يوم الأرض

00:55 صباحا
قراءة دقيقتين

فيصل عابدون

نشر محرك البحث جوجل، صوراً بتقنية تسريع الوقت، كشفت وجود تحول مذهل وخطر على وجه الأرض، بسبب التغير المناخي والعوامل البشرية. وأظهرت الصور تراجع الأنهار الجليدية في قمة جبل كليمنجارو في تنزانيا بين ديسمبر/ كانون الأول 1986 و2020 وذوبان الأنهار الجليدية في غرينلاند، بين ديسمبر 2000 و2020.

 كما كشفت صور أخرى تراجع الحاجز المرجاني الكبير بالقرب من جزيرة ليزارد في أستراليا بين مارس/ آذار 2016 وأكتوبر/تشرين الأول 2017، وتناقص عدد الأشجار بشكل رهيب في غابات هارتس في إليند بألمانيا، بين ديسمبر 1995 و2020.

 وقصد جوجل نشر هذه الصور بالتزامن مع مرور ذكرى يوم الأرض في 22 إبريل/ نيسان الماضي، بهدف توجيه إنذار للبشرية بحجم التحول المخيف في الغطاء الثلجي للأرض، لكن لماذا يتحدث الناس عن الجليد والغابات في مناطق تبعد عنا آلاف الأميال بينما نحن نعيش في مناخات مختلفة؟

 والإجابة الحاضرة هنا، هي أننا يجب أن نشعر بالاهتمام والقلق، لأننا نعيش على سطح هذه الأرض نفسها. وأن أي اختلال في التوازن البيئي إذا حدث في جزء من العالم، فإن آثاره ستمتد إلى المناطق الأخرى بشكل مؤكد. ويقول علماء البيئة والمناخ: إن التداعيات ستكون مدمرة ومرعبة، ولن تكون سارة بأي حال من الأحوال.

 لذلك، فإن ذوبان الجليد في القارة القطبية البعيدة والنائية يجب أن يوقظ عندنا الإحساس بالخطر، كما أن ما يحدث على جبهة المناخ بشكل عام، يجب أن يكون حافزاً للعمل وليس الخوف، كما أنه ومن المهم جداً ألا يتم اعتبار هذه المتابعة نوعاً من أنواع الترف الذهني أو ضرباً من الأنشطة الانصرافية.

 وفي هذا السياق فقد أكدت دراسة حديثة أن الجليد البحري حول القارة القطبية الجنوبية تقلص إلى أدنى مستوى على الإطلاق منذ 44 عاماً، بعد خمس سنوات من الانخفاض القياسي السابق، ما يشير إلى أن المنطقة القطبية قد تكون أقل مناعة أمام التغير المناخي. ولاحظ الباحثون أن الدافع الرئيسي لفقدان الجليد هو التغير في درجة الحرارة.

 وفي نيوزيلندا اكتشف معهد أبحاث المياه والغلاف الجوي (نيوا)، أنه بين عامي 1977 و2014، فقدت الأرض ثلث الغطاء الثلجي في جبال الألب الجنوبية. وأدى ازدياد درجات الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية على المتوسط في جميع أنحاء نيوزيلندا بين عامي 2017 و2018، إلى اختفاء بعض الأنهار الجليدية هناك.

 وربما يتعين علينا هنا أن نشير الى أن التداعيات المدمرة للتغيير المناخي ليست بعيدة تماماً. فموجات الجفاف والقحط التي ضربت إقليم دارفور السوداني، تسببت في نزاعات دموية على خلفية الهجرات غير المنتظمة للقبائل المنكوبة. كما أننا نرى في العراق بدايات واضحة للتغير المناخي في مصادر المياه. ويقول محرك جوجل: إن الصور التي نشرها بمناسبة يوم الأرض تهدف إلى تشجيع الناس على القيام بأي فعل صغير يمكنهم القيام به لحماية الأرض. وهي دعوة لطالما رددتها المنظمات الدولية للحكومات والشركات الكبيرة والشعوب من دون أن تجد أذاناً صاغية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"