النجاح بشروط

00:28 صباحا
الصورة
صحيفة الخليج

عثمان حسن

الإبداع وما إذا كان يورث أم لا؟ هو سؤال طرح منذ زمن بعيد، وقد حرصت جامعات غربية كثيرة من خلال أساتذة مختصين، على دراسة هذا الموضوع في صلته بتوريث الإبداعات المختلفة من فنون كالرقص والرسم والموسيقى، وكافة أشكال الكتابة الإبداعية، كانت الإجابات في معظمها تشير إلى أن التنشئة تعد أحد العوامل المؤثرة في توريث الإبداع خاصة في المجالات الفنية.

لكن النجاح الإبداعي يرجع في الأصل إلى الموهبة والطبع، وأصول هذه الأشياء مجتمعة تعود، بالضرورة، إلى التكوين الجيني للإنسان.

في جامعة أكسفورد، اختبر العالم مارك رولينغ وزملاؤه، مسألة توريث الإبداع من خلال توائم هولنديين، قسم من هؤلاء التوائم بجينات متطابقة، وآخرين ليسوا كذلك، انطلقوا من فرضية ما إذا كان أحد هؤلاء التوائم يتمتع بمهارة فنية ما، واحتمالات أن تكون هذه المهارة عند شقيقه التوأم.

وجد الفريق أن هناك تشابهاً في وظائف أو مهارات التوائم المتطابقة، أكثر من السلالات غير المتطابقة، واستنتجوا أن العوامل الجينية لها رأي بالتأكيد في توارث بعض المهن الإبداعية.

في الحالات العادية، أثبتت الدراسات الحديثة أن الإبداع، هو حالة فردية أو ذاتية، بنسبة تقترب من 70%، أكثر من كونه يتعلق بالتوريث الإبداعي.

أليكس فراديرا، كاتب وفنان وعالم نفس نشر في مجلة علم الوراثة السلوكية، دراسة عن التوريث الإبداعي ومدى علاقته بالحمض النووي. أفادت الدراسة بأن الإبداع يمكن أن يكون موروثاً، ويمكن أن يكون مكتسباً، وأنه في الواقع كليهما.

أشارت الدراسة إلى أن الإبداع «تقنياً» هو أمر مورّث ولجميع الناس، وليس لفئة دون غيرها، وذلك يعتبر سمة إنسانية مشتركة.

وفي مسألة خاصة بالإبداع الفكري أو الفلسفي، وكل ما له علاقة بالاختراعات، فمن المؤكد أن كثيراً من عباقرة العالم، لم يورّثوا إبداعاتهم لأولادهم، ما يؤكد أن العبقرية لا تورّث، وهؤلاء المبدعون أو العباقرة امتازوا بقدرات إبداعية في مجالات تخصصاتهم، وشكّلوا مثالاً نادراً لا يمكن تكراره، واحتاج منهم إلى دأب وتفكير عميق، وقدرة على الإنجاز تفوق ما هو لدى الآخرين وحتى أبنائهم، وكانوا مثالاً نادراً لا يمكن تكراره.

ومع هذا وذاك، فيمكن للتربية أو التنشئة، والظروف المواتية أن تشعل لدى الأبناء ميزة الذكاء، والفاعلية في ما يتصل بالمواهب الفنية والمهارية التي لا تحتاج إلى ذكاء خارق كالموسيقى والرسم والرقص، وذلك في نطاقات محدودة جداً.

عن الكاتب:
كاتب وشاعر وصحفي أردني، عمل في الصحافة الأردنية / في القسم الثقافي بجريدة الدستور ، ويعمل اليوم محررا في جريدة الخليج الإماراتية / القسم الثقافي، صدرت له عدة كتب في الشعر بينها: "ظلال" ، وردة الهذيان / ، وكبرياء الصفة / ، كما صدر له كتاب في الإمارات بعنوان "محطات حوارية مع وجوه ثقافية إماراتية" .
له كتاب مترجم غير منشور/ قصائد عن الإنجليزية، نشرت بعض هذه القصائد في "ثقافة الدستور" وفي مواقع إلكترونية محكمة مثل موقع "جهة الشعر.
شارك في أماسي وملتقيات شعرية عربية كثيرة، وقد قدمت حول نتاجاته الأدبية الكثير من القراءات النقدية.
عضو رابطة الكتاب الأردنيين ، وعضو نقابة الصحفيين الأردنيين.