قائل: «إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12)».
هي كذلك فعلاً وقولاً وعملاً تطعم البعيد والقريب، بيتها قبلة المحتاج والعابر، يصل طعامها إلى الجار القريب والجار الجنب، والجار البعيد، مجلسها يفتح عند كل غداء لأي عابر، وعند كل عشاء لأي مار، تقرباً لله ورغبة في نيل ثوابه، ومصداقاً للآية الكريمة، حتى وهي في قمة مرضها كانت تشرف على ما يُطبخ من طعام حتى لا يكون هناك أي تقصير. تصل رحمها، يجتمع إليها الأقارب فيكون مجلسها ملتقى العائلة والمحبة، يعرفها القاصي والداني من أهل مدينة العين؛ حيث تسكن، كما يعرفها أهل أبوظبي ودبي، فهي تصل الرحم، وتكرم الضيف. 
إنها فقيدتنا «فاطمة بنت عباس الفهيم»، رحمها الله، يقول كل من عرفها.. إنها سيدة من سيدات العطاء والكرم والجود والسخاء، سخرت ما رزقها الله في إقامة موائد الخير في كل ساعة وحين، ولا ترجو من ذلك إلا الفوز برضا الواحد الأحد.
كانت ترجو أن تكون من الخيار الذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم: «خياركم من أطعم الطعام»، ونحن وكل جيرانها ومن مر ببابها نشهد لله بأنها من خيار الخيار. 
 بكاها من عرفها ومن سمع عنها، فهي عين من عيون الخير التي سخرها الله للناس، فقبضت على ذلك الدرب بكل حب طوال مسيرة عمرها العطرة، ديدنها وهدفها أن تكون من الأبرار الذين يشربون من تلك الكأس التي وعد الله بها عباده يوم القيامة، متطلعة للفوز بنظرة السرور من الخالق العظيم في ذلك اليوم العصيب.
هي من المؤمنين الذين تواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة، فوعدهم الله بأن يكونوا من أهل الميمنة. 
رحم الله يد الخير الزكية الطيبة فاطمة بنت عباس الفهيم، وأسكنها فسيح جناته، وألهمنا أهلها وأقاربها وجيرانها وكل من عرفها الصبر والسلوان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"