حذر الرئيس التنفيذي لشركة «مايكروسوفت» Microsoft، ساتيا ناديلا، من أن رفاهية الموظف يمكن أن تعاني التوسع المستمر في يوم العمل الذي غالباً ما يزحف الآن حتى آخر الليل.
واستشهد ناديلا، الذي درست شركته كيف يؤثر العمل عن بُعد على التعاون في محاولة لتحسين برنامج «تيمز» Teams الخاص بها، بأبحاث مايكروسوفت تظهر أن حوالي ثلث العاملين ذوي الياقات البيضاء (الموظفون في المكاتب) لديهم «ذروة ثالثة» للإنتاجية في وقت متأخر من المساء، بناء على نشاط لوحة المفاتيح (كيبورد).
ويقول ناديلا: «ترتفع الإنتاجية عادةً قبل الغداء وبعده، لكن هذه الذروة الثالثة توضح كيف كسر العمل عن بُعد الحدود غير الواضحة بالفعل بين وظيفتنا وحياتنا المنزلية».
متحدثاً في مؤتمر وارتون لمستقبل العمل، الخميس، قال ناديلا، إن المديرين بحاجة إلى توضيح المعايير والتوقعات للعاملين حتى لا يتعرضوا للضغط للرد على رسائل البريد الإلكتروني في وقت متأخر من الليل.
وأضاف: «نحن نفكر في الإنتاجية من خلال التعاون ومقاييس المخرجات، ولكن الرفاهية هي أحد أهم أجزاء الإنتاجية.. نحن نعلم ما يفعله الإجهاد للعمال. نحن بحاجة إلى تعلم المهارات البسيطة، وممارسات الإدارة القديمة الجيدة، حتى يتم الاهتمام برفاهيتهم». وتابع: «يمكنني تحديد هذا التوقع، أن يتلقى موظفونا بريداً إلكترونياً من الرئيس التنفيذي في عطلة نهاية الأسبوع ولا تشعر بأنه يتعين عليهم الرد».
وفقاً لاستطلاع هاريس بتكليف من مزود العلاج عبر الإنترنت Talkspace، يقول اثنان من كل ثلاثة موظفين ممن يفكرون في ترك وظيفتهم، إن صاحب العمل لم يلتزم بوعود الوباء المبكرة بالتركيز على الصحة العقلية للموظفين.
وفي دراسة جديدة لموظفي مايكروسوفت، حوالي 30% شهدوا «ذروة» العمل في الصباح وبعد الظهر وبدرجة أقل عند الساعة 10 مساءً في مؤشر على توسع متوسط يوم العمل بمقدار 46 دقيقة، أو 13%، منذ أن بدأ الوباء.
كما وجدت مايكروسوفت، أن الوقت الذي يقضيه الموظف في العمل بعد ساعات العمل ينمو بسرعة أكبر، بنسبة 28%.
وقال ناديلا إن مايكروسوفت استعانت بحوالي 50 ألف موظف خلال الوباء. وقال إن «الناس، لا سيما في قطاع التكنولوجيا، يطالبون بشكل متزايد بمزيد من المرونة في مكان ووقت عملهم».
ووجدت دراسة استقصائية مستمرة للعاملين في مجال المعرفة - مبرمجي البرمجيات ومحللي البيانات وما شابه - من Future Forum، وهو اتحاد بحثي تدعمه Slack Technologies، أن أكثر من 3 من كل 4 أشخاص يريدون توافر القدرة على اختيار مكان عملهم، بينما 95% يريدون أن يكونوا قادرين على تحديد الجدول الزمني الخاص بهم.
وعندما سُئل عما إذا كان يمتنع عن إرسال رسائل بريد إلكتروني في عطلة نهاية الأسبوع، تهرب ناديلا قليلاً قائلاً: «أنا أتعلم كل يوم». (بلومبيرج)
